التوافق الذي تتحدث عنه الآلية الثلاثية يبدو كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء، وعلى الأرض شيء مستحيل
إذا كان العرسان الذين تزوجوا عن قصة حب، ليس بمقدورهم التوافق على قضية واحدة، وفي أول خلاف صغير يتم التلويح بورقة الطلاق، فكيف سيتفق فرقاء بلاد الخرتيت على مائدة فولكر وود لبات، توافق يجمع إبراهيم الشيخ والتوم هجو ومبارك الفاضل ومناوي وكمال عمر ووجدي صالح وأولاد الميرغني وترك وأولاد المهدي وشيخ اللمين وساطع الحاج ولجان المقاومة، على هدف واحد، مثل اختيار رئيس وزراء والموقف من الجيش والاقتصاد ونهاية الفترة الانتقالية وتشكيل البرلمان،
هذا التوافق الذي تتحدث عنه الآلية الثلاثية يبدو كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء، وعلى الأرض شيء مستحيل، لن يحدث ولو استمرت اللقاءات المباشرة وغير المباشرة ثلاثمائة عام وازدادت تسعاً، دعك من ذلك، هم داخل أحزابهم وتحالفاتهم لم يجمعوا على أمر من قبل، ما يجري مضيعة للزمن، وهدر للفرص وتمديد للفراغ وتحفيز للفوضى،
في وقت تعاني البلاد أزمات أمنية واقتصادية خانقة، وتحديات خارجية بالمرة، تصبح معها صراعات الساسة وطموحاتهم ترف غير جدير بالنظر،
وبالتالي أمام من بيده القلم وهو ليس فولكر بالطبع، خطوة أخيرة تحتاج إلى شجاعة وقرار نهائي، أو الطوفان.
عزمي عبد الرازق
مصدر الخبر