السودان والعالم يحتفلان بيوم الأغذية العالمي
تحت شعار “لا تتركوا أي أحد خلف الركب. إنتاج أفضل وتغذية أفضل وبيئة أفضل وحياة أفضل” احتفل السودان والعالم بيوم الأغذية العالمي في 16 اكتوبر الحالي، حيث جاء احتفال هذا العام 2022 في خضم أزمة أمن غذائي متفاقمة تلقي بظلالها على العالم وأعداد مرتفعة بشكل لم يسبق له مثيل من الأشخاص المعرضين لخطر المعاناة من مستويات خطيرة من الجوع في آسيا وأفريقيا.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش في رسالة بمناسبة يوم الأغذية العالمي، إن يوم الأغذية العالمي لعام 2022 يأتي في لحظة عصيبة من منظور الأمن الغذائي العالمي. ونبّه إلى ازدياد عدد الأشخاص المتضررين من الجوع بأكثر من الضعف في السنوات الثلاث الماضية.
وقال غوتيريش إن المجتمعات المحلية الأشد ضعفا تعاني من وطأة جائحة كـوفيد-19 وأزمة المناخ والتدهور البيئي والنزاعات واللامساواة التي تزداد هوتها اتساعا، مشيرا إلى أن الحرب في أوكرانيا أدت إلى ارتفاع أسعار الأغذية والأسمدة بسرعة. واضاف “ولكن بوسعنا أن نعكس كل هذه الاتجاهات، إذا وضعنا أيدينا في أيدي بعض. فالكميات المتوفرة من الغذاء هذا العام كافية لسد حاجة جميع الناس في العالم. لكن المزارعين يحتاجون إلى الحصول على الأسمدة بتكلفة معقولة لتأمين الكمية الكافية من الغذاء في العام القادم”.
وأكد الأمين العام أنه يتعين على الحكومات ودوائر العلماء والقطاع الخاص والمجتمع المدني أن تعمل مع بعضها لجعل النظم الغذائية الغنية بالمغذيات متاحة وفي المتناول. وشدد على ضرورة أن نعمل معا للانتقال من ضيق اليأس إلى رحابة الأمل والعمل، داعيا الجميع بان يكونوا في يوم الأغذية العالمي وفي كل يوم عنصرا فاعلا في عملية التغيير”.
واحتفل السودان ممثلا في وزارة الزراعة والغابات ومنظمة الفاو والصندوق الدولي للتنمية الزراعية وبرنامج الأغذية العالمي بهذا اليوم، حيث أكدت دكتورة فاطمة الحسين الأمين العام للأمانة الفنية للأمن الغذائي بوزارة الزراعة أن الموسم الزراعي هذا العام مبشر، مشيرة إلى أن تغطية الفجوة الغذائية هذا العام ستكون من المحاصيل النقدية، مشيرة إلى ان برنامج الوجبات المدرسية مازال مستمراً، وقالت إن الوزارة استطاعت الحصول على مبلغ مقدر لمشاركة برنامج الوجبة المدرسية في الأيام القليلة المقبلة مع برنامج الغذاء العالمي والجهات الداعمة، وأن البرنامج سيبدأ بولاية الخرطوم لمدارس الأساس، لافتة إلى أن سوء التغذية له مسببات بجانب الغذاء كالأمراض، والبئية وقالت إن من أكثر الولايات تضرراً دارفور، والبحر الاحمر .
وقالت مديرة مكتب إيفاد رشا عمر، إن مشكلة الأمن الغذائي تعتبر مشكلة دولية، وأنها متفاقمة في ظل أزمات أخرى مثل الكورونا والتغيرات المناخية، لافتة إلى أن هناك مليوني طفل يعانون سوء التغذية بالسودان.
كما إحتفل مجلس التغذية والتغذية العلاجية بوزارة الصحة بيوم الغذاء العالمي حيث شارك في الإحتفال ممثلين من وزارة الزراعة والصحة ومنظمة الفاو ومنظمة غذاء وشفاء وعدد من الشركات والجامعات.
وحيا بروفيسور محمد المكي أحمد رئيس مجلس التخصصات الطبية جهود منظمة الأغذية والزراعة ووزارة الصحة الاتحادية والصحة ولاية الخرطوم والرعاية الصحية الأولية ومبادرة النهوض بالتغذية في السودان وكل الشركات المشاركة ودعمها للقضاء على الجوع، كما أشاد بالمنظمات الوطنية والعالمية لاهتمامها بهذا اليوم مستعرضاً أهمية الغذاء ومحاربة الجوع.
وأكدت دكتورة نوال محمود بشير رئيس مجلس تخصص التغذية والتغذية العلاجية بالمجلس القومي للتخصصات الطبية تعاونهم مع كافة الجهات ذات الصلة من خلال توفير البحوث العلمية لتطوير الزراعة لتعود بالنفع على صحة الإنسان، داعية إلى ضرورة قيام حملة لتمويل النظم الغذائية في المناطق الريفية للقضاء على الجوع وتحديد القرى المحتاجة.
وأشارت دكتورة نهى صالحين مديرة البرنامج القومي للتغذية بوزارة الصحة الاتحادية إلى أهمية مكافحة الفقر وإزالة المعوقات من خلال الشراكات الاستراتيجة وتضافر الجهود لإيجاد حلول إيجابية تؤدي إلى تعافي الاقتصاد السوداني، معلنة تبنيها لأي توصيات تصب في مصلحة الوطن.
وقالت الأستاذة سلوى يوسف ممثل منظمة الفاو إن السودان له وضع خاص واستثنائي عند المنظمة خاصة بعد الإرتفاع العالي لأسعار السلع، الأمر الذي ينعكس على الناحية الصحية عند الأشخاص، مشيرة إلى أن المنظمة تجتهد للحد من الجوع في السودان، معلنة تضامنها مع السودان لتحسين نوع الغذاء وطرق التغذية عبر التوعية.
وقال المدير العام للمنظمة، السيد شو دونيو في الكلمة التي ألقاها بمناسبة هذا الحفل الذي أقيم في روما، “يتعين علينا، في ظلّ أزمة جوع تلقي بظلالها على العالم، تسخير قوة التضامن والزخم الجماعي لبناء مستقبل أفضل يتمتع فيه كل فرد بإمكانية الحصول بانتظام على ما يكفي من الأغذية المغذية”.
وحثّ قداسة البابا فرنسيس، في رسالة تمت تلاوتها بالنيابة عنه، الحاضرين على عدم غض الطرف عن أن الناس “ليسوا مجرد أرقام أو بيانات أو سيلًا لا نهاية له من الإحصاءات”.
بينما قال رئيس إيطاليا، السيد سيرجيو ماتاريللا إنه في غياب إمكانية الحصول المنصف على الأغذية، قد لا يتمتع ملايين الأشخاص على كوكبنا، لا سيما الذين يعيشون في أشد البلدان فقرا، بحياة مفعمة بالصحة وتعليم جيد وفرصة تحقيق النمو الاجتماعي والاقتصادي.
وقال السيد ألفارو لاريو، رئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، “ينبغي أن يكون يوم الأغذية العالمي هذا العام دعوة، أكثر من أي وقت مضى، لتكثيف العمل لمد يد العون لصغار المزارعين في المناطق الريفية، الذين يوفرون الأغذية لمجتمعاتهم المحلية وبلدانهم بالرغم ممّا يعانونه من عدم مساواة وهشاشة وفقر”.
واعرب السيد ديفيد بيزلي المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، عن قلقه فيما سيحدث من أزمة في توافر الأغذية حيث تهدّد تبعات الصراع وتغير المناخ بتخريب الإنتاج الغذائي العالمي في الأشهر القادمة. وقال لذلك، بات لزاما على العالم أن يفتح عينيه على أزمة الأغذية العالمية هذه غير المسبوقة وأن يتحرك الآن للحيلولة دون خروجها عن نطاق السيطرة”.
الخرطوم 25-10-2022 (سونا)-
مصدر الخبر