السياسة السودانية

الكوارث .. هل من سبيل للخروج ؟

[ad_1]

المجتمع السوداني الذي أصبح ينبئ بكارثة وأزمة في كل شئ وفي كل مكان وأصبح يترنَّح من وطأة ما يعانيه من صناعة هذه الأزمات والكوارث عموماً بحثاً عن حلول ومخرج يضعنا في الطريق الصحيح في مجتمع سياسي، ديني، اجتماعي، نفسي، رياضي واقتصادي معافى، من كل سوءات تنتظرنا في آخر النفق.

(الصيحة) وضعت هذا التساؤل أمام عدد من الخبراء فكانت “الكارثة” محل بحث وتنقيب وتمحيص بهدف سبر اغوارها.

“1”
الدولة والاقتصاد

كشف السفير الصادق المقلي، متناولاً أولاً ما يدور في البلاد الآن جراء فصل الخريف والفيضانات، مبيِّناً أن الكوارث عموماً لا تنحصر فقط في فقدان المواطنين في المنطقة لزرعهم و ضرعهم ومسكنهم، وإنما أخطر من كل ذلك الآثار الكارثية المترتبة على اختلاط مخلفات التعدين والمواد المشعة والسامة التي تستخدم في استخلاص خام الذهب وغيره من مناطق أخرى تهتم بالتعدين أو البترول، وأضاف المقلي: يجب على الدولة أن تتعامل على الصعيد المركزي و الولائي مع هذه الظواهر بالحسم اللازم حتى لا يفقد المواطنون أرواحهم مثلما فقدوا ممتلكاتهم حتى ولو اضطرت إلى اللجوء للعون الدولي لدرء آثار هذه الكوارث واحتواء تداعياتها المضرة بصحة الإنسان، ولا ينبغي على السلطة الحالية وأي سلطة أخرى أن تكتفي فقط بالزيارات الميدانية والتي يصوِّرها الإعلام الرسمي وبعض الأقلام كأنها إنجاز، ولكن ينبغي أن تقوم السلطات -أيضاً- بالتحقيق في منح المستثمرين في مجالات الأسمنت والذهب والزراعة في المنطقة دون تحسب للآثار الكارثية الصحية منها والبيئية ومن دون تخطيط يسبق قيام هذه المشاريع والتي كانت السبب الرئيس لهذه الكوارث، حيث تسببت في إغلاق وعرقلة انسياب مياه المجاري والخيران وانحرافها نحو المناطق السكنية التي تحتاج -أيضاً- إلى التدخل الفني من السلطات المختصة قبل الشروع في إنشائها، وبكل أسف كل الحكومات المتعاقبة تتعامل مع هذه الكوارث بطريقة تعامل المواطنين عشية العيد مع “ترزي الوقفة” ويجب أن يكون دور الحكومة استباقي لتفادي هذه الكوارث قبل حدوثها.

“2”
الإسلاميون

كشف علي بابكر المشرَّف، في حديثه عن (الكارثة) في القوات المسلحة بقوله: إن أول من أجرموا في حق القوات المسلحة كانت حكومة الصادق المهدي، في الديموقراطية الثالثة عندما أطاحت الانتفاضة بجعفر نميري، ووجد الإسلاميون مدخلهم للتدخل في شؤون الجيش بحجة دعمه وقاموا بمبادرة دعم الجيش وحشدوا لذلك أعلمهم علماً بأن القوات المسلحة كانت وقتها تناشد حكومة الصادق بتوفير احتياجات العمليات المتصاعدة في الجنوب وحققت قوات قرنق تقدُّماً كبيراً واحتلت العديد من المدن وكانت استجابة الحكومة ضعيفة وفي تلك الفترة انصب اهتمام الكيزان باستمالة ضباط الجيش وأظهروا تعاطفهم معهم رغم أن حكومة الصادق كانت أولى بدعم الجيش.

“3”
خيانة وانقلاب

وأضاف المشرَّف: إن الصادق المهدي لم يعر المذكرة التي رفعها إليه الفريق فتحي أحمد علي، وكبار الضباط بضرورة دعم القوات المسلحة مما أدى إلى تذمُّر القادة وكان ذلك المدخل لانقلاب عمر البشير بأنه انقلاب قومي وهو في الحقيقة انقلاب “الكيزان”، وواصل بتعجب شديد بقوله: لا لا، هناك أيضاً من خان الجيش مثل أعضاء ثورة الإنقاذ أنفسهم أمثال: التيجاني آدم الطاهر وفيصل علي أبو صالح، لأنهما لم يوضِّحا أن الجبهة الإسلامية خدعتهما واستخدمتهما لانقلاب على الحكم المدني وتواطئهما واضح للتستر عليهم لذلك لم يُقدَّما للمحكمة وكذلك صلاح كرار.

“4”
أدلجة الجيش

وواصل المشرَّف في حديثه وسرده قائلاً: حتى هذه اللحظة لم تفتح ملفات أدلجة الجيش بواسطة كل من: عبد الرحيم محمد حسين والهادي عبد الله وإبراهيم شمس الدين، وكثير من شهود تلك الحقبة مازالوا أحياء، فلماذا الصمت على أكبر جريمة في تاريخ السودان الحديث وهي أدلجة القوات المسلَّحة، وكارثة أخرى كانت كتائب الظل والأمن الشعبي والأمن الطلابي، لأنها تجاوزات كبيرة تمت ولم يحاسب مؤسسي تلك الأجهزة على فعلتهم وأعتقد أنها تعمل حتى هذه اللحظة تحت إمرة أميرهم الجديد علي كرتي.

“5”
العودة للاستعمار

واستهل مولانا عمر كابو، المحامي حديثه بقوله: دوماً ننطلق من موقف مبدئي هو الإيمان بالله، ورجاؤنا كبير في رحمته، لأن الأوضاع أيٍّ كانت ستذهب بالبلاد إلى شاطئ الأمان، وأن كان الصحيح والواضح الآن أن كل شئ يذهب إلى (كارثة) محققة ستحدث في كل البلاد سيما وأن وطننا يتعرَّض لهجمة استعمارية منظَّمة تقف من خلفها عدد من الدول الغربية الاستعمارية بكل جبروتها وطغيانها وقوتها المدعومة ببعض المندسين والذين يصطفون الآن خلفها بعد أن قبضوا الثمن، وأضاف كابو: ولكن هذه البلاد محفوظة بالله وببركة أوليائه الصالحين وإلى جانب يقظة قواتنا المسلحة والقوات النظامية ووعي شعب أدرك أن الفترة الحالية مثلت نقلة كارثية في كل مسافة من مسافات حياته بما جعل البلاد تعيش أقسى حقبة منذ الاستقلال، وتساءل عمر كابو، فَلِمَا نخاف ونخشى من الكارثة إن كنا في وطن هؤلاء رِجَّاله؟ واختتم: رسالتنا لشبابنا أن فوِّتوا على خونة الوطن مخططهم الداعم للاستعمار وتذكَّروا دوماً أنكم من أمة تكره الاستبداد والاضطهاد والاستعمار، وأختتم كابو بقوله: فتعالوا لنضع أيدينا على بعضها لعبور الكارثة التي لن تحدث مادمنا متحدين متحابين، وعلى الله قصد السبيل.

“6”
ذهاب الحياء

واستطرد عبد الفتاح الركابي، الناشط الرياضي المعروف متناولاً في الجانب الإفرازات الاجتماعية، مشيراً إلى أن هناك مظاهر أصبحت واضحة ترى بالعين المجرَّدة ويحزن القلب لها، وعلى سبيل المثال التسوُّل في الصلوات والجمع من قبل نساء ورجال وأطفال قُصَّر وشباب في مقتبل العمر وشيوخ وكلهم يشكون الفقر وفقدان الأسرة التي تعولهم وتكون لهم السند، أما بسبب الحروب والمشاكل القبلية والأزمات المفتعلة في الزراعة والاختلاف على المرعى والقتال عليه وكل هذه الكوارث التي نعاني منها كان نتاجها الآن النزوح أو التشرُّد والهروب منها إلى أماكن أكثر أمناً وسلاماً، كما تسببت الضائقة الاقتصادية وغلاء وضنك العيش في البلاد والذي أفرز هجرة عدد من الكوادر المتعلمة والمؤهلة إلى خارج البلاد بحثاً عن مطعم وعيش سلس وزهيد ووافر أو البحث عن الذهب في مناطق التعدين. وواصل الركابي في حديثه بقوله: انظر لمظاهر الطلاب السالبة والواضحة في شكل ملابسهم وطريقة حديثهم وذهاب الحياء وعدم الخجل عند الكثيرين، وأعتقد أن هذا سيفرز كارثة أكبر سيعاني منها المجتمع في السنوات القادمة.

“7”
الإمكانيات

وعرَّج الركابي، على الشأن الرياضي وقال: مشكلتنا في الكادر المدرَّب والمتخصص والمثقف العارف والملم بأضابير الشأن الرياضي المتخصص والذي يفهم في الإدارة الرياضية هذا مفقود وبالذات في الفترات الأخيرة هناك اتحادات رياضية لا يعرف فيها إلا الرئيس، وهناك اتحادات وهيئات ومؤسسات لا يعرف فيها إلا السكرتير وهناك اتحادات أخرى ليس لها نشاط منتظم ومنظَّم وأن وجد النشاط هذا فإنه غير منتظم، وهناك مشاركات ضعيفة على المستوى المحلي والعالمي والإقليمي، وهنا يأتي الفشل في عقد جمعيات عمومية، حيث أنها تصبح فيما بعد عمل إداري روتيني عادي فقط. وأصبحت الاتحادات الرياضية كالأحزاب جماعتي وجماعتك ودي حرب فلان وده مع ناس فلان وده نجيبو عشان بدفع وده نجيبو عشان هو الحزب الحاكِم وده صاحب فلان، هذا هو الوسط الرياضي الآن.

“8”
الضرب تحت الحزام

وواصل الركابي، كثيراً ما نسمع بتقلُّد أشخاص لمواقع خارجية في اتحادات، فماذا استفاد السودان من هذا الموقع خلاف وجود شخص في المقعد؟ وكيف جاء هذا الشخص لهذا الموقع؟ وهل تساءلنا هل جاء إلى المنصب لكفاءته أم معادلة أصوات انتخابية؟ ولذلك لا تجد له تأثيراً واضحاً.

“9”
غياب المنظومة

وأشار الركابي، إلى أن في الرياضة نحن ليس لدينا إحصاء واضح للتخطيط الاستراتيجي سواءً في السياسة أو الرياضة ولم نخطط كدولة لمنصب رياضي أو سياسي، بل معظم مناصبنا على المستوى الإقليمي الدولي تأتي بالاجتهاد الشخصي أو بما سبق وذكرناه.

“10”
الوضع النفسي

وفي الصياغ أوضح د.الفاتح سليمان، الطبيب والمعالج النفسي المتخصص والمحاضر بعدد من الجامعات السودانية أن البعد النفسي للكوارث الآن متمثلاً في كل فئات المجتمع السياسي والاقتصادي والرياضي والثقافي، وغيرها والتي تكوِّن المجتمع السوداني بكل خلفياته، والآن الصراعات الموجودة في البلاد، وأن هناك أثراً نفسياً واضحاً يتمثل في وضع اقتصادي واضح وله تأثيرات بعيدة وقريبة تمثل الحالة الاجتماعية النفسية التي يعيشها الوطن والمواطنون في الشارع الآن، وأوضح أن البعد النفسي ظهر في الصراعات النفسية الموجودة على مستوى الأسرة والمنزل والشارع، والأثر النفسي موجود في كل هذا، والجميع يتلمَّس هذا الوضع الذي سينبئ بكارثة نفسية في التعامل النفسي الظاهر في المجتمع الآن، وأن الجوانب النفسية ماهي إلا كارثة تظهر في الصراعات الموجودة الآن، ويبدو هذا في عدم وجود إدارة تحكم السودان، بطريقة قانونية وشرعية الآن أثَّرت على مكوِّنات المجتمع سيكون لها أثرها أن كان في القريب أو في الأمد البعيد.

“11”
الجودة والمقاييس

أما الباحثة الاجتماعية المتخصصة ثريا إبراهيم، فقد كشفت أننا إذا أردنا أن نتحدَّث عن الكوارث أو الكارثة سنتحدث عن مجموعة من الأشياء في المجتمع المعني الذي نريد أن نشخِّص حالته، من كوارث بيئية اقتصادية اجتماعية وفي معظم المجتمعات في المجتمع رياضية أو فنية أو دينية عقائدية لها ما بعدها، الأزمات بأبعادها المختلفة تخلق إشكالات معقَّدة وتظهر في وضع اجتماعي هش في وجود عدم الخدمات دون وجود جودة للتعامل مع المجتمع بكل تفاصيله، فإن المجتمعات التي تتعرَّض إلى أزمات متلاحقة ومتكرِّرة تجد إلى حد كبير تغيب فيها الاستراتيجيات ولا نتحدَّث عن حكومات، بل عن استراتيجيات راسخة وواضحة لصد كل الكوارث والأزمات وأن وجدت استراتيجيات واضحة وأسس بيِّنة نجد المجتمع لا يعاني من شئ طالما وجد الأسس والاستراتيجية الواضحة.

“12”
فاقدو السند

وواصلت بقولها: حتى الكوارث البيئية الطبيعية لها حلول ضمن الاستراتيجيات الموضوعة سلفاً، وإذا نظرنا إلى ما يحدث الآن من جراء الخريف والأمطار وبعض الفيضانات والسيول التي ضربت عدداً من الولايات والمدن نجد أنها ولَّدت أشياء كثيرة جداً جداً من بينها أزمات اجتماعية وأزمات نفسية وأزمات صحية وأزمات بيئية لمجرَّد أن يكون الذي يعاني من هذه الكوارث الإنسان لا يجد مأوى ليكن عائشاً بأمان وغير مكشوف، علماً بأن كل التقارير كشفت عن وجود أطفال وشيوخ ونساء وجدوا أنفسهم وأرواحهم وأموالهم ومنازلهم في العراء وأصبحوا فاقدي الدعم والسند مما يوِّلد أزمات ومشاكل، لأن المأوى جزء من حياة هو الأساس لكرامة الإنسان، وأن وجدنا استراتيجيات موضوعة من قبل النظام والدولة المعنية لمجابهة هذه الكوارث التي تم ذكرها مع تعامل واضح من قبل الدولة في الالتزام الأخلاقي وبميزانيات موضوعة من المتوقع أن تظهر فيما بعد كوارث وإشكالات يتم معالجتها فيما بعد، وأعتقد أن هذا هو المطلوب لأن نجابه هذه الأزمات والكوارث والمشاكل.

“13”
الإشكال الديني والتفسير

وأضافت ثريا بقولها: الآن نجد الكوارث على مستويات مختلفة من بينها المستوى الاجتماعي الرياضي والصحي والديني الذي نعاني فيه من إشكالات نعيشها بسببه وبسبب عدم التفسير الواضح الذي يستندون عليه، وأعتقد أن المحور الديني المرتبط بقيم إنسانية واجتماعية عقدية بحتة، لأن هناك تبريرات دينية أن استندنا إلى كوارث مثل ختان الإناث أو العنف ضد الأطفال بشكل عام، وأكدت أن الاستراتيجيات الواضحة الموضوعة من قبل رجال الدين والمشرِّعين القانونيين في الدولة والمؤسسات ونجد فيها المحور الديني والاجتماعي لارتباطهما ببعض ولابد من التعامل معها كما يجب، لأن ما يكوِّنها المحور الديني والإعلامي والاجتماعي المتوِّلد من حياة الناس خاصة الأشياء التي لها علاقة بالطبيعة، مبيِّنة وأن تحدثنا عن كل الأزمات والكوارث وأي كارثة سيُولَّد من بعدها عدد من الأشياء، لأن لا شئ يحدث فجأة أو دون أن نكون على علم به في وقت سابق له، ونجد أن الدول التي نهضت استطاعت أن تستعد لها تماماً، لأن أي كارثة أو أزمة تتوَّلد عنها مشاكل كبيرة جداً منها التشرُّد المجتمعي والتفكك الأسري والانحلال المجتمعي والنفسي،غياب التعليم وتفشي الجهل والمرض والفقر والعوز.

“14”
غياب الخبرة

وأشارت ثريا إبراهيم، إلى أن الاستراتيجيات الثابتة والموضوعة من قبل الهيئات والمؤسسات في الدول المتقدِّمة أو الوليدة تعمل على الاستعداد إلى كل شئ جديد ومتجدِّد ويكون هذا بداية إلى تغيير في المجتمع الذي يسعى إلى وضعها بالتعاون مع خبراء وفنيين ومختصين يؤسسون إلى مجتمع فاضل يعيش في أمان وسلام ويكون المجتمع مسالم ومتناقم في كل شئ وأن الدول تطوَّرت بالاستراتيجيات الرصينة الثابتة القوية والواضحة.

“15”
إحداثيات الدولة

وكثيراً ما أقول إن مشكلتنا والأزمات عدم الاستقرار السياسي في السودان هي واحدة من المشاكل المتراكمة وأنها لا علاقة لها بحكومات أو أشخاص أو أحزاب يمينية أو يسارية أو غيرها، حيث أن كل حكومة أو حزب يأتي مختلفاً تماماً ولا يعمل وفق إحداثيات متراكمة لها ما قبلها وهذه من الأسباب المباشرة في البلاد التي نعاني منها بصورة ماثلة وواضحة وتؤثر السياسات التي وضعها خبراء، وعدم تنفيذها تضع أزمة من خلف أزمة يؤدي إلى عدم الاستقرار السياسي.

“16”
الاقتصاد الهش

وتساءلت الباحثة الاجتماعية لماذا لا تأتينا الكوارث والأزمات؟ أعتقد أنها معقَّدة جداً ومترابطة ببعضها لعدم الترابط السياسي، فالأزمات والكوارث في كل شئ خاصة وأن المشكلات والكوارث والأزمات معقدة جداً جداً، خاصة في وجود سياسات استراتيجية اقتصادية مترهلة هشة، والجميع يتساءل عن الدولار وسعره وكل يوم هو بكم؟ سعره هو بكذا ويتناسى الجميع الجنيه السوداني مما يتسبب في أزمة اقتصادية لا فكاك ولا علاج منها أبداً مهما اجتهدنا، وأعود وأقول إن الاستقرار الاقتصادي يلعب دوراً كبيراً له ما بعده.

“17”
غياب الوعي الأسري

وقالت: ثم يأتي من بعد التفكك الأسري والمجتمعي الذي نلتمَّسه الآن في المجتمع السوداني عموماً وهو نتاج إلى ضحالة الفهم السياسي وعدم استقراره لأنه يلعب دوراً كبيراً جداً جداً، ويأتي من بعد الاستقرار السياسي وعدمه الذي يلعب دوراً كبيراً في استقرار الاقتصاد الذي يجعلنا نطرح السؤال نفسه لماذا لا تأتينا الأزمات والكوارث الأخرى من كل الاتجاهات.

“18”
تفكك المجتمع

وعبَّرت ثريا إبراهيم، عن قلق واضح حين واصلت بقولها: وهناك الكوارث الاجتماعية وهي كارثة إنسانية التفكُّك الأسري التسرُّب من المدارس الخمور المنشطات التشرُّد والتسوُّل في الطريق العام والظواهر السالبة الكوارث التي تجعل الإنسان في غير سلوكه الطبيعي المعهود وعقله الكامل الذي من المفترض أن يكون عليه، لأن يصلح المجتمع السوداني الكبير الذي يبدأ من الأسرة والقرية والمجتمع الصغير، وهذا يؤثر على المستوى الدولي بكل مناحيه بقوالبه الطبيعية، لأن نكون دولة ناهضة فإن لم نضع استراتيجية واضحة لن نكوِّن مجتمعاً خالياً من السلوك الضعيف وغير السوي.

“19”
التعليم والمنهج

وكشفت بحديثها إلى أنها تعتقد أن الكارثة الكبرى تأتي من جانب التعليم، ففي مرحلة الأساس أو المرحلة الابتدائية أو المتوسطة أو الثانوية أو التعليم الجامعي كارثة ماثلة وواضحة للمتلقي والطلاب فيما بعد، لأنه لا توجد أدنى مقوِّمات الجودة والاستراتيجية في وضع مناهج التعليم الأوَّلي وفي الأساس الذي نفتقده ويصبح بالنسبة لنا في المجتمع التعليمي كارثة لعدم الجودة في المناهج عموماً وهذه كارثة خدمية تندرج عليها عدد من الكوارث الأخرى في المجتمع.

“20”
حقوق الطفل

ونأتي من بعد إلى حقوق الطفل الموضوعة في قانون الطفل الموضوع في العام 2010م، ومجانية التعليم المنصوص عليها في القانون الخاص بالطفل، ونبَّهت إلى أنه لا توجد الإلزامية في التعليم المجاني للطفل المحروم من حقه في التعليم لأنه سيخرج من المجتمع إلى العمالة التي لا تفيد ولا نستفيد منها في المجتمع مما يجعله خارج المنظومة التعليمية وتتسبب في أذى كبير يتمثل في الأسرة التي تنتظره ونحن نتناسى حق الطفل في منبته وتنشئته وطعامه وصلاحيته في المجتمع مما يؤذي الطفل نفسه بدون أي ضوابط بتجاهلنا لأكله المفيد له ليصنع تغييراً في المجتمع السوداني حتى يصبح خالٍ من الكوارث والأزمات عموماً.

الخرطوم: معتز عبد القيوم
صحيفة الصيحة

[ad_2]
مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى