السودان يشكو الامارات لمحكمة العدل ويتهمها بالتواطؤ في “الإبادة الجماعية”
لاهاي، 6 مارس 2025 – قدمت الحكومة السودانية، الخميس، شكوى لدى محكمة العدل الدولية ضد دولة الإمارات العربية المتحدة، متهمةً إياها بالتواطؤ في ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية ضد عرقية “المساليت” بولاية غرب دارفور، من خلال تقديم الإسناد العسكري والمالي والسياسي للدعم السريع، لكن أبو ظبي سارعت لرفض هذه الاتهامات ونددت بها.
وقالت محكمة العدل الدولية في بيان الخميس إن “السودان تقدم بشكوى ضد الإمارات على خلفية التواطؤ في إبادة جماعية بسبب دعمها المفترض لقوات الدعم السريع السودانية”.
وأوضحت المحكمة أن الخرطوم تعتبر الإمارات “متواطئة في إبادة جماعية ضد المساليت من خلال توجيهها وتوفير الدعم المالي والسياسي والعسكري المكثف لميليشيات الدعم السريع “.
ويتعلق طلب السودان بـ “أفعال ارتكبتها قوات الدعم السريع وميليشيات متحالفة معها، وتشمل – دون حصر – الإبادة الجماعية، والقتل، والسرقة، والاغتصاب، والتهجير القسري، والتعدي، وتخريب الممتلكات العامة، وانتهاك حقوق الإنسان.”
ووفقًا للشكوى، فإن جميع هذه الأفعال “تم تنفيذها وتيسيرها من خلال الدعم المباشر الذي تقدمه الإمارات العربية المتحدة لميليشيا الدعم السريع المتمردة والجماعات المسلحة المرتبطة بها”.
ويستند الطلب إلى المادة 36، الفقرة 1، من النظام الأساسي للمحكمة، والمادة التاسعة من اتفاقية الإبادة الجماعية، والتي تُعد السودان والإمارات طرفين فيها. كما رافق الطلب آخر لاتخاذ تدابير مؤقتة، بموجب المادة 41 من النظام الأساسي للمحكمة والمواد 73 إلى 75 من قواعد المحكمة.
وطلب السودان من المحكمة، إلى حين صدور الحكم النهائي في القضية، الإشارة إلى التدابير المؤقتة، وهي أن تلتزم الإمارات العربية المتحدة، وفقًا لالتزاماتها بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، باتخاذ جميع التدابير التي في وسعها لمنع ارتكاب أي من الأفعال الواردة في المادة الثانية من الاتفاقية، وعلى وجه الخصوص قتل أفراد المجموعة وإلحاق ضرر جسدي أو نفسي جسيم بأفراد المجموعة، وتعمد فرض ظروف معيشية على المجموعة تهدف إلى تدميرها كليًا أو جزئيًا، بجانب فرض تدابير تهدف إلى منع الإنجاب داخل المجموعة.
وشدد السودان على ضرورة أن تضمن الإمارات العربية المتحدة، فيما يتعلق بأفراد مجموعة المساليت، ألا ترتكب أي وحدات مسلحة غير نظامية قد تكون موجهة أو مدعومة منها، وألا ترتكب أي منظمات أو أفراد يخضعون لسيطرتها أو توجيهها أو نفوذها، أيًا من الأفعال المذكورة في النقطة (1) أعلاه، بما في ذلك التآمر على ارتكاب الإبادة الجماعية، أو التحريض المباشر والعلني على ارتكابها، أو محاولة ارتكابها، أو التواطؤ فيها.
تنديد إماراتي
من جهتها، نددت دولة الإمارات العربية المتحدة بشكوى السودان أمام المحكمة، معتبرةً أنها “حيلة دعائية خبيثة”، ومؤكدةً أنها ستسعى إلى إبطالها.
وقال مسؤول إماراتي في بيان أوردته “فرانس 24” إن الشكوى الأخيرة “ليست أكثر من حيلة دعائية خبيثة تهدف إلى تحويل الانتباه عن التواطؤ الراسخ للقوات المسلحة السودانية في الفظائع الواسعة النطاق التي لا تزال تدمر السودان وشعبه”.
وأضاف أن “الادعاءات التي قدمها ممثل القوات المسلحة السودانية أمام محكمة العدل الدولية تفتقر إلى أي أساس قانوني أو واقعي، وتمثل محاولة أخرى لصرف الانتباه عن هذه الحرب الكارثية”.
واختتم البيان بالقول: “احترامًا لمحكمة العدل الدولية… ستسعى الإمارات العربية المتحدة إلى ردّ هذا الطلب الذي لا أساس له على الفور”.
المصدر