اتهامات للجيش وحلفائه بقتل مدنيين واعتقال نساء في الجزيرة
ود مدني، 13 يناير 2025 ــ اتهمت جماعات حقوقية وقوى سياسية، الاثنين، الجيش وحلفاؤه بقتل 13 مدنيًا واعتقال نساء، في سياق حملة عرقية ضد سكان “الكنابي” في ولاية الجزيرة وسط السودان.
والكنابي هي تجمعات عشوائية على أطراف غالب المشاريع الزراعية الكبيرة في وسط وشرق السودان، تحولت مع مرور الوقت إلى مجتمعات واسعة مأهولة بالسكان يقطنها العمال الزراعيون وأسرهم.
وأفاد محامو الطوارئ، في بيان أن”قرية كمبو طيبة في محلية أم القرى شرق الجزيرة، تعرضت لاعتداءات متواصلة من الجيش والمليشيات المتحالفة معه، أسفرت عن مقتل 13 شخصًا بينهم طفلان واعتقال مدنيين ونساء”.
وأشاروا إلى أن هذه الاعتداءات تأتي في سياق حملات عرقية ومناطقية تستهدف مكونات في ولاية الجزيرة تُتهم بالتعاون مع قوات الدعم السريع، خاصة سكان الكنابي الذين يتعرضون لتجريم وخطاب كراهية وتحريض ممنهج.
وشدد البيان على أن الجرائم التي تشمل القتل خارج نطاق القضاء والتصفية والاختطاف والإذلال والتعذيب، تُشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني وتُعد جريمة ضد الإنسانية.
وتابع: “الادعاءات بتعاون المدنيين مع قوات الدعم السريع لا تستند إلى أي دليل قانوني أو مادي، حيث كانت قرية كمبو طيبة خالية تمامًا من أي مظاهر عسكرية أو نشاط مسلح”.
وينشط بعض مواطني الجزيرة في تجريم سكان الكنابي، بذريعة واتهامهم بالتورط في عمليات نهب واسعة طالت الأسواق والتعاون مع قوات الدعم السريع.
وسيطرت قوات درع السودان بقيادة أبو عاقلة كيكل، الجمعة الماضية، على محلية أم القرى في شرق الجزيرة، قبل أن تتقدم مع الجيش وقوات أخرى ليستعيدوا مدينة ود مدني عاصمة الولاية.
مطالبة بمحاسبة كيكل
واتهمت مركزية مؤتمر الكنابي قوات درع السودان بارتكاب مجزرة في “كمبو طيبة”، وقتل 6 أشخاص واختطاف 13 امرأة ورجل.
وقالت إن القوات سرقت المحاصيل الزراعية والمواشي والممتلكات الشخصية وأحرقت “كمبو طيبة” مما أدى إلى تشريد السكان.
وطالبت الحكومة بإجراء تحقيق مستقل في الانتهاكات واتخاذ إجراءات ضد من يروج لخطاب الكراهية وتقديم المتورطين إلى العدالة بمن فيهم أبو عاقلة كيكل.
بدورها، أدانت هيئة محامي دارفور ما وصفتها بـ “الانتهاكات الجسيمة الممارسة بمدينة ود مدني عقب استعادتها بواسطة الجيش وحرق كمبو طيبة وقتل عدة أشخاص بينهم أطفال وكبار سن”.
وقالت إنه “فور إعلان الجيش السيطرة على ود مدني، بثت الوسائط فيديوهات وتسجيلات صوتية وصور عن انتهاكات طالت المدنيين في المدينة ومناطق تجاورها، من بينها حرق 13 فردًا في كمبو طيبة والترويج لوجود 6800 متعاون مع الدعم السريع”.
وكان المتحدث الرسمي باسم الحكومة خالد الإعيسر، علق تداول مواقع التواصل الاجتماعي لقائمة تضم أسماء المتعاونين مع الدعم السريع في ود مدني، قائلاً: “الدولة رائدة في مجال العدالة والقانون، ولا تعاقب المواطنين استنادًا إلى الأقاويل والشبهات أو من دون محاكمات عادلة”.
وقال حزب المؤتمر السوداني إن المليشيات المساندة للجيش “ولغت في جرائم حرق طفلين واغتيال عزل عبر التصفية واغتيال نساء، كما أحرقت كمبو طيبة في أعقاب انتشار التحريض ضد الكنابي”.
وأدان الحزب ما سماها بالجرائم المروعة التي ترتكبها المليشيات المساندة للجيش بحق سكان الكنابي، مشدداً على أنها جرائم حرب وجرائم تطهير عرقي تعمق الشرخ الاجتماعي.
وحمل الحكومة مسؤولية هذه الجرائم وسلامة سكان الكنابي والمدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
ولم يتسن لسودان تربيون الحصول على تعليق من الجيش وقوات درع السودان على هذه الاتهامات.
المصدر