المخابرات الأمريكيّة والفرنسية تكشف تفاصيل دعم (فاغنر) لحميدتي عبر أفريقيا الوسطى.. ورصد عناصر لـ(فاغنر) في نيالا!!!
تعتقد أجهزة المخابرات الأمريكية والفرنسية، أن المجموعة شبه العسكرية الروسية “فاغنر” أرسلت أسلحة خفيفة ومدافع مضادة للطائرات من جمهورية أفريقيا الوسطى إلى قوات الدعم السريع السودانية.
ومنذ اندلاع الاشتباكات في 15 أبريل بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، كانت باريس وواشنطن تبحثان إمكانية قيام “فاغنر” بتزويد قوات الدعم السريع بالعتاد.
ووفقا لأجهزة استخبارات أمريكية، تشير عدة تحركات إلى مثل هذا السيناريو.
في الأيام الأخيرة، لوحظ زيادة نشاط عناصر “فاغنر” على طول حدود جمهورية أفريقيا الوسطى والسودان.
ويتم رصد هذا النشاط المتزايد من قبل أجهزة الأمن الفرنسية، وخاصة وكالة المخابرات الأجنبية DGSE.
وفقاً لباريس وواشنطن، حاولت فاغنر تهريب أسلحة AK-47 وأنظمة الدفاع الجوي المحمولة (MANPADS)؛ من شمال جمهورية أفريقيا الوسطى إلى جنوبي السودان.
وتعتبر السيطرة على المجال الجوي هي نقطة ضعف رئيسية بالنسبة لحميدتي، حيث تقاتل قواته القوات المسلحة السودانية بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان.
في الأيام الأخيرة، تم رصد العديد من عناصر مجموعة “فاغنر” في نيالا، عاصمة جنوب دارفور.
من جانبه، لم يخف مؤسس مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين دعمه لحميدتي، الذي تحدث معه عبر الهاتف في عدة مناسبات منذ 5 أبريل – في كل مرة بمبادرة من بريغوزين، وفقاً لواشنطن وباريس – وفي كل مرة كان رجل الأعمال الروسي يلفت انتباه الجمهور إلى هذه المكالمات.
هذه الدعاية كانت سبباً في التوتر وسط حاشية حميدتي. لعدة أشهر، عمل هو ومستشاروه في العلاقات العامة، وشقيقه الأصغر القوني حمدان دقلو، بجد لتحسين صورته وثيقة الصلة بفاغنر. ومن المقرر أن يسافر شقيقه إلى باريس في الأيام القليلة المقبلة للقاء مسؤولين فرنسيين.
ما يدل على عدم ارتياح حميدتي من علاقته بفاغنر، هو رفضه المتكرر القيام بزيارة رسمية إلى بانغي لمقابلة الرئيس فوستين أرشينج تواديرا في وقت كان فيه ما يقرب من 2000 عنصر من فاغنر موجودين في جمهورية أفريقيا الوسطى، وهي دولة شاسعة غنية بالموارد المعدنية.
تحركات فاغنر في شمال جمهورية أفريقيا الوسطى هي إلى حد كبير خارج سيطرة بانغي. ومع ذلك، تتم مراقبة الوضع من قِبل وزير الثروة الحيوانية حسن بوبا، زعيم المتمردين السابق الذي اُحتُجز في عام 2021 بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وما تزال مذكرة توقيف صادرة بحقه عن المحكمة الجنائية الخاصة بجمهورية أفريقيا الوسطى.
على الرغم من قربه من الروس، فإنّ بوبا يقوم أيضًا بتنسيق الاتصالات مع أجهزة المخابرات الغربية. في 21 أبريل، قام بزيارة سرية إلى أوادا، وهي بلدة تقع على الحدود مع السودان، حيث يوجد لفاغنر تواجد صغير، لتقييم الوضع. في نهاية العام الماضي، أبرم بوبا صفقة مع قائد قوات الدعم السريع لتأمين المناطق الشمالية من جمهورية أفريقيا الوسطى. هذه الاتفاقية الآن لاغية وباطلة بحكم الواقع.
شبح العقوبات
بسبب قلقها بشأن تورط فاغنر المباشر في الصراع السوداني، تخطط الولايات المتحدة لتشديد العقوبات ضد فاغنر في السودان.
في الوقت نفسه، أعد مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية (OFAC) بالفعل قائمة بالكيانات المرتبطة بحميدتي والتي يمكن استهدافها بالعقوبات قريبًا.
وتشمل القائمة، العديد من الأصول المالية في الإمارات العربية المتحدة، وقد تسبّب هذا الاحتمال في مخاوف كبيرة منذ منتصف أبريل بين حفنة من المشغلين الخاصين النشطين في السودان. وقد أثارت واشنطن الموضوع مُباشرةً مع شركائها الغربيين في الأيام الأخيرة.
صحيفة السوداني
مصدر الخبر