السياسة السودانية

احمد يوسف التاي يكتب: حصاد الهشيم والثمرة المُرة

(1)

أفضل من يؤسس للنظم الديكتاتورية الشمولية القهرية المستبدة

هي الشعوب التي يتفشى فيها الجهل والأمية ..

وأفضل بيئة ملائمة لتفريخ الديكتاتورية هي المجتمعات المتخلفة التي تحارب الوعي والاستنارة، لأن الوعي وحده ما يجردها من ثياب الدجل والشعوذة والنفاق، ويجعلها عارية من كل فضيلة خدعت بها البسطاء..

(2)

وبكل يقين أن الانتهازيين والجبناء وأحفاد ابن أبي سلول في تلك المجتمعات التي سبقت إليها الإشارة هم من يتولون

صناعة الحُكام الطغاة، ونشر الفساد وإفساد الحياة السياسية، والاجتماعية وإهدار الموارد والثروات.. فما ظهر طاغية في أي بلد إلا وكان وراء ظهوره ساسة انتهازيون، وطائفة من الجبناء الذين يجيدون الصمت وتجنب مواجهة الطغيان …

(3)

وتأسيساً على ما سبق فإن أول خطوة في التأسيس لأي ديكتاتورية جديدة وفراعنة وطغاة جُدد ، هي محاربة الوعي والمستنيرين، وخلق مراكز متخصصة لنشر الشائعات التي تخدم اغراض النظام الدكتاتوري الجديد، مراكز لتغبيش الوعي وتضليل الرأي العام على النحو الذي يرسخ للنظام الدكتاتوري الجديد ..

ومراكز لصناعة الفتن لضرب النسيج الاجتماعي وإثارة البلبلة وصناعة التوتر وضرب عناصر الوحدة في المجتمع..

(4)

والساسةُ الانتهازيون في كل أوان هم الحاضنة الأسرع في تفريخ الدكتاتوريين والشموليين والحُكام والمستبدين الذين لاسند لهم ولاأنصار لهم إلا القوى الانتهازية ذات الصوت العالي والوزن الضعيف والتي توفر لهم حاضنة ديكورية عبارة عن لافتة تسقط عنهم في أول عاصفة ..

(5)

والجبناء هم الأكثر قدرة على صناعة الحُكام الطغاة وذلك بالصمت والضعف الخوار والجبن، فيشكلون بذلك بيئة ممتازة لتخَلُّق الطاغية المستبد، فيغريه سكوتهم عن اخطائه، فيتمادى ويسيء الأدب لأنه أمن العقاب ..

(6)

الشعب الذي تتفشى في اوساطه الأمية والجهل ويتراجع فيه الوعي يتحول إلى أمة مقهورة، والقاهر فوقها هم أولئك الطغاة الدكتاتوريين الذين صنعتهم بالجهل والجبن والخوف، والانتهازية

فيتسلطون على رقابها ويجثمون على صدرها

، فهو غرس يديها وثمرتها المُرة وحصادها الهشيم.

(7)

الشعب الذي يتقدم صفوفه الانتهازيون واللصوص، فلن يتطلع لقيادته إلا القتلة والمجرمون، والمنافقون،

فهي البيئة التي تستهويهم وتحفزهم فيها العتمة وظلام الجهل….

اللهم هذا قسمي فيما أملك..

نبضة أخيرة: ضع نفسك دائما في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق انه يراك في كل

صحيفة الانتباهة

ehtimamna


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى