الشيخوخة نموّ في الداخل واكتشاف النفس والحياة من جديد
الشيخوخة تعني أن تكبر من الداخل كما كبرت من الخارج، بها تعيد اكتشاف نفسك وتعيد اكتشاف الحياة. أنْ تتقدّم في العمر معناه أنك تنمو وتكبر في داخلك، كما تكبر وتنمو في خارجك.
لسوء الحظ أننا غالبًا عندما نبدأ في التقدّم في السن ندرك حقًا هشاشة وجودنا، وأهميّة القيم الحقيقية والسعادة الحقيقية. وأنّ كل التجارب الحياتية المتراكمة فينا ما هي إلا وهْم، لأنّ كل حيازة سريعة الزوال على هذه الأرض.
الشيخوخة فرصة يجب اغتنامها، إنها فرصة لبدء اختبار الحياة وممارستها بشكل كامل مرّة أخرى، والاستمتاع بكل لحظة قبل المغادرة.
وهي أيضًا فرصة ثمينة لأن نجدّد قلب الطفل الصغير الكامن فينا، لنبتسم بشكل أفضل للحياة، على الرغم من كل مخاوفنا.
يقول الحكيم جايسون لابوانت: “عندما تستمع إلى ما يُخبرك به قلبك ستفتح جناحيك للتحليق والأمل مرّة أخرى”.
عندما تضع الحياة اختبارًا في طريقك فلا تحاول الالتفاف عليه أو الهروب منه، فسيكون ذلك عديم الفائدة.
واجِهْ الحياة واختباراتها واقفًا منتصبًا، بدموعك وابتساماتك، بِألمك وحزنك، لكن لا تستسلم.
خذ الوقت الذي تحتاجه لإعادة بناء نفسك. دع انفعالاتك تتبخر في الهواء حتى لا تطغى عليك، ولا تنسَ، يومًا بعد يوم، وخطوة بخطوة، أن تثق بنفسك، وسوف تقدر على ذلك.
ووفقًا للتقرير الذي نشره موقع conscience-et-eveil-spirituel يقول الحكيم جايسون لابوانت: “لا تفتح فمك إلا عندما تكون متأكدًا من أنّ ما ستقوله أجمل من الصمت. مِرآتي هي أعزّ أصدقائي، لأنني عندما أبكي لا تضحك مرآتي أبدًا”.
ويضيف: “عندما لا تعرف إلى أين أنت ذاهب انظر من أين أتيت. لا شيء أخطر من أن يكون الجهل والتعصب مُسلّحَين بالقوّة”.
وهذا يعني أنّ الشيخوخة يمكن أيضًا اعتبارها امتيازًا، بمعنى أنها تعني أنّ المرء أتيحت له فرصة العيش لفترة أطول واكتساب الخبرة والحكمة على مرّ السنين.
ومع ذلك فإنّ هذا يعتمد على العديد من العوامل، مثل الظروف المعيشية والصحة والظروف الشخصية.
في بعض الثقافات يُنظر إلى الشيخوخة على أنها علامة على الحكمة والاحترام والوقار، وغالبًا ما يُنظر إلى كبار السن على أنهم قادة ومرشدون للأجيال الشابة. ومع ذلك، في ثقافات أخرى قد تترافق الشيخوخة مع فقدان القوة والوضع الاجتماعي.
يمكن اعتبار الشيخوخة أيضًا امتيازًا من حيث الصحة، حيث أتاح التقدم في الطب والتكنولوجيا للكثير من الناس التمتع بحياة أفضل والبقاء بصحة جيدة لوقت أطول.
إلا أنّ هذا ليس صحيحًا بالنسبة للجميع، لأنّ بعض الأشخاص قد يعانون أمراضًا مزمنة وقيودًا جسدية مرتبطة بالعمر.
في الختام الشيخوخة عملية معقّدة قد تُعتبر امتيازًا لبعض الناس، ولكنها قد تكون صعبة ومعقدة بالنسبة للآخرين. من المهم الاهتمام بصحة الفرد ونوعية حياته في أي عمر كان، واحترام وتقدير كبار السن في مجتمعنا.
ومن المهم أيضًا، حسب علماء النفس والاجتماع والطاقة النفسية أن يتخلى الشخص الذي بلغ الشيخوخة عن الروتين الرتيب الممل والحياة السطحية، حتى يكرس نفسه وأيامه لسعيه الروحي الذي يوسّع وعيه ويعمّق صحوته.
إرم
مصدر الخبر