السياسة السودانية

إحالة 3 مسؤولين وطبيب للنيابة دمروا مستقبل شاب في السعودية

أحيل ثلاثة مسؤولين وطبيب تابعين لمنشأة طبية خاصة للنيابة العامة بمحافظة جدة، للتحقيق معهم بتهمة استعمال محررات مزورة مضللة للجهات القضائية في قضية مواطن تعرض إلى خطأ طبي دمر مستقبله وتسبب في فَقد وظيفته وأدخله في ديون مالية.

وفقا لصحيفة سبق، فإن قضية المواطن (هـ. س) الذي تعرض لخطأ طبي من قبل إحدى المنشآت الطبية الخاصة بمحافظة جدة، تفرع عنها عدة قضايا منها قضية تزوير وتضليل وإخفاء مستندات رسمية تدين إدارة المستشفى والطبيب، والتلاعب في تواريخ التقرير الطبي للتأثير على مسار القضية.

وأكدت الصحيفة، أن وزارة الصحة وجهت بإعادة التحقيق في موضوع الخطأ الطبي، وباشرت اللجنة المختصة إجراءات التحقيق فيما يتعلق بالخطأ الطبي والمتسببين فيه، والذي كان ضحيته المواطن حيث تم الاستغناء عن خدماته الوظيفية من جهة عمله بسبب تقرير طبي من المعالج في تلك المنشأة يفيد بإعاقته وعجزه عن العمل.

تفاصيل القصة

تسبَّب استشاري في الجهاز الهضمي، يعمل في أحد المستشفيات الخاصة الشهيرة بالمنطقة الغربية، في إنهاء مستقبل شاب، كان يعمل في أحد البنوك السعودية، عندما أصدر له تقريرًا طبيًّا بأنه مصاب بمرض عضال، لا شفاء منه؛ الأمر الذي تسبَّب في فصله من عمله، وتأذيه نفسيًّا، ودخوله في ديون مالية، قبل أن تفصل اللجان الطبية التابعة لوزارة الصحة بأنه لا يشتكي من أي مرض عضال؛ لتبدأ رحلته ومعاناته لاسترداد حقوقه المادية والمعنوية.

وتفصيلاً، كشف المواطن (هـ. س) “: أنا رب أسرة، وأب لطفل في مقتبل عمره. مستقبلي كان مشرقًا جدًّا -ولله الحمد والمنة-؛ فأنا خريج معهد الإدارة العامة، ولدي خبرة مصرفية لمدة عشر سنوات، وأعمل في أحد البنوك التجارية بمكة المكرمة -ولله الحمد والمنة-، وأراد الله أن يبتلي عبده؛ فأُصبت بالتهاب في القولون في نهاية 2018، واستأصلت جزءًا من القولون في منتصف 2019 في أحد المستشفيات الخاصة، ومَنَّ الله عليَّ بالشفاء التام بعدها ولله الحمد والمنة في أحد المراكز الطبية الكبرى بجدة.

وأضاف المواطن: أكملت طريقي في الحياة كما كنت -ولله الحمد-، وبعد مراجعة الطبيب الذي أشرف على حالتي الصحية السابقة في بداية 2021 فقط لعمل فحص روتيني، والاطمئنان بأني سليم وقد شفيت تمامًا، قال لي إن أردت التأكد والاطمئنان أكثر اذهب لقسم الجهاز الهضمي، واستقبلني الاستشاري، وهنا بدأت الحكاية بالصدمة المؤلمة بإخباري بضرورة عمل منظار، وأخذ عينة حتى يتم التأكد من المختبر فعلاً.

وأكمل: أُخِذت العينة، وأبلغني الطبيب بعدم وجود المرض القديم، وأني شفيت منه تمامًا، ولكن الطامة الكبرى بإفادتي بأن هناك مرضًا مزمنًا، ويسبب العجز، وليس له علاج، اسمه “كرونز”، وكان لسان حاله يقول (اكتب وصيتك واستعد للمرحلة المقبلة من حياتك أنك ستكون عاجزًا”. وبالفعل أصدر التقرير، وأبلغ الطبيب جهة عملي باستحالة علاجي، وأني عاجز كليًّا عن العمل. هنا دخلت في مرحلة الفاجعة، ودُمرت نفسيتي جدًّا، وفقدت عملي، وآلمني حالي، ولكن الحمدلله دائمًا وأبدًا. دخلت في ديون مالية بسبب توقُّف راتبي، وعزلة نفسية أدخلتني إلى مصير مجهول.

وبيَّن المواطن: تقدمت لمولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بطلب العلاج، وصدر الأمر الملكي الكريم بعلاجي على نفقة الدولة خلال يومَي عمل.

وواصل: عندما بدأت الإجراءات المتعلقة بالتقاعد بسبب العجز الطبي، وخطابات من المستشفى الخاص الشهير بجدة، أصدر البنك المحلي تقرير العجز رسميًّا بالعجز التام؛ وتم الاستغناء عني بناء على تقرير المستشفى الخاص، وبعد إنهاء خدماتي من البنك تحولت أوراقي إلى اللجان الطبية الابتدائية والاستئنافية لدى التأمينات الاجتماعية، وتم الكشف عليّ مرة أخرى للتأكد من صحة التقرير الصادر من المستشفى بالعجز الكلي، وبعد الكشف ومراجعتهم اللجان الطبية لدى التأمينات أفادوني بعدم وجود المرض، وأني سليم، وليس لدي عجز نهائيًّا، وأن الطبيب أخطأ.

وقال: توجهت للمستشفى الشهير، وتقدمت بشكوى، أفادوني بصحة ذلك، وأنهم عندما علموا تم إنهاء عقد الطبيب الذي تسبب في تدمير حياتي العملية، وقالوا اذهب لتقديم شكوى للوزارة عبر 937 لأخذ تعويض نفسي ومادي مقابل الخطأ. ذهبت، وفُتح تحقيق، وتم حفظ المعاملة دون اتخاذ أي قرار أو حتى الرجوع إليّ. تم تقديم شكوى أخرى، وتم حفظها دون حتى الرجوع إليّ.

وأضاف، هنا تقدمت بمظلمتي إلى مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصدر قرار ملكي بالتحقيق والمتابعة.

واستطرد المواطن: تم التحقيق معي ومع الجهة التي أخطأت، والطبيب، ولكن الحال اختلف هنا؛ فقد كان هناك اهتمام غير مسبوق، وأُحيل الملف إلى اللجنة الطبية لدى وزارة الصحة التي قررت عدم وجود المرض -ولله الحمد والمنة-، ولكن القرار بقي حبيس الأدراج، وليس هناك أي تجاوب من قِبل اللجنة عند أي استفسار. مع العلم بأن القرار اتُّخذ بعدم وجود المرض، ويتم الاستفسار بمعدل شبه يومي ولا فائدة.

وتابع: عند محاولة التسوية من محامٍ والمستشفى الخاص أفادوني بطول الإجراءات، ومحاولة المماطلة مع علمهم بوجود الخطأ، ومحاولة التستر على الخطأ، وتضليل العدالة، وعدم إخبار وزارة الصحة واتخاذ إجراءات تحفظ حق المريض. ووصل بهم الحال أن حاول المستشفى الخاص مساومتي فقط لمحاولة رؤية أوراق القضية.

وقال المواطن: توجهت إلى صحيفة “سبق”، وشرحت للمراسل الصحفي قصتي الذي بدوره أبلغ المتحدث الرسمي للشؤون الصحية بمدينة جدة، الذي تجاوب معنا، وتعاون مشكورًا، وبالفعل تم تحويل التقرير إلى المحكمة المختصة لإكمال إجراءات الحصول على تعويض واعتذار رسمي بعد الخطأ الطبي من قِبل الاستشاري.

من جانبه، قال عبدلله الغامدي، المتحدث الرسمي باسم صحة جدة: إشارة إلى استفساركم الوارد إلينا بشأن شكوى أحد المواطنين ضد أحد المستشفيات الخاصة بمدينة جدة، فإنه تم استلام الشكوى من المواطن بشأن ما تعرض له من أحد المستشفيات الخاصة؛ وبناء عليه تم تشكيل لجنة طبية لدراسة الحالة الصحية، وبحث الشكوى، وإعداد تقرير طبي متكامل عن الحالة الصحية للشاكي، وتمت إحالتها إلى الهيئة الصحية الشرعية حسب الاختصاص. علمًا بأنه سبق للشاكي أن تقدم بطلب علاج العام الماضي، وتم قبوله بأحد المستشفيات الحكومية، وحُدد له موعد سابق للكشف والمراجعة.

صحيفة البيان

ehtimamna


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى