السياسة السودانية

الأمم المتحدة: الجوع يهدد حياة ملايين السودانيين 

روما، 14 يناير 2025 ــ حذرت ثلاثة وكالات تابعة للأمم المتحدة، الثلاثاء، من انتشار أكبر للمجاعة في السودان هذا العام ما يهدد حياة ملايين الأشخاص، حال عدم وصول الإغاثة وتوفير الدعم المالي.

وأعلن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي حدوث مجاعة في 5 مناطق تستمر إلى مايو المقبل، متوقعًا وقوعها في 5 مناطق أخرى فيما تواجه 17 منطقة إضافة خطر المجاعة؛ فيما نفت الحكومة وقوع مجاعة.

وقالت منظمة الأغذية والزراعة “الفاو” وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف”، في بيان مشترك، إنه “دون وصول المساعدات بشكل فوري دون عوائق وتوفير الدعم الدولي العاجل، قد تنتشر المجاعة بشكل أكبر في 2025، ما يهدد حياة ملايين الأشخاص خاصة الأطفال”.

وأفاد البيان المشترك، الذي تلقته “سودان تربيون”، بأن معاناة 24.6 مليون سوداني من انعدام الأمن الغذائي الحاد تمثل تفاقمًا مقلقًا في حالة الجوع خلال موسم الحصاد الذي يكون فيه الغذاء متوفرًا بكمية كبيرة.

وأشار إلى أن المحاصيل لا تصل إلى كل مكان بسبب استمرار النزاع الذي يفرض قيودًا على الأسواق وحركة البضائع، وذلك نقلًا عن التصنيف المرحلي.

وأرجعت الوكالات أزمة الجوع إلى النزاع والنزوح وتقييد وصول المساعدات الإنسانية، محذرة من بداية موسم الجوع القادم قبل هطول الأمطار بكثير.

وترتفع معدلات انعدام الأمن الغذائي في الفترة بين هطول الأمطار في يونيو وموسم الحصاد في ديسمبر ويناير، فيما تعطل رداءة الطرق والسيول وصول الإمدادات.

وطالبت الوكالات باتخاذ إجراءات فورية لإعداد مخزون الإمدادات، للحيلولة دون حدوث معاناة على نطاق غير مسبوق.

وقال مدير شعبة الطوارئ والقدرة على الصمود في “الفاو” رين بولسن إن المنطقة قلقة من تدهور حالة الأمن الغذائي خاصة في مخيم زمزم بولاية شمال دارفور والمناطق المتضررة من النزاع التي تتردى فيها الأوضاع بسرعة.

وأضاف: “علينا أن نضع حدًا للمجاعة، ويمكننا القيام بذلك، حيث إننا بحاجة إلى إيصال المساعدات، بما في ذلك الغذاء والمياه والمستلزمات الصحية والمساعدات الزراعية، دون عوائق من أجل انتشال السكان الذين على شفا المجاعة”.

بدوره، أفاد مدير تحليل الأمن الغذائي والتغذية في برنامج الأغذية العالمي جان مارتن باور، بوجود مجاعة ممتدة آخذة في الانتشار، فيما يزداد السكان ضعفًا يومًا بعد يوم ويموتون بسبب قلة أو انعدام الحصول على الغذاء.

وشدد على أن البرنامج يعمل على تكثيف عملياته مع تطور الصراع، غير أن تقدم العمليات في الآونة الأخيرة ضعيف نظرًا لتقلب الوضع على الأرض وخطورته.

وفي السياق، ذكرت مديرة عمليات الطوارئ في يونيسيف لوسيا علمي، بأن النزاع القائم والنزوح المستمر والتفشي المتكرر للأمراض خلق أرضًا خصبة وخطيرة لسوء التغذية في السودان.

وقالت إن ايصال الأغذية العلاجية المنقذة للحياة والمياه والأدوية يساعد على وقف مسار أزمة سوء التغذية الفتاكة، مشددة على الحاجة لضمان الوصول الآمن للمساعدات.

واتخذ النزاع في الأشهر الأخيرة طابعًا عنيفًا مع عمليات تجنيد واسعة في المجتمعات المحلية، مما يلقي بآثار بالغة على الإنتاج الزراعي في ظل استقطاب الجماعات المسلحة للأيدي العاملة.


المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى