اتفاق وقف عدائيات بين الزغاوة والرزيقات يثير اعتراضات أهلية
الفاشر 19 نوفمبر 2022 – وقعت مكونات أهلية السبت، بولاية شمال دارفور اتفاقا لوقف العدائيات في مسعى لوقف نزاعات ذات طابع قبلي في مناطق جنوب شرق الفاشر لكن الاتفاق قوبل برفض من قيادات أهلية قالت انها لن تقبل بوساطة الدعم السريع في هذه المنازعات.
وتشهد المناطق المُحيطة بمُخيم “زمزم” منذ نحو ثلاث أعوام اعتداءات مُتكررة تنفذها جماعات مسلحة على المدنيين علاوة على إتلاف واسع للمزارع، حيث حذر نازحون من مجاعة محتملة بسبب إتلاف نحو 95% من المزارع في مناطق الهشاشة الأمنية في خريف هذا العام.
ووقع على وثيقة وقف العدائيات التي رعتها لجنة السلم والمصالحات بقوات الدَعم السريع قبيلتي الرزيقات “الشطية” و”الزغاوة” اللتين تقيمان في مناطق “قلاب، كولقي” وعدد من القرى القريبة من مخيم زمزم” الذي يأوي الآلاف من ضحايا الحرب.
لكن قيادات أهلية تبرأت من الاتفاق ووجهت انتقادات لاذعة لقوات الدعم السريع واتهمتها بفرضه بالقوة وإرهاب الرافضين.
وقال عثمان بحر وهو أحد قيادات بلدة “كُولقي” لـ”سودان تربيون” إن الاتفاق الذي رعته قوات الدعم السريع لا يمثلهم”.
وأعلن تمسكهم بطرد المجموعات التابعة للقبائل العربية من أراضيهم السكنية والزراعية، وعودتهم اليها من مخيمات النزوح قبل الحديث عن وقف عدائيات ومصالحة بين الأطراف.
وأضاف ” ليس لدينا مشاكل مع أحد لكننا نتمسك بأرضنا التي هجرنا منها بالقوة في سنوات الحرب ولن نتنازل عنها”.
وخلال العام 2021 تعرضت قوة تتبع لتجمع قوى تحرير السودان أحد أطراف اتفاق “جوبا” لكمين مسلح على يد جماعات متفلتة في بلدة “كولقي” ما أدى لمقتل نحو 15 من القيادات العسكرية.
وأثارت الحادثة حينها توترات قبلية دفعت بالحكومة الانتقالية التي وقتها لتشكيل لجنة تحقيق للكشف عن الجناة.
ونص الاتفاق الذي تحصلت عليه “سودان تربيون” على وقف خطاب الكراهية الإعلامي واللفظي وبث الطمأنينة في نفوس المواطنين وعدم التعدي علي المزارع والمراحيل وعدم الاعتداء علي أي مواطن من الطرفين، كما نادى بضرورة فتح الأسواق وإزالة الحواجز التي أقامها مسلحون في بعض الطرقات الرئيسية لتسهيل حركة المواطنين في المناطق التي شملها الاتفاق.
من جهته شدد والي شمال دارفور نمر عبد الرحمن لدى مخُاطبته حفل التوقيع على ضرورة بسط هيبة الدولة وسيادة حكم القانون وأعلن عن نشر قوات إضافية في عدد من المناطق للمحافظة علي الاتفاق.
وأشار لحرص حكومته على المضي في نشر ثقافة السلام والتعايش السلمي ودعا الهيئات المنظمات الدولية الي مسارعة الخطي في تقديم المساعدات الإنسانية اللازمة للمحتاجين.
وتفاقمت الأوضاع الأمنية في مناطق جنوب غرب الفاشر ومخيم “زمزم” خلال أغسطس الماضي عندما هاجمت مجموعة مسلحة يعتقد أنها تتبع للقبائل العربية أطراف المعسكر وعدد من القرى المحيطة بحثا عن ماشية تمت سرقتها وأدى الهجوم لمقتل أحد القيادات الشبابية في المعسكر وإصابة أكثر من 10 أشخاص واختطاف آخرين بينهم نساء وأطفال قبل أن يُطلق سراحهم بعد وساطات قادتها الأجهزة الأمنية وقيادات أهلية.
المصدر