السودان يقرر سحب سفيره من نيروبي ضمن حزمة إجراءات ضد كينيا
بورتسودان، 24 فبراير 2025 ــ أعلن وكيل وزارة الخارجية السودانية، حسين الأمين الفاضل، الاثنين، سحب السفير من كينيا، في سياق حزمة تحركات احتجاجية ضد كينيا التي استضافت مؤتمرا للدعم السريع ومؤيديها.
وقال حسين الأمين الفاضل، في مؤتمر صحفي، إن “السودان سيتخذ إجراءات تصاعدية ضد كينيا، تبدأ بسحب السفير، يعقبها حظر دخول المنتجات الكينية إلى البلاد، على رأسها الشاي”.
وأفاد بأن وزارة الخارجية تخطط لإرسال شكاوى ضد كينيا إلى المنظمات الدولية، متوقعًا صدور انتقادات دولية وإجراءات ضد تدخل نيروبي في الشأن السوداني.
واعتبر استضافة كينيا اجتماعات الدعم السريع تدخلًا سافرًا في شؤون السودان الداخلية وخرقًا لجميع المواثيق والعهود الدولية، بما في ذلك مواثيق الأمم المتحدة، والاتحاد الإفريقي، ومنظمة الإيقاد.
وبررت الحكومة الكينية سماحها بالاجتماعات التي أفضت إلى توقيع الميثاق التأسيسي بمساعيها لتوفير منصة تنهي النزاع في السودان.
وقال حسين الأمين الفاضل إن الرئيس الكيني، ويليام روتو، ظل يتدخل في شؤون السودان الداخلية ويدعم قوات الدعم السريع منذ اندلاع النزاع، حيث تربطه علاقات ومصالح مع قائد الدعم السريع.
وتابع: “الحكومة السودانية سحبت في السابق سفيرها في نيروبي بسبب استقبال كينيا لقائد الدعم السريع استقبال الزعماء الفاتحين، كما سجل وزير الخارجية زيارة إلى كينيا تعهد خلالها ويليام روتو بعدم اعتراف بلاده بأي حكومة موازية”.
وشدد الوكيل على أن دعوات الرئيس الكيني الخاصة بالسعي لإيجاد حل للأزمة السودانية والحرص على استقرارها افتراء، حيث ظل يحتوي الدعم السريع.
وقالت وزارة الخارجية، في بيان، إن كينيا تبنت الحكومة الموازية في سابقة وصفتها بالخطيرة، واعتبرتها تهديدًا بالغًا للأمن والسلم الإقليميين، وخروجًا عن ميثاق الأمم المتحدة والأمر التأسيسي للاتحاد الإفريقي.
وأفادت الوزارة بأن رئيس الوزراء ووزير الخارجية الكيني رحب، في بيان نشره على حسابه الرسمي في منصة “إكس”، بتوقيع الميثاق التأسيسي الذي يدعو إلى تمزيق السودان بإقراره حق تقرير المصير للشعوب والأقاليم السودانية.
ونص الميثاق التأسيسي على حق الشعوب في ممارسة حق تقرير المصير، حال عدم الإقرار بالعلمانية التي تفصل الدين عن الدولة في الدستور الانتقالي والدستور الدائم المستقبلي، أو في حال انتهاك أي مبدأ من المبادئ فوق الدستورية.
وذكرت وزارة الخارجية أن كينيا تزعم بأن اجتماعات الميثاق التأسيسي تهدف إلى بحث تحقيق السلام، فيما ردد المشاركون في جلسة التوقيع شعارات تدعو القوات إلى غزو مدن ومناطق سودانية بعينها لمواصلة التطهير العرقي والإبادة الجماعية.
وأوضحت أن أحد قادة الدعم السريع المشاركين في اجتماعات الميثاق التأسيسي صرّح لصحيفة “الشرق الأوسط” بأن الهدف من تشكيل الحكومة هو تمكينهم من امتلاك أسلحة لا تستطيع المنظمات العسكرية غير الحكومية امتلاكها.
وأضافت: “الغرض من الحكومة الموازية هو خلق واجهة زائفة للدعم السريع للحصول على الأسلحة مباشرة، بما يرفع بعض الحرج عن الراعية الإقليمية ــ في إشارة إلى الإمارات ــ ليقتصر دورها على التمويل فقط، حيث يعني ذلك توسيع نطاق الحرب وإطالة أمدها”.
المصدر