السياسة السودانية

إسحق أحمد فضل الله: المثلث المظلم في عين السودان

الأستاذة. حاجة، آسيا…الحارة التاسعة..
حديثك إلينا. الحديث المتحسر على ما يجري. هو حديث الملايين
ابنتنا… قرة العين… حديثك. مثل اسمك. هو حديث الجيل الحديث
فلان. وفلان، ممن يستوقفوننا في كل مكان ليصرخوا
:: ما فاهمين. الحاصل شنو… ماذا يحدث..
والحديث. حديث الناس كلهم يلتقي عند حقيقة أنه لا أحد الآن يفهم شيئاً مما يجري
ولا أحد يفهم شيئا. لأن الأسلوب، أسلوب الخراب الآن هو. الا يفهم أحد شيئاً
والأسلوب هو ان يكون لكل حدث وحديث. عشرة. عشرون. مائة معنى
ومن يحدِّثنا ويقول
:: أستاذ…. تقول.. خداع… خداع… كيف؟ هل نحن أغنام؟
الشاب نقول له
:: سلامة عقلك. لكن.. العالم كله. وبريطانيا بالذات ظلت تصرخ في الناس لعامين ونصف
:: کرونا… کرونا… ابتعد…. تکمم.. ممنوع… محظور. …ثم
این اختلفت الكرونا ايام جنازة الملكة. وزحام الملايين… ولساعات. وليس لحظات؟؟
ومن يقول لنا..
:: آمريكا. سوف تعطينا نجعله يقرا حديثاً ذكياً تحمله المواقع أمس الأول عن كيف. تعطي أمريكا الناس. ولا تعطي
والحكاية ما فيها هو
(( قرية. فقيرة..
وسائح يدخل الفندق ويضع مائة دولار على المنضدة في الاستقبال. ويصعد لتفقد الغرفة
مدير الفندق يسرع بالدولارات للجزار… يسدد دينه
الجزار بالدولارات يسدد لصاحب الماشية. دينه
صاحب الماشية يسدد لمدير المدرسة دينه
مدير المدرسة يسدد لمدير الفندق دينه
السائح يرفض الفرقة. ويعيد الدولارات لجيبه
السائل عن العون الأمريكي لنا نحدِّثه عن أن أمريكا عونها للناس هو هـذا… لكن هناك فرق… فامريكا لا تسمح لأحد بخطوة إلا بعد أن يذل ويضل. ويعمل نوم العازب. وعجين الفلاحة…
………..
والنفس عادة ما تجعل صاحبها ينغمس في شيء بعيد عما
يكره مواجهته
ونحن. مستنقع أخبار العالم والسودان يجعل نفسنا تهرب بنا
وصخب نسائي خارج السور يجعل النفس عندنا تهرب إلى عبد الله الطيب. وجماعات النساء فالرجل ينظر إلى أكوام النساء أمام المستشفى بدعوى الزيارة
الرجل يوجز ويشرح الأمر بأنه ليس للزيارة… وأن كل الأمر
هو أن النساء هؤلاء
(سئمن خلط اللحم بالبهار والتوابل…) ملاح كل يوم. ملاح كل يوم؟؟ لا.. لا
ومن يسألنا عن
:: متى ينتهي الخراب في السودان… ونقول
:: هو الحمامة. والنقطة العمياء والصقر..
وبالطبع لم يفهم. والمدعوون في الوليمة يقترب بعضهم.و ينتظر الشرح. ونقول للسائل
:: الحمامة أسرع من الصقر لكنه يصطادها….
يصطادها لأن عين الحمامة فيها مثلث مظلم…( بشبه ان ترسم خطين من مركز الدائرة. إلى محيطها) والصقر يدخل المثلث المظلم هذا. ويصل إلى الحمامة دون أن تراه
الجالسون. – ينتظرون صلة ذلك بما يجري في السودان ونقول
؛؛ في السودان كل جهة. تعتبر الآخر هو الحمامة وتسعى لافتراسه بالدخول إليه عبر النقطة العمياء هذه
…. والطريف أن كل جهة تظن أن الآخرين هم الحمائم وأنها هي الصقر
وكأنه يجمع حديثنا عن أن كل شيء خداع. وحديثنا عن عين الحمامة أحدهم يسأل عن
البرهان…. اين هو من هذا
و نقول
البرهان الذي يهبط مصر عائدا من نيويورك سوف يفتك بكومة. من الحمام الأعمى
وبقية الكومة هي
البرهان. في نيويورك يقول
: انتخابات يشارك فيها الجميع…. عداء المؤتمر الوطني
والرجل الذي يعرف أنه لا انتخابات بدون المؤتمر الوطني يطلق الأمر هذا. حتى يجعل المؤتمر الوطني يمنع. قيام الإنتخابات
عندها. البرهان يبقى حاكماً
عندها. الملوم هو الوطني
عندها… أمريكا التي هي مع كل جهة تبعد الإسلاميين… والتي لهذا استقبلت البرهان و.. أمريكا هذه تدعم البرهان
والبرهان. الذي يعلن أنه لا يريد الحكم. يقول هذا. ثم يقول للمدنيين، هاتوا البديل
…. ثم هو يمنع البديل بجملة واحدة
والسودان.. اعمی… کله. وليس مجرد مثلث اسود يعمي زاوية من عينه
والحديث يطول
وحتى ما تهرب إليه النفس. للابتعاد عن الغثيان ما عاد ينفع
وحسبنا الله
ونحدِّث عن زيارة البرهان

إسحق أحمد فضل الله

آخر_الليل
الأحد/٢٥/سبتمبر/٢٠٢٢

ehtimamna


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى