السياسة السودانية

الطاهر ساتي يكتب: ما بيخصكم

[ad_1]

:: بدار التجمع الاتحادي، متحدثاً عن الراهن السياسي، قال القيادي بقوى الحرية وجدي صالح إن تحالفهم لن يلتقي بالتوافق الوطني لأنهم واجهة للانقلاب.. وهذا الحديث يكشف (أصل الصراع، فالصراع الوهمي – المراد به خداع القطيع والمجتمع الدولي – يبدو وكأنه بين قوى الحرية والعساكر.. ولكن الصراع الحقيقي هو بين قوى الحرية وحركات الجبهة الثورية، وكانوا يسمونها – قبل 25 أكتوبر – بقوى الكفاح المسمى، وبعده أسموها بقوى الانقلاب..!! :: ليس هناك صراع بين قوى الحرية والعساكر، والعلاقة بينهما تجسدها الحكاية التالية: يٌحكى أن لصاً قفز إلى دار ليسرقها، فرأته فتاة وصرخت، وكان اللص على علم بأن قطار الزواج فات الفتاة، فخاطبها: (اسكتي يا بت الحلال، أنا جاييك عريس وعايز اتقدم ليكي)، فسكتت الفتاة.. ولكن توافد الجيران الى الدار – بصرخة ما قبل البشارة – وهم يحملون العصي لتأديب اللص، فصرخت فيهم الفتاة: (هوووي يا ناس الموضوع ما بيخصكم.. دا حرامينا، بنقبضوا برااانا وبندفوا برااانا)..!! :: وهكذا حال قوى الحرية، بحيث لا تريد أن يشاركها – في حُضن العساكر – أي تحالف آخر.. وحدها تريد أن تكون (حاضنة سياسية)، كما كانت قبل سلام جوبا.. وبالمناسبة، أزمة قوى الحرية مع الجبهة الثورية بدأت بسلام جوبا، ثم صارت تتأزم – يوماً تلو الآخر – حتى بلغ مداها (اعتصام القصر)، وهذا مهد الطريق لإجراءات (25 أكتوبر).. ولو لم تحشد الجبهة الثورية عضويتها أمام القصر، لما فض العساكر (الشراكة الثنائية)، وفض تلك الشراكة هو المسمى بالانقلاب..!! :: المهم.. كدت أصف رفض جلوس قوى الحرية مع التوافق الوطني بالرفض غير المسؤول، ولكن هناك تصريح لإبراهيم الشيخ – يوم أمس – ينفي حديث وجدي صالح، ويؤكد أن هناك اجتماع مرتقب، ويشمل الجميع (العساكر والجبهة الثورية وقوى الحرية)، وذلك بمبادرة اللجنة الرباعيه المكونة من أمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات.. وهذا يعني أن قوى الحرية لا تمانع الاجتماع بالانقلابيين، ولكن بشرط أن يكون الداعي للاجتماع (أجنبياً)..!! :: ولعلكم تذكرون، في يونيو الفائت، بعد نصف عام من الهتاف (لا مشاركة، لا مساومة، لا تفاوض)، اجتمعوا مع المكون العسكري في بيت السفير السعودي، ويوماص برر ياسر عرمان هذا اللقاء قائلاً باالنص: (لم نذهب لإعادة الشراكة، بل لإنهاء الشراكة وبناء علاقة جديدة)، وكنت قد ساعدته في تبريرهم للجلوس مع العسكر، وذلك بتوضيح الفرق الشاسع بين (إعادة الشراكة) و(بناء علاقة جديدة)، وهو تقريباً كالفرق بين البيض و(جنى الجداد)..!! :: وعلى كل، فالمهمة التي تنتظر السفير الأمريكي جون غودفري بالخرطوم هي إصلاح ذات البين قوى الحرية والتوافق الوطني، ثم حث القوى السياسية على تشكيل حاضنة سياسية لحكومة مستقلة وذات مهام محددة، منها تهيئة المناخ للانتخابات.. ولا شيء يمنع ذلك غير تلك القوى الصارخة: (هوووي يا أحزاب ويا حركات، الموضوع ما بيخصكم، ديل عساكرنا، وبنحضنهم برااانا)..!!

صحيفة الصيحة

[ad_2]
مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى