السياسة السودانية

الحرب في السودان تهيمن على القمة الأفريقية وسط دعوات لوقف القتال

أديس أبابا، 15 فبراير 2025 ــ حذر زعماء أفارقة ومسؤولون دوليون من استمرار القتال في السودان، داعين إلى وقفه وإيصال المساعدات الإنسانية لملايين الجوعى.

وانطلقت أعمال القمة الأفريقية الـ 38 في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، السبت، بمشاركة واسعة من الرؤساء الأفارقة، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وممثلين عن دول أوروبية وخليجية.

وغاب السودان للعام الرابع على التوالي عن المشاركة في القمة الأفريقية بسبب تعليق عضويته في الاتحاد القاري نتيجة الانقلاب الذي نفذه العسكريون في أكتوبر 2021.

وشارك في الجلسة الافتتاحية ممثلون من دول السعودية والإمارات وقطر والولايات المتحدة الأمريكية.

وانتقلت رئاسة الاتحاد الأفريقي إلى الرئيس جواو لورينسو، رئيس أنجولا.

وتحدث عدد من الزعماء والمسؤولين الدوليين في كلمات منفصلة عن الحرب في السودان والأزمة المدمرة التي يعيشها السودان بسبب القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

نصائح للبرهان

ودعا رئيس الاتحاد الأفريقي، الرئيس الموريتاني محمد الشيخ الغزواني، إلى اتخاذ قرارات جريئة وتنفيذ قرارات قمة مالابو بشأن السلم والأمن الأفريقي، خاصة فيما يتعلق بالتغييرات غير الدستورية.

وأكد الغزواني أنه بحث مع رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان خلال زيارة الأخير لموريتانيا منتصف يناير الماضي ضرورة وقف العدائيات في السودان.

من جانبه، أكد رئيس الاتحاد الأفريقي للعام 2025 جواو لورينسو، رئيس أنجولا، على حل قضية التغييرات غير الدستورية في القارة، وتجسيد التعاون بين دول القارة وبذل الجهود لبناء أفريقيا التي يتطلع إليها المواطنون الأفارقة.

وقال إن القارة تواجه تحديات خطيرة تتعلق بالسلام والأمن، وهو ما يعرقل العديد من المسارات لصالح الدول، مشددًا على ضرورة العمل على كافة مشاكل القارة لإيجاد الحلول المناسبة لإرساء السلام والأمن.

مفترق طرق

وقال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، إن هناك تحديات ومفترق طرق تتطلب العزيمة الجماعية والقدرة على التكيف والوحدة في القارة.

ودعا آبي إلى مداواة الجراح والعمل على إزالة المعوقات التي أثرت على تنمية القارة، قائلاً: “نحن لسنا بحاجة إلى عطايا وصدقات، ويجب أن نضع حداً لاستغلال مواردنا الطبيعية ونضع قواعد لمسار التحول لتجاوز اختلالات الماضي ومظالم مجتمعاتنا، وتعويضات لا تحتاج إلى خطابات بل مبادرات”.

وأشار إلى الأوضاع الإقليمية المعقدة في القارة، داعيًا إلى أهمية التعاون لحلها ووضع حلول أفريقية لمواجهتها وحماية سيادة القارة.

حرب بالوكالة

وقال مفوض الاتحاد الأفريقي المنتهية ولايته موسى فكي إن القارة شهدت تحولات وتقلبات عنيفة خلال الفترة الماضية، بالإضافة إلى تراجع الاستثمار وزيادة العنف.

وأفاد بأن الحرب بين روسيا وأوكرانيا “ذات الطين بلة”، حيث إنها زادت من سوء الوضع وأدت إلى ثنائية قطبية أعادت عصر الحرب الباردة ونشرت التشاؤم والانتهازية التجارية، مما أثر على حصول بعض دول القارة على الحبوب.

وأشار المفوض في كلمته إلى الأزمة السودانية، بالإضافة إلى أزمة الكونغو، قائلاً: “القارة تشهد تشتتاً وتفتتاً بسبب الحروب بالوكالة وتوسع الإرهاب والجريمة المنظمة إذا أخذنا في الاعتبار الحرب في السودان والكونغو”.

ولفت إلى ارتفاع حركة النزوح الناجمة عن هذه التداعيات وتأثيرها على الوضع الأمني الهش، مشيراً إلى انتشار بؤر التوتر والصراعات، وهو دليل على تفاقم أوضاع القارة.

ووصف ما يتعرض له الشعب الفلسطيني بالعار الشديد، مؤكداً أنه يتعرض لأبشع أنواع الظلم وسط صمت العالم، فيما يطالب البعض بإخراجه من أرضه.

وشدد فكي على أهمية مواجهة القضايا الملحة على الساحة الدولية، وضرورة أن يكون هناك حوار وطني شامل.

وانتقد المفوض عدداً من قرارات مجلس السلم والأمن الأفريقي، مشدداً على أنها غير مقبولة لدى بعض الدول الأعضاء وتضمنت سلوكاً غير مقبول لبعض الدول مبني على مصالح مباشرة.

وأكد على ضرورة تطبيق النصوص بشكل صارم رداً على التغييرات غير الدستورية. وتابع: “لا يمكننا الاستمرار في العمل بهذه الطريقة وهناك العديد من الخروقات التي تضر بمصداقيتنا”.

ورأى أن قضية تمويل المنظمة لا تتماشى مع إنشاء هيئات تحتاج إلى تمويل، مؤكداً أن المنظمة تقوم على مجموعة من العوامل المعقدة والمشاكل القائمة.

وفي السياق نفسه، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن السودان الآن ممزق ويشهد أكبر نزوح ومجاعة مع اقتراب شهر رمضان في ظل هذه الحرب، ولابد من التوصل إلى وقف لإطلاق النار. ودعا المجتمع الدولي إلى الوقوف لوقف تدفق الأسلحة وسفك الدماء.

وأشار إلى أن أفريقيا كانت بلا مشاركة عندما تم بناء المؤسسات الدولية مثل مجلس الأمن، ولا يوجد مبرر لعدم تمثيل أفريقيا بشكل دائم في مجلس الأمن، وسنعمل على إيجاد مقعدين دائمين لأفريقيا في المجلس.

وفي سياق متصل، أعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، في كلمته في الجلسة الافتتاحية لقمة القادة الأفارقة، رفضه للدعوات لتهجير الشعب الفلسطيني.

وشدد على أن الولايات المتحدة إذا أرادت الحل فهو عودة الفلسطينيين إلى مدنهم وقراهم.

وأضاف: “من يظنون أنهم سيعقدون صفقة قرن جديدة أو تهجير الشعب الفلسطيني واهمون”.

وشهدت القمة لقاءات ثنائية بين الزعماء والقادة الأفارقة، وعقدت مشاورات مختلفة بين الدول حول العديد من القضايا.

وقبيل انطلاق القمة، دخل الرئيس التشادي محمد كاكا في حديث طويل مع ممثل الإمارات شخبوط بن نهيان آل نهيان داخل قاعة نيلسون مانديلا، القاعة الرئيسية للقمة.


المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى