الإسلاميون ينعون «زمقان» والدعم السريع يطلب أموالاً مقابل الجثمان
[ad_1]
نعت الحركة الإسلامية في السودان رسميا جمال محمد حسنين “زمقان” أحد أبرز كوادرها التنظيمية إثر اغتياله في منزله الجمعة على يد قوة من الدعم السريع، رفضت بعدها تسليم جثمانه لذويه قبل دفع مبلغ كبير.
واثار مقتل زمقان على يد قوات الدعم السريع ردود أفعال واسعة وسط الاسلاميين وتباروا لنعيه وذكر محاسنه واسهاماته على مدى اكثر من عشرين عاما. ويعد الرجل أحد أبرز ضباط جهاز الأمن المنتمين للحركة الاسلامية، وتخرج من كلية الهندسة بجامعة الخرطوم في ذات الدفعة التي كان فيها مدير جهاز الأمن السابق صلاح قوش ونائبه حسب الله عمر. والتحق بالجهاز كأحد كوادر مكتب المعلومات متدرجا فيه الى أن وصل لرتبة اللواء تقاعد بعدها. ويوصف الراحل بأنه “الصندوق الأسود” للتنظيم الإسلامي ومن قياداته المؤثرة التي كانت تنشط بعيداً عن الأضواء حيث اسندت اليه مهام عديدة ذات صلة بتطوير قطاع الاتصالات كما كان أبرز مؤسسي مصنع “اليرموك” لإنتاج الأسلحة الخفيفة وتقلد كذلك منصب مدير شركة جياد الهندسية ويعد أحد مؤسسي الأمن الشعبي.
وتقول مصادر وثيقة الصلة بالحركة الإسلامية لسودان تربيون إن خلافا نشب بين قوش وزمقان عندما استأثر قوش بقسم العمليات الخاصة في الجهاز بعد اقناعه المدير وقتها نافع علي نافع، وتقرر تحويل جمال زمقان وعماد حسين – المدير السابق لشركة سوداتل للاتصالات- الي الشعبة الفنية فقرروا سويا ردا على هذه الخطوة التي اعتبراها تهميشاً، صناعة قصة نجاح فكان ميلاد “التصنيع الحربي”. وتشير المصادر ذاتها الى أن خلافا ثانيا نشب عندما منح قادة الجهاز “مجمع ساريا” الصناعي الذي كان أحد أنجح استثمارات التصنيع الحربي لرجل الأعمال صلاح ادريس، وقتها غضب زمقان وقرر الابتعاد متفرغا لإدارة أعماله الخاصة. وبعد المفاصلة التي وقعت بين الإسلاميين في العام 1999 انحاز زمقان لجناح البشير لكنه ظل محتفظا بعاطفة خاصة تجاه الزعيم الإسلامي ومؤسس الحركة الراحل حسن الترابي. وقالت مصادر في أسرة زمقان لـ “سودان تربيون” إن “قوة من الدّعم السريع دهمت منزله الكائن بحي الراقي جنوب شرق الخرطوم الجمعة، حيث كان يقيم بمفرده في محاولة لنهبه”. وأفادت أنه رفض كل الدعوات التي طالبته بمغادرة المنزل الذي يقع في منطقة اشتباكات مستمرة وظل متمسكاً بالبقاء فيه على مدى ثلاثة أشهر بعد ان أجلى أسرته. وقالت إن جمال قاوم مسلحي الدعم السريع لوقت طويل وتبادل معهم النيران الى أن أصابوه وأردوه قتيلا.
وكشفت المصادر أن قوات الدّعم السريع رفضت لذويه نقل الجثمان لمواراته الثرى مشترطة دفع مبلغ من المال. وأضافت “دفعت الأسرة مبلغ كبير حتى يتسنى لها نقل الجثمان الذي قُبر في الجريف مساء الجمعة”. ونعى الأمين العام للحركة الإسلامية علي أحمد كرتي جمال زمقان وقال في بيان إن الراحل “كان شعلة من العطاء ونموذجاً في التمييز وركيزة من ركائز التصنيع الحربي في السودان. وقال “مضى الشهيد البطل بعد أن وضع بصماته في سفر الإنجاز في السودان برفقة أخيار منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر.. وأسلم روحه لله في ليلة مباركة مخضباً بدمه، قابضاً على الزناد، ملتحقاً بالصادقين بعد طول رباط امتد لثلاثة أشهر في قلب الحصار، ورحلة في الحياة امتدت لأكثر من خمس وستين عاماً، اختتمها كما أحب”.
“سودان تربيون”
مصدر الخبر