الخبز.. سلعة أرهقت جيوب الفقراء..!

كشف أصحاب مخابز عن تحديات كبيرة تواجه قطاع الخبز ممثلة في ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج خاصة الغاز الذي وصل سعره الـ(١٠٠٠) لتر منه إلى (١٧٠) ألف بدلا من (٨ ) ألف جنيه في السابق، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الإيجارات والعمالة والضرائب، وقطع أصحاب بعض المخابز بعدم وجود اتجاه لتخفيض أسعار الخبز بالرغم من ثبات أسعار الدقيق، و وتوقع تجمع أصحاب المخابز أن تغلق عدد كبير من المخابز أبوابها بسبب ارتفاع الأسعار خاصة وأن الوضع اصبح سيئاً للغاية وطارد، وقال أصحاب مخابز لـ(الجريدة) أن هنالك ركود كبير في سوق الخبز منذ نهاية العام المنصرم مما جعل البعض يقترح أساليب أخرى لتسويق الخبز.

(١) وشهدت أسعار الدقيق انخفاض ملحوظ منذ منتصف العام الماضي إلا أن ذلك الانخفاض لم يؤثر في أسعار الخبز حيث استقر سعر الرغيفة في (٥٠) جنيها، مما أثار حفيظة المواطنين الذين توقعوا انخفاض كبير في أسعار الخبز.

(٢) بانوراما
ومنذ العام ٢٠١٩ شهدت أسعار الخبز زيادة كبيرة ومفاجئة تقدر بي بالضعف، إلا انها تفاقمت وبلغت ذروته في أواخر أكتوبر من العام ٢٠٢١ ووصل سعر الرغيفة الى(٤٠،٣٥) جنيها، وفي منتصف العام (٢٠٢١) الماضي، خصصت الحكومة مخابز لبيع الرغيف بالسعر التجاري وأخرى مدعومة وتلاشت الأخيرة تدريجياً وأغلقت أبوابها تماما مع حلول 2022، وفي مارس من العام المنصرم طبق عدد من أصحاب المخابز زيادة جديدة على الخبز، وعزوا ذلك لارتفاع أسعار الدقيق، وتعرفة الكهرباء، وأخير حررت أسعار المحروقات والخبز بصورة كاملة وأصبح الخبز سلعة تجارية يصعب على الحكومة التحكم فيها وأصبح السوق هو من يتحكم في أسعار الخبز

(٣) وفي الأثناء قال صاحب مخبز سوق الوحدة امبدة ٤٣ آدم شيخو لـ(الجريدة) هنالك تحديات كبيرة تواجه قطاع الخبز ممثله في ارتفاع أسعار الغاز والايجارات بالإضافة إلى العمالة، مشيراً إلى أن الغاز ارتفع ١٢٣ جنيها للتر الواحد بدلا من ٤ جنيه، واشار الى ارتفاع أسعار العقارات وتكلفة الإنتاج، أما فيما يخص انخفاض أسعار الدقيق قال (ليس الدقيق وحده يصنع الخبز ) هنالك مدخلات أخرى مرتفعة الأسعار، بالإضافة إلى العمالة، وأشار إلى عدم وجود رقابة لشركات إنتاج الدقيق حيث الشركات اصبحت لا تبيع دقيق زنة (٥٠) كيلو عدا شركة ويتا فقط هي الوحيدة التي تلتزم بعبوات الدقيق الكبيرة .

(٤) وفي ذات الاتجاه قال الطيب إبراهيم صاحب مخبز نقد بالعرضة محليه امدرمان لـ(الجريدة) هنالك ارتفاع كبير ومستمر في أسعار الغاز حيث وصل سعر ال(١٠٠٠) لتر إلى (١٧٠) ألف بدلا من ( ٨ ) ألف وهذه العبوة تكفي حوجة تسعة ايام فقط، وقطع بأن انخفاض سعر الدقيق لن يساهم في انخفاض أسعار الخبز نسبة لارتفاع تكاليف الإنتاج والعمالة بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الإيجارات للضعف مما أدت لزيادة تكلفة الرغيفة، وقال مافي طريقه ننزل سعر الرغيفة بسبب ذلك.

(٥) وقال اسامة محمد جمعة صاحب مخبز القرشي لـ(الجريدة ) هنالك عوامل تقف عقبه أمام تقليل أسعار الخبز بالرغم من ثبات أسعار الدقيق ممثلة في سبات الأسعار مقابلة زيادة في وزن الخبز، بالإضافة إلى ارتفاع مدخلات الإنتاج والاجارات، الغاز، العمالة، الضرائب، أما الكهرباء فهي سبب في اتلاف جميع الآليات رقم ارتفاع أسعارها.

(٦) ركود حاد
بعض أصحاب المخابز اشتكوا من ركود حاد ضرب سوق الخبز مشيرين الى تعرضهم لخسائر أيضا بسبب ضعف القوة الشرائية، وقال صاحب مخبز التيسير بأمدرمان أن ارتفاع مدخلات الإنتاج والغاز والعمالة والضرائب والجبايات انعكست سلبا على أسعار الخبز ، ورهن تقليل سعر الخبز بضرورة انخفاض أسعار مدخلات الإنتاج خاصة المدعومه من قبل الحكومة، وقطع بأن الحكومة بعد أن حررت أسعار الخبز رفعت بصورة مفاجئة أسعار مدخلات الإنتاج خاصة الغاز والجازولين، وناشد الجهات المختصة بالتدخل العاجل وتقليل الأسعار حتى ينعكس ذلك ايجابا على المواطنين الذين شق عليهم.

(٧) وقال الخبير الاقتصادي دكتور محمد الناير لـ(الجريدة ) صحيح الخبز وصل مرحلة التحرير الكامل ولكن من المفترض أن لا تكون الدولة بعيدة عن هذه السلع المهمة لأن المواطن يحتاج للخبز بصورة ضرورية في اليوم، وبالتالي من المهم جداً أن تتابع الدولة تكاليف انتاج الخبز حتى تطمئن أن المخابز تطرح الخبز بأسعار معقولة، وإذا لم تطرح المخابز بأسعار معقولة يمكن للدولة ان تستجلب مخابز ضخمة تنتج ملايين القطع من الخبز يوميا وتبيع بأسعار معقولة في حالة لم يستجيب القطاع الخاص.

( ٨ ) وواصل الناير حديثه لـ(الجريدة ) في الفترة الماضية لاحظنا وجود تنافس كبير بين أصحاب المخابز وبدأ هذا التنافس ينعكس ايجابا لصالح المستهلك، بأن بعض المخابز اصبحت تصنع قطعة خبز كبيرة لكي تستطيع أن تنافس في ظل حالة من الركود، ولكن يجب أن لا ترفع الدولة يدها تماما، يجب أن تراقب الأمر وأن تجري عملية حسابية لتكلفة الخبز بصورة واقعية وهامش ربح معقول للمخبز، وإذا شعرت أن المخابز تبيع بأسعار عالية، وقال لـ(الجريدة) اذا استمرت حالة الركود الموجودة حاليا كثيرا من المخابز ستغلق ابوابها، وعدد المخابز كبير جدا وأكبر من طاقة احتياج البلاد وطبيعي جداً أن يحدث ركود.

(٩) تجمع المخابز
ومن جانبه قال عضو تجمع المخابز بولاية الخرطوم عصام الدين عكاشة ل(الجريدة ) أن الخبز أصبح سلعه تجارية ابتداء من الغاز والدقيق، فتحول إلى عرض وطلب يعني أن الخبز أصبح ليس له علاقه بارتفاع أو انخفاض الأسعار حتى الحكومة لن تستطيع تسعيرة، ونفى وجود انخفاض في أسعار مدخلات صناعة الخبز، بالعكس هنالك زيادة عالية في أسعار الغاز والايجارات فاقت الـ١٠٠٠%، وتوقع أن تغلق بعض المخابز ابوابها بسبب تلك الذيادات خاصة وأن الوضع اصبح سيئا للغاية وطاردا، وأشار إلى أنه قبل أيام قام باغلاق عدد مخبزين بسبب الخسائر الفادحة وارتفاع تكلفة الإنتاج، وأشار إلى أن الخبز أصبح مثل لعبة القمار يعني (انت وحظك).