الكرامة(( ٢ )) اين يضع فولكر رجله ؟
خلال السنوات الماضية حضر الي احدي القري النائية مسئولا دستوريا رفيعا كانت وجهته منطقة خلوية شهدت حادثا امنيا وتمت دعوة احد البدويين علي جناح السرعة لكي يصحب المسئول الي تلك المنطقة النائية لكونه خبيرا لا يشق له غبار وبعد ان اقلعت الطائرة سأله قائد الطائرة الذي اجلسه الي جانبه لكي يهتدي به الي المكان المقصود .قال له الكابتن الي اين نتجه يا خبيرنا فرد عليه وهو في حالة من الارتباك والدهشة والدوران وطاتكم ذاتا وينا ؟ وما كان منهم الا ان عادوا به الي القرية للبحث عن خبير اخر .
٢,- مع انطلاقة مواكب الكرامة الاول والثاني لن يجد المبعوث الأممي فولكر بيرثس مكانا في ارض السودان يضع فيه دستور اللجنة التسيرية لنقابة المحامين المحلولة فقد تبدلت الارض غير الارض واصبح الملك في السودان لله الواحد القهار ولن تجدي مع هذا التحول الكبير في الشارع السوداني خبرة لرئيس بعثة اليونتامس او حتي تفويض يمكن الاستناد عليه والسبب بكل بساطة إن هذا الشعب السوداني قادر علي ان يتدبر امره ولا حاجة له في بعثة او خبراء اجانب لكي يرونه كيف يدير فترته الانتقالية وينظم انتخابات حرة ونزيهة مستخدما ذكاءه الفطري ومهارته السياسية
٣- وقد عرف العالم الشعب السوداني بانه شعب لماح ويعرف من اين تؤكل الكتف منذ ان قام الزعيم اسماعيل الازهري برفع العلم السوداني فوق سارية القصر الجمهوري إعلانا لاستقلال السودان في يوم ١/١/١٩٥٦م وقد امسي الاتحاديون في حديث عن الوحدة مع مصر ثم اصبح الجميع مع قرار اعلان استقلال السودان من داخل البرلمان في ١٩ ديسمبر١٩٥٤م باتفاق بين الاستقلالين ‘دعاة السودان للسودانيين’ مع إخوانهم دعاة وحدة وادي النيل .
٤- وعندما حدث التغيير بموجب ثورة ديسمبر المجيدة في العام ٢٠١٩ م ظن كثيرون إن السودانيين يمارسون هوايتهم في الذكاء السياسي ويريدون إن يرفعوا العقوبات الاقتصادية الامريكية عن بلادهم ويتعاونوا جميعا علي تطبيق الديمقراطية والحرية والسلام والعدالة ولكن هيهات بعد اختطاف ثورة الشباب ودخول المجتمع الدولي علي الخط لإثبات حالة الإعاقة التي انتابت الذهن السوداني وتشخص السودانيين شعب عاجز عن إدارة فترة انتقالية .
٥- وكانت الطامة الكبري في ارسال رئيس وزراء الفترة الانتقالية الدكتور عبد الله حمدوك (( خطابا)) للامين العام للامم المتحدة يطلب منه إرسال بعثة سياسية لمساعدة السودان علي تجاوز الفترة الانتقالية .يا الهي من بيع المية في حارة السقايين كما يقول الإخوة المصريون .وكم خطت الاقلام وكمهي عدد المرات التي تحدث فيها المتحدثون عن خطل هذه البعثة وعن تجاوزتها واختقارها للسودانيين وقطعها الطريق علي افكارهم ووفاقهم ووحدتهم في حالة من الاستقطاب السياسي لا مثيل لها في عالم اليوم شرقه وغربه
،٦- فقد اصبح السودان العوبة و طيرة في ايد عيل كما قال عكير الدامر وجرت مياه كثيرة تحت الجسر ومضي نصف زمن الامتحان ثم انقضي الزمن وجمعت الاوراق ولكن من يملك القدرة علي التصحيح لهذا الشعب المعلم الذي اصبح في صراع من اجل البقاء في وطنه في ظل المزايدات الكثيرة علي وعي الناس وحقوقهم المشروعة ولم تكن مواكب الكرامة الا نقطة في بحر المبادرات التي انطلقت واهمها مبادرة او نداء اهل السودان .. ثم صدر القرار الذي اصدره القائد العام للقوات المسلحة في الرابع من يوليو ،٢٠٢٢م بانسحاب القوات المسلحة من اي حوار او تفاوض مع القوي السياسية وترك المجال القوي السياسية بان تجلس وتقرر تشكيل حكومة كفاءات وطنية غير حزبية لإدارة الفترة الانتقالية . شيئا من ذلك لم يحدث وانما حدث التفاف حول قرار القوات المسلحة وذهب فولكر بمعاونة سفراء السعودية والإمارات وبريطانيا والولايات المتحدة او ما يعرف بالرباعية بوضع نداء اهل السودان وغيرها من المبادرات في ((الرف)) واللجوء للوقيعة بين الجيش والقوي السياسية وقد نتج عن الاعيب قولكم البيانات والاتهامات المتبادلة والغرض من ذلك هو التسلل من وراء الشعب السودان بإصدار مشروع دستور تسيرية المحاميين والترويج له عبر الميديا لاعتماده من قبل قيادة القوات المسلحة وبناءا عليه يتم تعيين حكومة الفترة الانتقالية .
٧- من وضعوا دستور الفترة الانتقالية جعلوا العلمانية نفسها تستحي منه وتصرف وجهها عن غلوه في محاربة الإسلام لدرجة إن ديباجته لا تحمل البسملة ويقرر الوقوف علي مسافة واحدة من الاديان بما فيها الاسلام الذي يدين به الشعب السوداني باكثر من ٩٩ في المئة .وكانت نتيجة كل هذه الاستفزازات والتجاوزات إن استخدم الشعب السوداني حكمته وذكائه بعد ان كانوا يريدون تحويله الي دواعش وإرهابيين ولكن كما ان الشوارع لا تخون وقد تفجرت براكين وسالت اودية بقدر كذلك ذكاء الشعوب لا يخونها وعقلها الباطن لا يكف عن التفكير والتدبير
٨ – وخرجت الجموع في موكب الكرامة الاول وكان مليونية بحق وحقيقة وجاء موكب الكرامة الثاني اضعاف مضاعفة وشاركت المرآة بصورة اكبر وشارك الشباب والرسالة واحدة لا لعلمانية الدولة ولا للعملاء ولا الاتفاقات الثنائية ولا لدستور اللجنة التسيرية لنقابة المحاميين. ولا للتدخل الاجنبي في الشئون الداخلية للسودان .وبهذا يكون الشعب السوداني قد ملك زمام امره كما قال الشاعر محجوب شريف عليه رحمة الله :
شعب مالك زمام امره
ومتسود لهب جمره
ولا مكان لفولكر بيرثس في السودان والامم المتحدة بين خيارين إما الشعب السوداني او هذا العجوز المخرف فولكر وفي حالة الإصرار علي فولكر عليهم ان يجدوا له وطا .فهذه الارض لنا فليعش سودانيا علما بين الامم
حسن محمد صالح
صحيفة الانتباهة
مصدر الخبر