السياسة السودانية

الكهرباء من مصر هل هي فخ؟

[ad_1]

كتبت قبل أيام مقالاً على هذا العمود، أشدت فيه بالتوجه نحو ربط الشبكات والكهربائية ما بين السودان ومصر، باعتباره خطوة مهمة ومفيدة للقطرين، خصوصاً بالنسبة للسودان الذي يعاني حالياً من نقص كبير في التيار الكهربائي.

أسفت لتناول بعض الأقلام لهذا الموضوع بدون إحاطة كافية، من ذلك ما أورده أحدهم عن استخدام خبير المياه المرحوم م.م لبرنامج اسمه ريفر وير.

فقد ذكر أن الخبير المرحوم قال (أخشي أن تستغل الحكومة المصرية أزمة الكهرباء الحالية لتمرير أجندتها في سبيل المحافظة على أمنها المائي، والذي تستغل فيه حصة السودان الضائعة هدراً و التي تذهب إلى بحيرة ناصر كسلفة غير مستردة. وتعتبر هذه هي الخطة ب والأخيرة بعد فشل الخطة أ وهي إفشال سد النهضة إعلامياً، والعمل على تخويف السودان من أن السد سينهار و يدمر السودان).

ويضيف الكاتب على لسان الخبير المرحوم ( من خلال استخدام برنامج ريفر وير تم إعداد سيناريو به مخططان للإيرادات المائية للنيل، وإنتاج الطاقة الكهربائية بمصر، فوجد أن المخططين يسلكان نمطاً واحداً ارتفاعاً و هبوطاً عند رسمهما بالبرنامج، حيث خلص إلى أنه كلما زاد إنتاج الطاقة الكهربائية زاد استخدام المياه.

ويقول الناقل إن المرحوم ذكر أن (المصريين سيطلبون من السودان تمرير إيرادات النيل لتصل إلى مصر، حتى تتمكن شركة كهرباء مصر القابضة من الإيفاء بما وقعته مع السودان من عقد، يلزمها بتصدير ألف ميجاوات. فحجتهم في ذلك أن التدفقات المائية اللازمة لإنتاج هذه الكمية يستلزم من السودان تمرير قدر كاف من المياه من خزاناته. فيضمن المصريون بذلك استمرار التدفقات المائية كما كان الحال قبل سد النهضة). انتهى المنقول عن الخبير المرحوم.

تعليق : بالطبع لا يمكننا التيقن مما قال الخبير المرحوم لأنه في ذمة الله، أحسن الله إليه ورحمه، لكن نقول لمن نقل إن هذا الطرح فيه سذاجة بادية من ناحيتين، الأولى: إن إنتاج الكهرباء من السد العالي في مصر أصبح أقل من 6% من الإنتاج الكلي، إنتاجهم الأكبر الآن من الغاز (تحتل مصر المرتب 16 في قائمة أكبر الدول المنتجة للغاز الطبيعي في العالم). ومن العام القادم سينتجون ٢٠% من الطاقة الكهربية من محطة الضبعة النووية على ساحل البحر الأبيض المتوسط كمرحلة أولى. أي أن إنتاج الكهرباء في مصر من المحطات المائية أصبح نسبة ضئيلة للغاية.

الثاني: إن المياه تمر بنا أولاً ، إن شئنا مررناها وإن شئنا حبسناها، كان من الأفضل لمن يقود هذا الطرح أن يتحدث حول ضرورة استكمال منظومة سدودنا المائية كجبار والشريك ودال، حتى نستفيد من كامل حصتنا المائية.

نقول شكراً لمصر وهي تساعدنا في وقت الأزمة. والله الموفق.

د. عادل عبد العزيز الفكي

صحيفة اليوم التالي

[ad_2]
مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى