القتل المباح .. بين بلدية تهدد بقتل المتظاهرين وولاية تقتل المعارضين
كركون قارويج
لقد شاهدتهم في الايام الماضيات مقطعي فيديو مؤسفان حركت المواجع وزاد الجرح تقويراً ، بجنوب السودان، بل اعادت للبعض الام سنين مضت ، مشاهد تخلو من ابسط قيم الانسانية، اعدام ضباط يتبعون لمعارضة حديثة بولاية الوحدة، فيما اظهر الفيديو الاخير مقطع لنائب عمدة بلدية جوبا يهدد فيه بقتل المتظاهرين، انه لأمر محير.
1: اعدام علني
دعنا نبداء باعدام الضباط الثلاث وحرق الاخير ، لا يختلف اثنين ان الامر كان مؤلماً ، لكن لماذا لم يفكر هؤلاء ان اختلاف الاخوين كان يمكن يُحل بطرق اخرى ، بالأخص ان الحاكم و المحكوم عليه من اثنية واحدة ابناء منطقة واحدة، لماذا لم تقوم ادارة الولاية بمحاكمتهم بالطريقة المعهودة ، و ما دخل الدعم السريع بشؤون و صراعات جنوب السودان.
لننظر للمادة 3 من اتفاقية جنيف و التي حظرت في فقرتين (أ) و (د) هذه الممارسات ولتوفير عنا البحث لك القارئ الكريم : (أ) الاعتداء علي الحياة والسلامة البدنية، وبخاصة القتل بجميع أشكاله، والتشويه، والمعاملة القاسية، والتعذيب، بينما تقول الفقرة (د) وبوضوح إصدار الأحكام وتنفيذ العقوبات دون إجراء محاكمة سابقة أمام محكمة مشكلة تشكيلا قانونيا. وتكفل جميع الضمانات القضائية اللازمة في نظر الشعوب المتمدنة.، نحن لسنا جزء منهم حتي الان لأننا دولة وليدة.
ليبقى السؤال الا زلنا نتعامل بشريعة موسى العين بالعين و السن بالسن ام نخضع لقانون يحكم بيننا الم يري القائم على امر ولاية الوحدة (نعم الاسم) للأسف لم نري حرفاً منه، ان القانون فوق الجميع و ان السلطة لن تدوم، وان الادوار تتوالي ، من هو ضعيف اليوم يمكن يستمد قوته غداً !!!
لماذا لم تقوم حكومة الولاية بتقديمهم المعارضين الاربعة الذين تم القبض عليهم في الاراضي السودانية للمحاكمة حسبما نصت اتفاقية جنيف؟ لماذا (الدعم السريع و ليس الجيش السوداني)؟ انه لأمر يحير؟
2 : صمت راس الدولة و افراد حكومته
ادانت جهات عديدة جريمة الاعدام العلني الذي حدث، و لكن لم تحرك الرئاسة ساكنة و كان الامر عادي كشابهة الامور الاخرى من غلاء المعيشة و ارتفاع الاسعار و الفساد المستشري في البلاد و عدم تقديم ناهيك عن توفير الخدمات الاساسية للغلابة.
الا يرى الرئيس كير ونوابه ان امن و سلامة مواطني جنوب يقع على عاتقهم ام هؤلاء المواطنين ينتمون لدولة جارة، الا تستمعون بعائدات نفط تلك الولاية و لا توفرون خدمات اساسية لمواطنيه هل تقف علاقتكم عند هذا الحد فقط، سؤال لن نجد له اي اجابة، الامر المخجل و المغيب للآمال ان الاثنين( و كير و رياك) ممن يرون انفسهم انهم قائمين على امر الدولة و يسيرون مهامها لم يحركا ساكنة، بينما تباينت اراء مستخدمي وسائل مواقع التواصل الاجتماعي ما بين مؤيد و رافض و مستنكر ما حدث.
3 : التهديد بقتل المتظاهرين
نائب عمدة بلدية جوبا، من اين لك هذه السلطات، ومن خولك هذه السلطة الغير محدودة و هل اصبحت التظاهرات السلمية، جريمة تستحق الرمي بالرصاص، ام ماذا يا طيك طيك، نحتاج لفتوة في هذا الامر،
هل اصبح مطالب الغلابة بلقمة عيش كريمة و رفع الغلاء عن كاهلهم ازمة تعاقب الحكومة فيها مواطنيها ، و ماذا حدث لحرية التعبير المنصوص عليه في المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان و التي نصت عليها : إن حرية التعبير حق أساسي من حقوق الإنسان.
4 : الصراعات الدائرة و مصير مواطنو الولاية
ماذا فعلتم يا بواي و مونجتويل و توت ماذا الذي يجري في مناطقكم و لعشائر “بُل” تحديداً و ما المصير الذي ترسمونه لأبنائكم غدا، اليست هذه فتنة قد تنتهى منكم ام كيف ترون و ماذا سيقول لكم الحكيم يوماً ،،،، هل ترون ان الامر سيقف عند هذا الحد، ام سيدفع المواطنين فاتورة هذه الفتنة ، سانهي مقالي هذا بقول الراحل قلواك، القروش تنتهي بس عيشوا في سلام.
المصدر