الأمم المتحدة: تعليق المساعدات في معسكر «زمزم» بسبب تردي الأمن
نيويورك، 26 فبراير 2025 ــ علق برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة تقديم المساعدات إلى النازحين في مخيم زمزم بولاية شمال دارفور، بسبب انعدام الأمن وتدمير السوق.
وشنّت قوات الدعم السريع في 11 و12 و17 فبراير الجاري هجمات برية على المخيم الواقع على بُعد 12 كيلومترًا جنوب غرب الفاشر، والذي يعاني من مجاعة منذ أغسطس 2024، يُتوقع استمرارها حتى مايو المقبل.
وقالت مديرة العمليات والمناصرة في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، إيديم ووسورنو، في إحاطة لمجلس الأمن، الأربعاء، إن “برنامج الأغذية العالمي علق المساعدات الغذائية القائمة على القسائم في مخيم زمزم، بسبب انعدام الأمن وتدمير السوق”.
وأفادت بأن صور الأقمار الصناعية تُظهر استخدام أسلحة ثقيلة داخل زمزم ومحيطه وتدمير مرافق السوق الرئيسية في المخيم، فيما لم يتمكن المدنيون والعاملون في المجال الإنساني من مغادرة المنطقة عندما اشتد القتال، حيث قُتل العديد منهم، بما في ذلك عاملان في المجال الإنساني.
ويمنح برنامج الأغذية العالمي في المواقع التي لا يستطيع الوصول إليها، قسائم غذائية للفئات الأكثر احتياجًا لشراء الاحتياجات من محال تجارية محددة.
والاثنين، علقت منظمة أطباء بلا حدود، التي تُعد المزود الرئيسي للخدمات الصحية والتغذوية، أنشطتها في مخيم زمزم، بسبب انعدام الأمن.
وطالبت ووسورنو بضرورة حماية المدنيين في مخيم زمزم والأماكن الأخرى، سواء اختاروا البقاء أو الانتقال طوعًا إلى مناطق أكثر أمانًا، علاوة على وقف الهجمات ضد المدنيين التي تسبب أضرارًا مدنية غير متناسبة.
ودعت مجلس الأمن والدول التي تملك نفوذًا إلى اتخاذ إجراءات فورية لضمان التزام جميع الأطراف بالقانون الدولي وحماية المدنيين والبنية التحتية والخدمات.
وظلت قوات الدعم السريع تشن هجمات مميتة على المدنيين في المدن والقرى والتجمعات الصغيرة، وتدمّر محطات الكهرباء والمياه والمستشفيات، فيما تلاحق الجيش اتهامات بشن غارات جوية على أهداف مدنية.
وضع غير مسبوق
وشددت ووسورنو على أن النزاع المستمر منذ قرابة العامين تسبب في إحداث معاناة هائلة وتحويل أجزاء من السودان إلى جحيم.
ويحتاج 30.6 مليون سوداني إلى مساعدات إنسانية هذا العام، منهم 24.6 مليون شخص يعانون من الجوع الشديد، بما في ذلك الذين يعيشون في 5 مناطق تعاني من المجاعة و17 معرضة لخطرها.
وأوضحت ووسورنو أن السودان يعاني من انهيار الخدمات الصحية وانتهاكات متواصلة من العنف الجنسي، فيما أصيب ملايين الأطفال بصدمات نفسية وحُرموا من التعليم الأساسي.
وتسعى الأمم المتحدة لجمع 6 مليارات دولار لدعم 20.9 مليون شخص داخل السودان وقرابة 5 ملايين ــ معظمهم من اللاجئين السودانيين ــ في الدول المجاورة.
وقالت ووسورنو إن هذا المبلغ من المال مذهل، حيث يُعد أكبر نداء من الأمم المتحدة في تاريخ السودان، مشددة على أن حجم هذه الاحتياجات يتطلب تعبئة غير مسبوقة للدعم الدولي، بما في ذلك التمويل المرن.
المصدر