السياسة السودانية

الخارجية السودانية ترد على الإمارات: “راعِية الإرهاب تحاول الهروب من الحقيقة”

بورتسودان 29 ديسمبر 2024 – في تصعيدٍ جديدٍ للأزمة الدبلوماسية بين السودان والإمارات، ردّت وزارة الخارجية السودانية الأحد على بيانٍ أصدرته وزارة الخارجية الإماراتية أمس، رحّبت فيه بجهود الوساطة التركية لحل الأزمة في السودان.

وكانت الإمارات أعلنت في بيانها، الذي صدر يوم السبت، استعدادها للتعاون والتنسيق مع أنقرة لإنهاء النزاع، مُشيرةً إلى أن جهود تركيا “تعكس التزامها العميق بدعم السلام والاستقرار في المنطقة، والمساهمة في تعزيز العلاقات بين الدول”.

يأتي ذلك في أعقاب إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في 13 ديسمبر الجاري، استعداده للتوسط لحل الخلاف بين السودان والإمارات، خلال اتصالٍ هاتفي مع رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان.

وكان السودان قدّم شكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي ضد الإمارات، تتعلق بتقديم الأسلحة والعتاد الحربي إلى قوات الدعم السريع عبر تشاد، التي قدم ضدها شكوى مماثلة للاتحاد الأفريقي.

وفي ردٍّ حادٍّ على بيان أبوظبي، اتهمت وزارة الخارجية السودانية الإماراتَ بـ”محاولة الهروب من الحقيقة” وبأنها “مسؤولةٌ بشكلٍ مباشرٍ عن كل الدماء التي أُريقت وتُراق في السودان”.

وأكدت الخارجية السودانية في بيانٍ لها اليوم أن الإمارات هي “راعِية مليشيا الجنجويد الإرهابية التي ترتكب كل تلك الجرائم”، مشيرةً إلى أن المليشيا تواصل قصف معسكرات النازحين في الفاشر والمستشفى الوحيد العامل بها، باستخدام المدفعية الثقيلة بعيدة المدى والطائرات المُسيّرة، وكلاهما مصدره الإمارات، وفقًا للبيان.

وأضاف البيان أن “الادعاءات الجوفاء والكاذبة في بيان الإمارات بأنها تعمل من أجل السلام في السودان لن تجدي نفعًا في وجه هذه الوقائع الدامغة”، مُشدّدًا على أن “تطاول واستخفاف الإمارات بالعقول باتهام القوات المسلحة السودانية بالتجاهل الصارخ لمعاناة الشعب السوداني لعدم مشاركتها في محادثات جنيف، أمرٌ غير مقبول”.

وأوضحت الخارجية السودانية أن “مشاركة الإمارات في اجتماعات جنيف كانت أوضح علامات عدم جدية وجدوى هذه الاجتماعات”، وأن “تصعيد المليشيا لمجازرها ضد المدنيين مباشرةً بعد تلك الاجتماعات كان متوقعًا، لأن راعيتها اعتُبرت صانعة سلام، ونالت اعترافًا وثناءً شجعها على مواصلة جرائمها”.

وأعربت الخارجية السودانية عن ترحيبها باستعداد تركيا الصديقة للتوسط بينها وبين الإمارات، مُؤكدةً أن “تركيا محل ثقة وتقدير السودان”.

وأضافت “المطلوب هو أن تتوقف الإمارات عن تزويد المليشيا بالأسلحة والمرتزقة، وأن توجهها بوضع السلاح، وعندها سيتحقق السلام”.


المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى