السياسة السودانية

الطاهر حجر: آليات جديدة لتكوين القوة المشتركة ويجب حظر الطيران في السودان

[ad_1]

أديس أبابا 31 أغسطس 2024 –كشف عضو مجلس السيادة السوداني السابق ،رئيس تجمع قوى تحرير السودان، الطاهر حجر، عن آليات جديدة لتكوين القوة المشتركة في دارفور مطالبا بفرض حظر للطيران في السودان.

وأكد حجر في مقابلة مع “سودان تربيون” أن تشكيل القوة المشتركة الجديدة للحركات المسلحة المحايدة يجري حاليًا على الأرض، وأن لجانًا متخصصة تقوم بعملها، مشيرًا إلى التأثيرات الهائلة للقتال على العملية.

وأكد في الوقت نفسه وجود قوات مشتركة حول معسكر زمزم ومعسكرات أخرى لقوات الحركات المحايدة لتأمين المدنيين والقوافل التجارية والمساعدات الإنسانية، مؤكدًا أن الفكرة “لم تمت” والعمل جارٍ لتشكيلها مجددًا.

وغادر تجمع تحرير السودان وحركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي، القوة المشتركة في دارفور بعد اعلان حركتي تحرير السودان، قيادة مناوي والعدل والمساواة بزعامة جبريل ابراهيم  وقوى أخرى،الانحياز للجيش في مواجهة قوات الدعم السريع.

وقالت حركتا تجمع قوى تحرير السودان والمجلس الإنتقالي في وقت سابق انهما سيعملان على تكوين قوة مشتركة جديدة لحماية المدنيين في دارفور تضم إلى جانبهما قوات حركة تحرير السودان قيادة عبدالواحد نور وفصيل من العدل والمساواة يقوده سليمان صندل.

الوضع في الفاشر

ووصف حجر الوضع في مدينة الفاشر بأنه مأزوم، إثر الحصار المضروب عليها من الدعم السريع منذ أشهر.

وأشار في حديثه لـ”سودان تربيون” إلى استمرار الانتهاكات الفظيعة ضد المدنيين من الطرفين، حيث يقصف الطيران معسكرات النازحين وداخل المدينة والمنازل، علاوة على القصف المدفعي المستمر من قوات الدعم السريع، بالإضافة إلى الاشتباكات المباشرة التي تقع بشكل متقطع.

وتابع: “الفاشر الآن أصبحت خالية وليست المدينة المعروفة بالازدحام السكاني. تقريبًا 80% من سكان الفاشر أصبحوا الآن خارج المدينة وفي المعسكرات والمناطق والقرى المجاورة ، ومنهم من ذهب خارج الولاية.. المعاناة كبيرة”.

وعاد حجر للتذكير بمبادرة قدمها برفقة عضو مجلس السيادة السابق الهادي إدريس، تقضي بخروج الطرفين من المدينة نظرًا لخصوصيتها واحتضانها لأكبر معسكرات النازحين.

وأضاف أن انحياز بعض الحركات المسلحة إلى الجيش أجهض الفكرة، باعتبار أن الجيش كان سيوافق على المبادرة، بالإضافة إلى اتخاذ قرارات من بعض الحركات بالاستنفار وإقامة تجمعات للمستنفَرين.

ومع ذلك، يعتقد حجر أن وجود من وصفهم بـ”الفلول” من جميع ولايات دارفور وحضورهم للمدينة وتكوين ما يسمى بلجنة المساندة هي أحد أكبر أسباب اندلاع القتال في المدينة.

وتابع أن هذه اللجنة تشكلت من كل “الفلول” في ولايات دارفور بعد سقوطها، وارتكبت جريمة إعلان الحرب في الفاشر، محملًا مسؤولية أرواح الشباب التي أزهقت لتلك اللجنة والمجموعات المساندة لها.

وأكد حجر تفاقم وضع المجاعة المأساوي في الفاشر وغيرها من الولايات وفي كل السودان، معتبرًا أن تراجع حدة الاشتباكات بين الحين والآخر مؤشر جيد لكنه غير كافٍ.

حظر الطيران الحربي

وشدد حجر على أهمية اتخاذ موقف حاسم من عمليات قصف الطيران، والتفكير بجدية في حظره بأنحاء البلاد بعد الكوارث التي تسبب فيها.

وأكمل قائلاً: “ضرب الطيران للأعيان المدنية مؤسف، وحدث في مناطق كثيرة في دارفور، خاصة في شمال دارفور، بمليط بآبار المياه وكبكابية وكتم ومشفاها، والفاشر وداخل معسكر زمزم وحول معسكر أبو شوك”.

وأدان تلك الضربات الجوية للجيش السوداني بشدة، معتبرًا أن قصف الطيران هو الأكثر ضررًا على المدنيين والأعيان المدنية كما حدث في مستشفى الضعين قبل أيام، مؤكدًا أن القصف الجوي والمدفعي من الطرفين سلوك مشين ومدان.

وقال حجر: “الطيران يستهدف مواقع الدعم السريع وتحركاته، وهذه أمور الحرب، لكن استهداف الطيران للأعيان المدنية غير مقبول. وكل قصف الطيران في جميع ولايات السودان استهدف المدنيين”.

وأشار في السياق ذاته إلى عدة مواقع قصفها الطيران الحربي للجيش، مخلفًا خسائر مدنية قاسية في أم درمان وأحياء مختلفة بالخرطوم، خاصة حي مايو والأبيض وبابنوسة والضعين ونيالا، بالإضافة إلى الجنينة وزالنجي وكبكابية وكتم وطويلة الفاشر ومليط.

ودعا حجر إلى تحمل المسؤولية والتحدث بصراحة حول ضرورة منع الطيران لأنه يستهدف المدنيين، وتجنب قصفهم والانتهاكات ضدهم وضد الأعيان المدنية سواء المستشفيات أو المدارس.

وأيد في السياق نفسه حظر الطيران في السودان، وطالب الجميع بالمساعدة في حظره حتى لا يقع الضرر على المدنيين والأعيان كما يحدث في أنحاء البلاد المختلفة، مستشهدًا بما حدث في معسكرات النازحين وآخرها قصف معسكر “زمزم وأم شجيرة ومهاجرية” التي لا توجد بها مواقع عسكرية.

مقاطعة مشاورات جنيف

وصف عضو مجلس السيادة السابق، مقاطعة الجيش السوداني للمشاورات التي اقترحتها الولايات المتحدة في جنيف بالأمر المؤسف.

وأرجع أسباب المقاطعة إلى تعدد مراكز صنع القرار داخل الجيش، مؤكداً أن الآراء انقسمت بين مؤيد ومعارض داخل المؤسسة العسكرية للذهاب إلى المفاوضات.

وقال إن رؤية الجيش لم تكن واضحة، وأن قراره خُطف من الإسلاميين، إلا أنه أكد أن الشرفاء في الجيش ليس لديهم مشكلة في الذهاب إلى المفاوضات والحل السلمي التفاوضي لوقف الحرب.

وأوضح أن عدم الذهاب إلى جنيف سيكون له عواقب مثل استمرار الحرب واستمرار الانتهاكات وخطر المجاعة، مشيرًا إلى أنه كان من الأفضل لقيادة الجيش أن تذهب للتفاوض في جنيف وتطرح ما تريده على طاولة المفاوضات وتتحمل مسؤوليتها.

وعلى مستوى التواصل مع قيادات الجيش السوداني، أكد حجر استمرار الاتصالات مع تلك القيادات حتى الآن، مؤكداً التواصل المباشر مع القادة ، ووجود مساعٍ متواصلة لحثهم على اتباع طريق السلام وليس الحرب، ورفع معاناة الشعب، وحماية السودان ومنع الانقسام.

وقال: “أعتقد أن المؤسسة الوطنية هي مؤسسة الجيش، وهي مؤسسة نكن لها كل الاحترام والتقدير. ونؤكد أنها المؤسسة الوطنية الجامعة لكل السودانيين للحفاظ على وحدة السودان، ولهذا لن نبخل ببذل قصارى جهدنا لتوصيل رأينا وحثهم على الذهاب في اتجاه السلام ووقف الحرب وإنهائها”.

وفيما يتعلق بتعدد المنابر الحالي لحل الأزمة السودانية، اعتبر حجر أن ذلك يضعف القضية نفسها، لأنه يحمل في طياته تعددًا وتقاطعات أخرى للمصالح الإقليمية والدولية مما يضعفها أيضًا.

وأكد على أهمية توحيد الجهود والمنبر، ومشاركة كل أصحاب المصلحة، وضرورة توسعة منبر جدة كما طالبوا بذلك في وقت سابق بمشاركة دول الجوار ودول الإقليم المؤثرة في الشأن السوداني.

انسحاب الحلو ونور

وجزم الطاهر حجر بعدم وجود خلافات موضوعية لتحالف “تقدم” مع حركة تحرير السودان والحركة الشعبية – شمال، حول تصميم العملية السياسية، ووصف انسحاب الحركتين من المشاورات الأخيرة التي نظمها الاتحاد الأفريقي للعملية “بشأن تنظيمي”.

وكشف أنه تم اختيار رئيس للجنة تصميم رؤية العملية السياسية خلال الاجتماع الأخير في منتصف أغسطس الماضي، مؤكدًا أن النقاش كان شفافًا وواضحًا خلال عمل اللجنة حتى صدور المسودة المقترحة.

وأضاف: “النقاش كان بناءً وموسعًا، وتوصل إلى اتفاق حقيقي بشأن الأطراف التي يجب أن تشارك، والقضايا التي يجب أن تناقش في المائدة المستديرة للعملية السياسية بشكل عام، والقضايا التي يجب أن تناقش مع كل السودانيين”.

وأشار إلى أن  الانسحاب كان موقفًا وتقديرًا للحركات، ولكن لا خلاف مع نور والحلو، وقد تكون هناك اختلافات في الرأي حول الكيفية، لكن القضايا الأساسية والأطراف ومكان مناقشة هذه القضايا ليست محل خلاف.

وأكد الاتفاق على تصميم العملية والقضايا والمكان والأطراف داخل اللجنة، واستمرار المناقشات، مشيرًا إلى أن هناك خلافًا وتباينًا في الوسيلة أو الطريقة، لكن لا توجد خلافات كبيرة فيما يتعلق بالقضايا والأطراف ومكان العملية السياسية.

ووصف حجر انسحاب الحركتين بأنه شكلي وليس موضوعيًا فيما يتعلق بالقضايا والأطراف، مؤكداً أن التواصل يعالج كل هذه التباينات.

دور “تقدم” وعزلة عرمان

ودافع حجر عن جهود تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية “تقدم” لوقف الحرب ودورها في ذلك، معتبرًا أن الحديث عن خفوت صوتها في الآونة الأخيرة غير صحيح.

وأكد أن الهدف الرئيسي للتحالف هو إيقاف الحرب، وأنه يبذل جهودًا يومية مع الأطراف الإقليمية والدولية للعمل على إيقافها حتى تكون آخر الحروب وتقوم الدولة السودانية على أسس جديدة.

وتعليقًا على التفسيرات التي تتحدث عن دخول القيادي في التحالف ورئيس حزب الحركة الشعبية – التيار الثوري الديمقراطي، ياسر عرمان، في عزلة عن التحالف، استبعد حجر ذلك، مؤكداً أنه غير صحيح.

وأوضح أن التواصل بينه وعرمان مستمر بشكل دائم، وأن أعضاء الحركة موجودون في أجهزة التحالف التنظيمية، مضيفًا أن الآراء المتباينة شيء طبيعي وموجودة داخل كل تنظيم.

واستكمل: “عرمان من أكثر الذين بذلوا الجهد لوحدة القوى المدنية وتأسيس الدولة على أسس جديدة، ولديه مواقف مشهودة ومعروفة، وتاريخه النضالي يشهد. هم موجودون داخل ‘تقدم’ بتماسك وتناسق، ولا توجد أي انتكاسة في بناء التحالفات لأنه المشروع الأكبر، وقد يكون التباين شكليًا، لكن موضوعيًا نحن متفقون”.

موقف الحياد

وتمسك حجر بالحياد ورفض الحرب الدائرة حاليًا، وأضاف: “موقفنا الحالي والسابق هو أننا محايدون وضد هذه الحرب. نحن مع المدنيين، ومع أننا نوفر المساعدات لهم، فإن تواجدنا في الفاشر لمساعدة المدنيين ليس أكثر من ذلك”.

وأوضح أن تحول الحركة إلى حزب مدني سيكتمل عندما تتوقف الحرب ويعود التحول المدني، لخلق دولة مدنية أساسها حقوق المواطنة، وهو مطلب أساسي للحركة. وأكد أن حرب 15 أبريل عطلت الإجراءات، وأنهم عندما تتاح الفرصة في الفترة الانتقالية القادمة سيتحولون إلى حزب أو كيان مدني.

ورأى أن تغيير مواقف بعض أعضاء الحركة أو إقالتهم جاء نتيجة مخالفتهم لقرارات الحركة التي تتخذها عبر أجهزتها، بما في ذلك القرارات المصيرية كموقفها من الحرب.

ووصف خروج بعض الأعضاء بـ”التساقط” نتيجة هذه الحرب، بينما يوجد التجمع بموقفه ومبادئه الرافضة للحرب. مشيرًا إلى أن الذين اختاروا الذهاب للحرب تعتبر قراراتهم فردية تخصهم هم، لكن الحركة موجودة بأجهزتها وآلياتها في موقفها المبدئي وأهدافها.

كارثة السيول

وأكد حجر أن السودان يعيش أزمة بالغة التعقيد بسبب الأمطار والسيول التي ضربت أنحاء عديدة بالبلاد، مؤكدًا أن تحالف “تقدم” لديه آلية كاملة للعمل الإنساني ويواصل يوميًا العمل مع المجتمع الدولي والمنظمات العاملة في هذا الشأن.

وأشار إلى أن الأولوية الآن للتحالف والهيئات المنضوية تحت مظلته هي إزالة آثار الكوارث الطبيعية وتقديم المساعدات، وأضاف: “نتألم لما يعانيه الشعب السوداني من الكوارث الطبيعية وكوارث الحرب التي خلفها الفلول، ويجب أن تتوقف الحرب ويجب أن نستمر في ذلك”.

واعتبر أن فتح المعابر لإدخال المساعدات الإنسانية أمر جيد، لكن يجب أن يتم وفق اتفاقيات حتى يتحمل كل طرف مسؤوليته ويحاسب في حال حدوث أي خرق، مؤكدًا أن هذا الموضوع يحتاج إلى متابعة ومسؤوليات حتى لا يقع في إطار المراوغة الذي يحدث مع الحرب.

 

 

[ad_2]

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى