السياسة السودانية

الدوس المدني الديمقراطي – النيلين

تقريباً لا توجد الآن وعود جدية من قحت المركزي سوى الوعد بمزيد من الدوس، وتطوير ( أي كوز ندوسو دوس، ما بنخاف ما بنخاف ) ، هذا الشعار الذي :

▪️ يتناقض بالكلية مع شعارات “الحرية والسلام والعدالة” وقد علا عليها عند التطبيق في الفترة الانتقالية الأولى بعد أن أفسحت له المجال بكل أريحية ..
▪️ يبدأ بتعميم الظلم بكل قوة التعميم التي يحملها لفظ ( أي) المانع للاستثناءات .
▪️ يتضمن كل أشكال العدوانية بكل الشمول الذي يحمله لفظ “ندوسو” المفتوح على كل أنواع القهر والتنكيل.
▪️ ويؤكد على العدوانية والظلم بكل قوة التأكيد التي يحملها المفعول المطلق (دوس) .
▪️ ويؤكد على عدم الخوف من ردة الفعل ( ما بنخاف ) ..
▪️ ويزيد عدم الخوف من ردة الفعل تأكيداً بكل قوة التأكيد التي يحملها التكرار.
▪️ طورت قحت المركزي مؤخراً الدوس ليشمل الحرمان من المشاركة في شورى الدستور الدائم والمؤتمر الدستوري .
▪️ تتوعد قحت المركزي بإغلاق باب العدالة القضائية لأنها تغل يدها من المضي في تطبيق الشعار إلى آخر مدى .
▪️ ولولا الحياء لرددت الشعار بعض الأطراف الخارجية المتدخلة في الشأن السوداني على المنابر بصيغته الأصلية لا الدبلوماسية المخففة التي تحملها بياناتها وتصريحاتها .
▪️ هذه الحقيقة تعلمها بعض الأطراف التي أصبحت تتودد إلى الخارج عبر الوعد بالمساهمة الفعالة في تطبيقه بالأقوال والأفعال .
▪️الحقيقة أن ( ما بنخاف ما بنخاف ) قد هزمتها دعاوي التعطيل خلال الفترة الانتقالية الأولى، فقد أظهرت القحاتة خائفين، بل مدعين للهزيمة، وهو إدعاء وظيفي غرضاه توفير شماعة للفشل، وشرعنة المزيد من الدوس لتفادي أو تقليل الخوف الحقيقي، وهو خوف المنافسة الانتخابية ..
▪️والحقيقة أن ردود فعل المؤتمر الوطني كانت ولا زالت، وربما ستظل، أقل بكثير مما تفرضه أشكال الدوس المطبقة والمُتوعَّد بها .
▪️ والحقيقة أن المؤتمر الوطني صبر على الظلم القديم وقد يصبر على الجديد تفادياً للصراع الذي يؤذي البلد، ولثقته بأن الانتخابات الحرة النزيهة التي تعطي كل ذي وزن وزنه ستنصفه، وربما أيضاً مخافة أن تؤدي ردود الفعل القوية إلى نتائج عكسية تضر به .
▪️ والحقيقة أن هذه الثقة في الانتخابات تبدو في غير محلها، فالأطراف الخارجية والداخلية التي تتواطأ على أن تكون الفترة الانتقالية الثانية هي فترة ذروة الدوس لن تسمح بأن تتلوها انتخابات تضيع كل مجهودها .
▪️والحقيقة أن المستوى الذي بلغه الحرمان من الحقوق يعطي أعضاء المؤتمر الوطني الحق في التساؤل : ما الذي يجبرنا على القيام بواجبات المواطنة ما دام القوم قد تمالؤوا على حرماننا من حقوقها ؟
إبراهيم عثمان

ehtimamna


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى