السياسة السودانية

الطاهر ساتي يكتب: العودة الحميدة..!!

:: ومن الأخبار السارة، غير انخفاض أسعار الوقود وسلع أخرى، تدشين المرحلة المتوسطة.. بتشريف مديرها العام، د. قريب الله محمد أحمد، دشنت وزارة التربية والتعليم بالخرطوم المرحلة المتوسطة، وذلك بمدرسة حسن سعيد المتوسطة بنين بحي كوبر بالخرطوم بحري.. والتزم قريب الله بتشييد وتأهيل مدرسة حسن سعيد المتوسطة باعتبارها أولى خطوات المرحلة، ويبدو أنها كانت (مهجورة)، منذ أكثر من (20 عاماً)، عمر التجفيف..!! :: فالسلم المراد التخلص منه كان وبالاً على التربية والتعليم.. فالسادة هدموا مرحلة المتوسطة من السلم، وجلسوا على تلها عقدين من الزمان، ثم اكتشفوا خطأ الهدم بعد خراب مالطا.. ثم فكروا في إصلاح الخطأ، ولكن كمن يحفر بئراً للتخلص من التراب، أي بإضافة الفصل التاسع لمرحلة الأساس.. ولم يتخيلوا مخاطر أن تلحق ابنك بالمدرسة وعمره (6 سنوات)، ويبقى فيها إلى أن يبلغ (15 سنة)، ثم يكون رفيقاً لطفل آخر في السادس من عمره..!! :: لم يتحسبوا لمخاطر جمع الأطفال مع مراهقين في حوش مدرسة.. هم يعلمون أن الكثير من مدارس الريف (مختلطة)، ومع ذلك لم تفكر عقولهم المختلة في مغبة أن يصبح صبياً في السنة التاسعة (16 سنة) زميلاً – ورفيقاً – لطفلة في السنة الأولى (6 سنوات).. فالإنجليز كانوا رحماء عندما وضعوا السلم المثالي (4/4/4).. وكذلك الحكومات الوطنية عندما ارتضت بالسلم التعليمي المثالي الآخر (6/3/3).. وذلك قبل عقود التخريب..!! :: ولعلكم تذكرون، ما أن تم إلغاء المرحلة المتوسطة بـ(جرة قلم)، حتى باع بعض عناصر النظام المخلوع، بكامل التنسيق مع (السماسرة)، مدارس المرحلة المتوسطة كأراضٍ استثمارية.. ثم حوّل البعض الآخر تلك المدارس إلى أغراض أخرى.. وما وُلدت فكرة الفصل التاسع، قبل سقوط النظام بعام، إلا لتغطية هذه التصرفات غير المسؤولة.. ولتمرير الفصل التاسع، كانوا يتحدثون عن بناء أسوار في حيشان المدارس، وعن تعيين وكيلين بكل مدرسة.. و.. و..!! :: كل هذا الخداع لإقناع الناس بقبول فكرة حشد الأطفال والمراهقين في الحيشان.. ولذلك فإن عودة المتوسطة من تحديات المرحلة، ويجب أن يكون تحدياً للمجتمع أيضاً، وليس الحكومة فقطً.. وقد أحسنت حكومة ما بعد الثورة عملاً بفرض سياسة الأمر الواقع بإعادة المتوسطة، وهنا التحدي، والدعوة إلى البناء يجب أن تكون (عامة)، ولا يجب انتظار قريب الله ليؤهل كل مدارس المرحلة..!! :: نعم، على المجتمع أن يتقاسم التحدي، بحيث يكون شريكاً في إعادة الوسطى.. فالمرحلة العائدة بحاجة إلى مدارس وكُتب وتدريب معلمين وغيره.. ومهما ضاعفت الحكومة ميزانية التعليم، فلن تستطيع وحدها تأسيس مرحلة كاملة، ولا بد أن يكون للمجتمع دور إيجابي، وذلك عبر الشركات والمنظمات والإدارات الأهلية.. وفي الذاكرة (ح نبنيهو)، كما كان شعاراً قوياً في مرحلة الثورة، كان يجب أن يصبح عملاً في مرحلة الدولة، وهذا ما لم يحدُث حتى الآن..!! :: واليوم، مع رصد ميزانية لإعادة هذه المرحلة كما كانت، فعلى الحكومة حث القطاع الخاص على (نفير).. فالتعليم العام يجب أن يكون مسؤولية كل مستويات الحكم والمجتمع، وذلك بأن تبدأ المسؤولية بالمجلسين السيادي والوزراء، ثم الولايات والمحليات، وحتى لجان ومنظمات المجتمع.. فالجدير بالانتباه أن كل مواكب النشطاء من أجل السلطة، ولم يستنفروا أنفسهم وقواعدهم لبناء جدار أو حفر بئر، وكأنهم عاهدوا فولكر بألأ يساهموا في بناء وطنهم ما لم يصبحوا (سلاطيناً)..!!

صحيفة اليوم التالي

ehtimamna


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى