الخرطوم كان حرقت ولا غرقت ولا عمرت فالشيخ فرح ود تكتوك لم يسمع بها ولم تكن ذات أهمية في عصره
[ad_1]
بصفتي أحد أحفاد الشيخ فرح ود تكتوك حلال المشبوك و هو بطحاني الأب ، كاهلي حميداني الأم ، فوالدته ردانة بنت جدنا الأكبر الشيخ علي الشهير بالشيخ علي فتاي العلوم بوصفه أول سوداني يتخرج من الأزهر الشريف في القرن السادس عشر الميلادي و هو صاحب و مؤسس رواق السنارية ( بالسيدة زينب حالياً يعرف ببيت علي السناري ) و يتولى منصب مفتي السلطنة الزرقاء بأمر سلطاني من إبن خاله المك عجيب المانجلك بن المك عبدالله جماع ، و إليه ينتسب الفتاياب في كل بقاع السودان .
بهذه الصفة و تلك الصلة مع الشيخ فرح ود تكتوك قدس الله سره ، فإنه يؤسفني أن أخيب ظن الذين يكتبون على لسانه مقولة أن الخرطوم ستحرق و ستغرق و ستعمر ، كيفما كانت المقولة المتعددة الروايات ، فالشيخ فرح ود تكتوك عاش و مات قبيل عصر تسمية الخرطوم حوالي العام ١٨٢٤ في عهد خورشيد باشا الذي قام بنقل العاصمة من مدني إلى الخرطوم و التي هي مسقط رأس والدة الشيخ فرح ودتكوك في ما عرفت وقتها بحصاية الشيخ علي فتاي العلوم و التي تغير إسمها إلى الكلاكلة عقب هجرة أهلنا العوضية الجعليين و تصاهرهم مع الفتاياب ، هذا الصهر الذي نتجت عنه مجموعة سكان الخرطوم من المقرن ( صواردة ) و الرميلة ( دباسيين) و الشجرة و الحماداب ( عبدلاب ) و العزوزاب ( دباسيين ) و الكلاكلة كواهلة فتاياب و جعليين عوضاب مروراً بالعقليين و الحسانية و الجعليين الشاعديناب حتى جبل الأولياء ، فهؤلاء جميعاً أهل و أرحام و نتاج صهر جعلهم جميعاً من أرومة واحدة تكونت في العهدين السناري و التركي على إمتداد النيل الأبيض ( بحر كيوات ) ، نسبة إلى جدنا من ناحية زوجة جدي فتاي العلوم ( حليمة بت قشقش ود كيوات ) ناظر الحسانية و هو جد الشيخ فرح نفسه ، و جد جميع الفتاياب أحفاد الشيخ جادالله أب شرا بن الشيخ محمد كاب الحدار بن الشيخ علي فتاي العلوم من زوجته أم بلينا بنت الشيخ إبراهيم ود العقلي و العقليين هم سكان مدينة ود مدني الأصليين و إليهم ينتسب الشيخ مدني السني ،
و هذا الخليط يمتد إلى سقادي مقر جدنا الشيخ حمد أبو دنانة المغربي الذي أنجب جدتنا فاطمة المرضية إبنة الشريف الحسن البيتي بن الشريف حمد أبو دنانة و الذي أنجبت بناته السوراب و الصادقاب و إدريس ود الأرباب و الجعليين العمراب و العبدلاب من العجيباب و التحقت بهم قبائل رفاعة العوامرة و كثير من بطون الجموعية و المحس و أهل الجريف و بري و توتي و كثير من البطون التي لم تسقط عن سهو و إنما عن كثرة و غير سعة وقت و ضعف بيان و عجز عن إبانة .
المهم الشيخ فرح ود تكتوك ما بعرف مدينة أو منطقة إسمها الخرطوم و إنما عاصر منطقة المنجرة المقرن الحالي و غريقانة الديوم و الحلة الجديدة حالياً و حصاية جده الشيخ علي فتاي العلوم ، و كل ما نسب إليه من مقولات عن الخرطوم كان من باب إعطاء المقولة موثوقية سحرية لإرتباطها بإسم حكيم أهل السودان الذي كان فيلسوفاً سبق عصره و لاحقه اللاحقون بنسبة نبوءات كثيرة إليه و إن جافى أكثرها المنطق الزماني و المكاني .
الخرطوم كان حرقت و لا غرقت و لا عمرت فهو لم يسمع بها و لم تكن ذات أهمية في عصره و لم يتخذ الأتراك لها هذا المسمى .
كمال الزين
مصدر الخبر