الجيش يوقف غزواً إثيوبياً على الفشقة الصغرى ويُكبِّدهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد
نفّذت قوات إثيوبية، غزواً وهجوماً على الفشقة الصغرى أمس، معززة بالدبابات والعربات المصفحة وحشود كبيرة من المشاة، وعلى الفور تعاملت معها وحدات القوات المسلحة بمنظوماتها النيرانية المُختلفة والبعيدة المدى فكبّدتها خسائر فادحة في الأفراد والعتاد.
ومنذ بداية أحداث المعارك الدائرة بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع في الخرطوم، رصدت القوات المسلحة السودانية المتمركزة على الحدود الشرقية، حركة استنفار ونشاطاً غير عادي لدى القوات الإثيوبية ومعسكراتها، كما رصدت عمليات الاستطلاع والرقابة الكثيفة التي تقوم بها القوات الإثيوبية.
كما لوحظ حشود مسلحة إضافية في أوضاع هجومية بقطاع عبد الرافع في الفشقة الصغرى، وتزامن ذلك مع بداية الأحداث بين القوات المسلحة والدعم السريع في الخرطوم.
وعلمت (السُّوداني) أنّه قبل الثامنة مساءً، زحفت كتائب القوات البرية وهاجمت القوات الإثيوبية ودمرت معسكراتها، وعادت بمجموعة من الأسرى نفذتها سرايا من قوات الاستطلاع.
يُذكر أنّ القوات الإثيوبية هي قوات إقليم الأمهرة وتتكون من مليشيات “فانو” القوات الخاصة وعصابات الشفتة وقدامى المحاربين من الجنود والضباط الأمهرة. هدف تلك القوات كان استعادة الفشقة الصغرى وجنوباً حتى جنوب القلابات وجنوب باسندة إلى حظيرة الدندر بقصد استعادتها واستغلالها في الزراعة باستغلال الأوضاع السودانية الحالية التي تشهد انشغال القوات المسلحة في معارك كسر العظم مع قوات الدعم السريع.
الهدف الثاني هو دعم حميدتي وقواته بإشغال القوات المسلحة وتشتيت جهودها.
خلال الأسابيع الماضية، شهدت مدن إقليم الأمهرة الإثيوبي اضطرابات واحتجاجات ضد قرار الحكومة الفيدرالية، حول دمج قوات الأقاليم الخاصة “ليو بوليس” في الهياكل الدفاعية، قوات الدفاع الوطني الإثيوبي EPRDF الشرطة الفيدرالية، وشرطة الإقليم، رفضت قوات الأمهرة الخاصة الدمج، كما رفضت مليشيات فانو نزع سلاحها، وحدثت اشتباكات عسكرية محدودة بين قوات الأمهرة والجيش الإثيوبي، فاتجه آلاف العناصر من فانو والقوات الخاصة إلى الحدود السودانية، بينما وافقت عناصر أخرى من القوات الخاصة لإقليم الأمهرة على الرجوع إلى معسكراتهم واندماجهم مع الهياكل الدفاعية الإثيوبية شريطة عدم محاكمتهم.
واعتقدت المليشيات أنّ الفرصة مواتية لهم لاستعادة الفشقة بعد سحب قوات من الفشقة للمشاركة في القتال في ولاية الخرطوم.
الجدير بالذكر أن الأحباش في التسعينيات استغلوا سحب كتائب القوات المسلحة من الفشقة للمشاركة في الجنوب ودارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق، مِمّا سهّل عليهم الاستيلاء على الفشقة من دون تواجد قوات تتصدى لهم حتى تمكنوا من فرض سيطرتهم على 97% من الفشقة الصغرى وحدها.
وقالت مصادر (السوداني) في الجيش، إنّ القوات المسلحة السودانية حالياً منتشرة على طول الحدود الشرقية وقادرة على التعامل بقوة مفرطة على التصدي وضرب وتدمير اية قوة غازية للتراب السوداني مهما كانت الظروف الداخلية، وسحب وحدات قتالية حالياً لا يؤثر على تماسك القوات المتواجدة، ولا يقلل من كفاءتها القتالية وهو ما وضح بجلاء عندما تصدت باقتدار على قوات كبيرة حاولت التوغُّل في الفشقة، وأكدت المصادر أنه لن يتم سحب القوات الموجودة بالفشقة كما حدث في الماضي لتستغله القوات الإثيوبية وهي ما كانت تستغله تلك المليشيات في العهد البائد. وستظل القوات المسلحة وكتائبها محتشدة على الفشقتين لتأمينهما وفرض السيادة السودانية عليهما.
أمس، رصدت القوات المسلحة فى قطاع ابو الطيور، عناصر استطلاع إثيوبية قليلة العدد قذفتها بنيران الدوشكات أصيب البعض وهربت البقية لتقع أسرى بيد القوات السودانية فى منطقة ود عاروض.
من المتوقع المزيد من الانتهاكات الإثيوبية، خاصة جنوب باسندة مع اقتراب موسم الزراعة، ومن ناحية أخرى الهدف من تلك الانتهاكات تأتي فى سياق الصراعات الإثيوبية الداخلية ومعارضة سياسة آبي احمد في إصلاحاته الداخلية بتنفيذ اتفاقية السلام مع التقراي والتي يهدف القوميون الامهرة ضربها وإفشال تطبيقها في شمال إثيوبيا، وضرب جهود الحكومة الفيدرالية ونسفها، ومنع الاستعدادات والتحضيرات التي تجريها الحكومة الفيدرالية في إجراء مفاوضات سلام مع جيش تحرير الاورومو OLA وحركات مسلحة أخرى.
وكشف أعيان ومواطنو القضارف لـ(السوداني)، إن مدينة القضارف ستخرج غداً في مسيرة كبرى لدعم القوات المسلحة في الفشقة ليدرك القاصي والداني ان قواتهم المسلحة تجد السند والدعم وليست وحدها وهي تقوم بدورها الوطني في تأمين الفشقة والقضاء على تمرد الدعم السريع.
صحيفة السوداني
مصدر الخبر