السياسة السودانية

الطاهر ساتي يكتب: رئيس الوزراء (1)

[ad_1]

:: عودة حمدوك رئيساً للوزراء لم تعد مستبعدة، إذ هناك مصادر نافذة أكدت – لليوم التالي – أن الرجل من المرشحين، أي ليس المرشح الوحيد، فهناك أسماء أخرى مرشحة أيضاً، منها التيجاني السيسي وكامل إدريس ومضوي الترابي وآخرون.. وليس غريباً أن ترشح إحدى الجهات حمدوك لهذا المنصب، ولكن الأغرب هو قبوله للترشيح، ثم قبوله بالمنصب في حال تعيينه من المجلس السيادي أو المجلس الأعلى للقوات المسلحة..!! :: وبالمناسبة، بعد نشر خبر احتمال عودته، رصدنا رد الفعل، فوجدنا حال حمدوك – في دوائر النشطاء – كحال شريف خيري في فيلم (السفارة في عمارة)، للزعيم عادل إمام، شفاه الله وعافاه.. إذ يعود شريف خيري من الإمارات، ويُفاجأ بالسفارة الإسرائيلية قد استأجرت شقة بجوار شقته، فيستاء ويبحث عن حل يبعده عن السفارة.. ويقع في براثن الانتهازيين، ويصبح بطلاً ورمزاً للصمود حين يقاضي السفارة، ثم خائن عميل حين يتنازل عن الدعوى القضائية..!! :: وهكذا حال حمدوك مع نشطاء المرحلة وبعض السياسيين.. لعلكم تذكرون، في خضم الثورة وبعدها، كان حمدوك عند النشطاء المؤسس المُلهم والقائد البطل ورمز الجسارة والصمود.. ولكن بعد اتفاق 21 نوفمبر الشهير، تحول حمدوك في هتافات النشطاء إلى (خائن عميل).. قلبوا له ظهر المجن، وليس في أمرهم عجب، هكذا هم دائماً.. متطرفون بكل حال، وفي حقدهم أريج النسائم جيفة، وبحبهم روث البهائم برتقال، أو كأن أحمد مطر كان يقصدهم بهذا الوصف البليغ..!! :: وعلى كل، نشطاء قوى الحرية كانوا من أعباء تلك المرحلة، وكانوا حملاً ثقيلاً ومؤرقاً لكاهل حمدوك.. لم يقدموا حلاً لأية أزمة، ولم يبادروا بفكرة، ولم يطرحوا مشروعاً غير الصخب والتهريج.. وكثيراً ما نصحناهم بالنُّضج والوعي، أي بالتحلي بروح المسؤولية في الممارسة، وترتيب قائمة المصالح بحيث تكون مصالح البلاد في الصدارة، وليس شعارات الأحزاب الصبيانية.. وكنا نأمل صادقين بأن تتوحد إرادتهم حول الأهداف الاستراتيجية..!! :: ولكنهم كانوا يقفون ضد حمدوك في كل القضايا، بما فيها الاستراتيجية.. رفضوا التطبيع مع إسرائيل، وتحفظوا على اتفاقية السلام، وعارضوا الإصلاحات الاقتصادية و..و.. فالبلاد بعد نجاح ثورتها كانت بحاجة إلى حاضنة واعية تدعم حمدوك، ليُحوّل مثل هذه المكاسب إلى مصالح اقتصادية وسياسية.. تحسين العلاقات مع كل دول العالم – بما فيها إسرائيل – تحقق بجهد البرهان وحمدوك، وكذلك رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب، واتفاقيات السلام مع الحركات المسلحة وإعفاء الديون و.. و..!! :: واستغلال تلك المكاسب كانت بحاجة الى حاضنة ناضجة تصنع الاستقرار السياسي بتوسيع قاعدة المشاركة في صناعة القرار الوطني، بدلاً عن (سرقة الثورة وحكومتها)، ثم نشر خطاب الكراهية ومعاداة الجميع – بتطرف وحماقة – بمن فيهم رفقاء النضال، وكانوا يسمونهم بقوى الكفاح المسلح.. وكان واضحاً أن حمدوك تنفس الصعداء ببيان تصحيح المسار، لانعتاقه من حاضنة النشطاء، بدليل عودته – بعد البيان – للعمل، قبل أن يغادر لعجزه عن تحقيق التوافق، كما قال في استقالته..!! :: فالشاهد أن حمدوك كان وفاقياً، وكان يفكر في مشروع وطني يتوافق عليه الجميع، ولكن حاضنته السياسية كانت (ديك عدة)، ولذلك عجز عن فعل شيء، وغادرهم والبلد.. والمؤسف اليوم أن الحاضنة السياسية التي في مرحلة التشكيل لا تُرحب بحمدوك، ولذلك يبدو من الغرائب أن يقبل بالعودة رئيساً لوزراء حكومة حاضنتها السياسية (لا ترُحب به).. و.. يتواصل..!!

صحيفة اليوم التالي

[ad_2]
مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى