الغاية تبرر الوسيلة وكل شيء في سبيل المدنية حلال
اعداد من الكتاب والسياسيين السودانيين مدينون للإسلاميين أكثر مما يمكنهم أن يتصوروا أو يعترفوا. تري مسيرتهم السياسية والكتابية كلها مبنية على فرمالة وفكرة واحدة: “شر الإخوان المستطير”.
مثل هؤلاء الكتاب والسياسيين لا يقدمون شيئًا ابعد من النواح من شرور الإخوان، ولهذا السبب فإن مساهماتهم الفكرية في الغالب لا تتجاوز عد آثام الإخوان الحقيقية والمزعومة، ولكن بطرق وجمل مختلفة.
وتزداد المشكلة سوءا بافتقادهم عمق التحليل لظاهرة الإخوان اذ كل ما يفعلون لا يتعدى وصف سطحي, تبسيطي للإسلاميين لا يضيف شيئا إلى المخزون المعرفي عنهم ولا يتعدى ثنائية الخير والشر في ابسط اشكالها الطفولية.
والأدهى من ذلك أنهم كثيراً ما يكتبون وينشرون الخرافات والاساطير حول الظاهرة الاخوانية وبذلك يحجبون طبيعتها الحقيقية ويحولون أهلها إلى وحش أسطوري على كل شيء قدير لا يسمح بوجود وحش آخر أو تهديد للأمة سواه. ولا تصاب عنزة مدنية ديمقراطية بحمى فحمية الا بمؤامرة اخوانية.
الاخوان تنظيم موجود وحقيقي ارتكب ما ارتكب من الاجرام في حق الشعب السوداني الذي دفع ثمنا باهظا من حكمهم ثلاثة عقود.
وللأسف عوقب الشعب السوداني بالحكم الاخواني وعوقب مرة اخري بقادة عمل عام لا شيء يبرر صعودهم ووصايتهم سياسيا وفكريا على مصير شعب لم ينتخبهم سوي عويل لا ينقطع عما فعل اخوان.
مع وجود خطر الاخوان إلا انه لا يجوز تحويلهم الي شماعة تعفي من ضرورة إيجاد مشروعية ترتكز علي انجاز أو وطنية أو معرفة ثقافية أو مهنية.
كما تم تحويل الاخوان الي برش يبرر ويخفي تحته كل فعل وموقف لا يمكن تبريره الا باستدعاء شيطانهم.
كما لا يمكن محاورة راي مختلف إلا باتهامه بالأخونة بداية وان استحال ذلك الاتهام نعتوه بالغفلة النافعة للإخوان بلا دليل.
هذا عقل مهووس ينظر الي ماركسي لينيني أو وجودي دهري أو مهرطق أو شباب مقاومة باسل فلا يري إلا كوز أو متنطع, ساذج في خدمتهم بلا وعي.
ويعمي هذا العقل عن تحالفه الطوعي في شراكة متناغمة مع نفس “جيش الاخوان”.
ويعمي طوعا عن وجود المؤتمر الوطني فرع الترابي, بطل العشرية الاولي الأسوأ في تاريخ الإنقاذ, في داخل تحالف اتفاقه الإطاري.
ويعمي طوعا عن تحالفه مع أنصار السنة داخل تحالف اتفاقه الإطاري.
ويعمي طوعا عن تحالفه مع أحزاب كانت في حكومة البشير الي يوم سقوطها.
ويعمي طوعا عن ان ميليشيا الدعم السريع هي صناعة البشير رب الفلول بامتياز.
فما دام أصحاب هذا العقل يصدقون انهم نبلاء مدنيون ديمقراطيون يحاربون شيطان الاخوان فكل شيء يجوز وكل تحالف مع شيطان أصغر أو اكبر في الداخل أو الخارج يجوز.
فباسم محاربة الاخوان يحرق الوطن وتهدر السيادة وتعذر الميليشيات عما فعلت.
معتصم أقرع
مصدر الخبر