• إلي حميدتي والذين معه ..(ألْفِي إيدو بُخْسَة ، وَلَا بِكاتِلْ!!)..
• حتي ساعة متأخرة من مساء أمس السبت كانت قيادات سياسية ورموز أهلية ومجتمعية من بطون قبيلة الرزيقات تتواصل زرافاتٍ ووحدانا مع حميدتي لإثنائه عن التهور في خطاب رده علي تصريحات الفريق البرهان الأخيرة ..حيث أعد المحيطون بقائد الدعم السريع منصةً للرد اختاروا لها قاعة الصداقة وبدأوا في جمع الحشود من قلب وأطراف العاصمة الخرطوم ..
• برغم رفضه مقترح عقلاء الرزيقات بأن يلتزم الصمت وينحني لعاصفة تصريحات البرهان ، إلا أن حميدتي رد علي قائد الجيش بخطاب مكتوب اختار له مبني مستشارية الأمن وهي من أبرز وأحدث القلاع التي شيدها فلول النظام البائد واستولي عليها حميدتي لتكون مقراً لقيادة قوات الدعم السريع بينما تستقر بقية قواته في دور ومقار حزب المؤتمر الوطني وفي هذا دليل بارز علي أن حميدتي هو أبرز المستفيدين من النظام البائد .. حيّاً وميّتاً !!
• مما قالته وتقوله رموز قبيلة الرزيقات لحميدتي إنهم كعشيرة ليست لديهم مصلحة في دخول معركة غير متكافئة مع الجيش السوداني وقيادته ..وإن كانت هنالك خلافات مع الفريق البرهان فيجب أن تتم تسويتها في الغرف المغلقة وداخل مؤسسات الجيش ..
• بدا أثر هذا التواصل العقلاني لرموز الرزيقات مع حميدتي واضحاً في خطابه اليوم حيث جاء رده عادياً علي تصريحات البرهان ..لكنه وقع في خطأ كارثي عندما رضخ لخط ورغبة مجموعة اليساريين والشيوعيين الذين يحيطون بحميدتي وبدا تأثيرهم جليّاً في مفردات وعبارات خطابه التي تم استلافها من قاموس (الدّعارة اللفظي) الذي يستخدمه الشيوعيون وشراذم الثورة المصنوعة في سياق هجومهم الشتائمي علي الجيش السوداني من جهة وفلول النظام البائد من جهةٍ أخري !!
• من المفارقات المدهشة في الظهور الإعلامي والخطابي لحميدتي أنه يقف وحده في مسرح السياسة ومنابر الحديث ..فالرجل يهاجم الفلول وحده ..يهاجم البرهان وحده ..يتحدث للقبائل وحده ..ويعتذر عن مشاركته في انقلاب25أكتوبر وحده !!
• أين ذهبت وتذهب جيوش المستشارين حول الرجل ؟!
• لماذا تم سحب عبدالرحيم دقلو من منصات ومجالس الحديث للإعلام والحشود الجماهيرية ؟
• ربما لايعلم حميدتي أن ظهوره وحديثه المتكرر في المنابر والمناسبات قد ألحقه بقائمة الذين فقدوا مصداقيتهم بكثرة الكلام الذي يُنسِي بعضه بعضاً !!
• ولأن حميدتي قد دخل بطوعه وإرادته إلي نادي ناكري الجميل وعديمي الوفاء فلا مشاحة في تذكيره بالمساعي الماكوكية التي قادتها قيادات المؤتمر الوطني حتي داخل السجون والمعتقلات وخارج السودان بهدف تجنيب البلاد أي صدام محتمل بين الجيش وقوات الدعم السريع وهو ماكانت تخطط له قوي الشر في أحزاب وجماعات عملاء الثورة المصنوعة والمخابرات الأجنبية ..ووفقاً لهذه المساعي المؤكدة التي يعلمها حميدتي علم اليقين ، فإن القول بسعي فلول النظام البائد للوقيعة بين الجيش والدعم السريع لايعدو كونه مكايدات ومغارز مكانها زوايا وأركان النقاش وحوائط تطبيقات وسائل التواصل الإجتماعي لا أن يتم تضمينها في خطاب أفسد حميدتي صياغته المتماسكة بلؤمها بطريقة قراءته الركيكة !!
• ومايعلمه حميدتي أيضاً أن فلول النظام البائد كما سماهم قد تجاوزوا مرحلة الشتائم اللفظية التي عافها حلفاء حميدتي في قوي الحرية والتغيير لأنهم أيقنوا أن الكيزان لديهم طاقة احتمال فائقة في التعامل مع سلاح الردحي والشتيمة ولهذا فليس من مصلحة حميدتي الدخول معهم في ميدان السجال الكلامي والإعلامي لأن خسائره ستكون كارثية كحال حلفائه الذين لم يكسبوا شيئاً من خطاب الشتائم المقذعة والألفاظ المبتذلة!!
• مايمكن التذكير به في هذا المقام أنّ الإسلاميين يعرفون خفايا وتعقيدات الدعم السريع أكثر من أي قوة سياسية وأمنية خارج السودان وداخله!! .. والإسلاميون في السودان يعرفون عن الدعم السريع أكثر ممايعرفه حميدتي نفسه .. وليس سراً أن رؤية الإسلاميين للتعامل مع الدعم السريع في الوقت الراهن تغيّرت إذ لم تعد مطلوبات الدعم السريع اليوم هي ذاتها مطلوبات الأمس وعليه تغلب الآن الدعوة إلي تعامل مهني وسياسي مع الدعم السريع ينتهي به إلي عودة احترافية إلي مظلة الجيش السوداني ..وهو خلاف ماتريده القوي والجماعات اليسارية التي تريد استخدام الدعم السريع حصان طروادة لتفكيك الجيش من جهة واستخدامه فوهة بندقية لضرب التيار الوطني الإسلامي من جهة أخري ..
• وحتي لايتشعب الحديث ويطول لابد من نصيحة مخلصة إلي الفريق حميدتي والمحيطين به من أهله وعشيرته ..عليه أن يعيد النظر في طريقة تعامله الحالية مع المشهد السياسي السوداني ..الدعم السريع تتجاذبه أطراف عديدة ستقود إلي إضعافه أو إضافته إلي الجيش السوداني في نهاية المطاف..
ومستقبل حميدتي لم يعد رهيناً بالدعم السريع وعلي الرجل التفكير في مخرج جديد يحفظ له الثروات والمكاسب التي حققها خلال فترة كان فيها قليل الكلام ..قليل الأعداء ..لكنه اليوم صار كثير الكلام..كثير المخالفين له الرأي مع تطور جديد يتمثل في طموح الرجل المشروع ليكون حاكماً علي البلاد وفي ذات الوقت يزاحم أهل الدثور في البزنس والاستثمار ثم حليفاً مهماً لقوي اليسار والعلمانيين والمخابرات الأجنبية ومنظماتها التي تريد أن تتكئ علي كتفه ليضرب معها أو منفرداً فلول النظام البائد !!
• قال حميدتي إنه ابن بادية ..ولهذا نطلب منه التأمُل في المثل الذي سارت به فرقان وديار دارفور عبر التاريخ (ألفي إيدو بُخْسِة وَلَا بِكاتِل!!).
عبد الماجد عبد الحميد
مصدر الخبر