الاقتتال في السودان.. مشاهد مفزعة من معاناة المدنيين
لم تمض 24 ساعات على اندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الخرطوم وولايات أخرى في البلاد، حتى سقط عشرات المدنيين قتلى في أرقام أولية يرجح أن ترتفع مع مرور الوقت، وسط ظروف إنسانية بالغة الصعوبة، حيث يعيش السكان في خوف دون نوم في اليوم الأول في عمر “الاقتتال العسكري”.
وذكرت لجنة أطباء السودان المركزية في سلسلة تغريدات على “تويتر” أن الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع أسفرت عن مقتل “أبرياء مدنيين عزّل”.
واستعرضت اللجنة الصحية حصيلة القتلى والجرحى، مشيرة إلى أن هذه الأرقام تم حصرها من المستشفيات والمرافق الصحية صباح الأحد:
إجمالي عدد القتلى المدنيين 56 قتيلا.
إجمالي عدد الإصابات بلغ 595 إصابة، بينها إصابات لعسكريين.
في الخرطوم قتل 17 مدنيا.
في خرطوم بحري قتل 7 مدنيين.
في أم درمان قتل 7 مدنيين.
قتل 25 آخرون في الأقاليم الأخرى.
والأمر لم يتوقف عن هذه الأرقام المرشحة للارتفاع، إذ يقول الأطباء إنه من الصعب على المسعفين والمرضى الوصول من وإلى المستشفيات.
ودعوا الجيش وقوات الدعم السريع لتوفير ممرات آمنة.
أظهرت مقاطع فيديو اكتظاظ مستشفيات العاصمة الخرطوم بالمصابين من أفراد الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وفي بعض الصور، كان المصابون ملقون على الأرض بعدما شغل مصابون آخرون كل الأسرة المتوفرة.
وبدأ القتال صباح السبت في محيط المدينة الرياضية، جنوبي الخرطوم، وسرعان ما امتد القتال إلى مناطق أخرى في العاصمة، وبدأ يشعر السكان بخطورة الأمر، إذ أغلقت القوات المتحاربة الجسور في العاصمة فعاد السكان أدراجهم، وبدأوا يشعرون بتقطع أوصالها.
وبعيد اندلاع الاشتباكات، صارت شوارع الخرطوم خالية من السكان خاصة أن تبادل إطلاق النار توزع في قلب الأحياء السكنية.
وظل القتال مستمرا طوال الليل، مما زاد الرعب في قلوب السكان، ومما ضاعف في المأساة انقطاع التيار الكهربائي.
“لا نوم منذ 24 ساعة”
وقالت هدى وهي من سكان حي في جنوب الخرطوم: “نحن خائفون ولم نذق طعم النوم منذ 24 ساعة بسبب الأصوات المدوية واهتزاز المنازل. نحن قلقون من نفاد الماء والغذاء والأدوية من أجل أبي فهو مريض بالسكري”، وفق ما ذكرت وكالة “رويترز”.
أضافت “هناك الكثير من المعلومات المضللة والجميع يكذبون. لا نعلم متى ينتهي ذلك وكيف سينتهي”.
بلا كهرباء
قالت تغريد عابدين وهي مهندسة معمارية تعيش في الخرطوم إن التيار الكهربائي انقطع ويحاول الناس ترشيد استهلاك بطاريات الهواتف المحمولة.
وأضافت “يمكننا سماع دوي ضربات جوية وقصف وأعيرة نارية”.
وقالت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان وأظهرت مقاطع مصورة نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي طائرات عسكرية تحلق على ارتفاع منخفض فوق المدينة، وبدا أن واحدة منها على الأقل تطلق صاروخا.
وظلت شوارع الخرطوم خالية من السكان، الأحد، مع احتدام القتال الذي لا يلوح في الأفق أي مؤشر على نهايته القريبة.
الأمم المتحدة تدخل على الخط
في وقت سابق حذرت الأمم المتحدة من تدهور أكثر على صعيد الأوضاع الإنسانية المتدهورة أصلا في السودان.
كتب مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث، على حسابه الرسمي بموقع “تويتر”: “قلق للغاية بشأن آخر التطورات في الخرطوم (عاصمة) السودان”.
أضاف أن هناك 16 مليون سوداني يشكلون نحو ثلث عدد سكان البلاد بحاجة إلى المساعدات الإنسانية.
أكد أن مزيدا من العنف سيجعل الأمور فقط أكثر سوءا.
سكاي نيوز
مصدر الخبر