السياسة السودانية

احمد يوسف التاي يكتب: لا حلول إلا إذا تنحى هؤلاء

(1)

قضايا الساحة السياسية، وخلافاتها وصراعاتها تبدو معقدة للغاية، وهي في الواقع ليست كذلك، والناظر إليها يدرك بوضوح أن كل الخلافات السياسية الحالية هي خلافات بسيطة خالية من التعقيد، ويمكن حلها في جلسة سودانية على مائدة طعام أو كباية شاى أو فنجال قهوة..لأنها في طبيعتها غير معقدة، وغير مستعصية على الحلول، وإذا نظرت إليها من بعض الزوايا تجد أنه لا مشكلة أصلاً، وإنما مجرد خلافات حول السلطة والمناصب تستعصم وتتذرع بقضايا وشعارات وهمية… والتوصيف الحقيقي للمشكلة السياسية في السودان هو أنها في الأول والآخر قضية صراع على السلطة التي هي الوسيلة الحاسمة للسيطرة على الموارد والمال..وهناك قضايا حقيقية عادلة يحاولون استغلالها بطريقة انتهازية لتحقيق مآرب لا علاقة لها بها.

(2)

السؤال الأبرز الذي يطرح نفسه بقوة هو لماذا تبدو الخلافات السياسية معقدة وغير قابلة للحل ومستعصية على كل المحاولات للدرجة التي أصابت الناس بالإحباط، رغم بساطتها و ومكانية حلها في أسرع سانحة للتفاوض والحوار ..؟

والإجابة عن السؤال أعلاه تكمن في أن الذين يمسكون بخطام السياسة في السودان ليسوا سياسيين ولا تنطبق عليهم صفات السياسي المحنك الذي عركته التجارب، وليس من بينهم السياسي مستودع الحكمة والتجرد ونكران الذات،ولا السياسي الوطني الذي يقدم مصلحة شعبه ووطنه على مصالحه الشخصية والحزبية..الساسة الموجودين الآن على خشبىة المسرح، جاءوا للسياسة مضطرين لتحقيق مآرب وأهداف وأجندة مختلفة وبمفاهيم أكثر إختلافاً،يمارسون السياسة بعيداً عن الحكمة،والتجرد ونكران الذات وبعيداً عن الأهداف الوطنية العليا…يمارسون الإبتزازالسياسي ، والمناورات (البليدة)، والتاكتيكات الغبية ،والعنتريات ، وكل شيء في غير موضعه للكسب الشخصي والحزبي، ولو أنهم نالوا من لُعاعها لصمتوا صمت القبور والنماذج كثيرة على قفا من يشيل.

(3)

طبقاً للأسباب أعلاه كان هذا الصنف من الساسة الإضطراريين وبالاًعلى الساحة، فكانوا مصدر تعقيد لقضايا غير معقدة، وكانوا مصدر تجهيل وتضليل لقضايا تحتاج المعرفة، وكانوا بؤرة عتمة لقضايا بسيطة تحتاج القليل من الإستنارة..بهذه الصفات عقدوا القضايا البسيطة فأصبحت مستعصية على الحل لأن القائمين عليها هم مصدر تعقيد للمشكلات والخلافات ..

(4)

أما في الضفة الأخرى من المعادلة يوجد عسكريون يمارسون السياسة الأبوية بلا هدى ولا كتاب منير يختزلون أمن البلاد والعباد في أمنهم الشخصي ، وسيادة البلاد في سيادتهم الشخصية وسطوتهم واحتكارهم لكل السلطات، فكيف بالله أن تُحل قضايانا مهما كانت بسيطة طالما أن الممسكون بشفرتها يعقدونها ويصبون على نيرانها الزيت، وكيف للنار أن تنطفي إذا كان رجال إطفاء الحريق هم من يزيدونها إضراماً، لو استطاع الشعب السوداني أن يطردهم جميعا لوضعنا أولى خطواتنا في طريق الحل.. اللهم هذا قسمي فيما أملك..

نبضة أخيرة:

ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق انه يراك في كل حين.

صحيفة الانتباهة

ehtimamna


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى