السياسة السودانية

إتفاقية جوبا قام عليها قائد التمرد حميدتي والذي سخر كل ما توفر له للحرب

*أتفاقية جوبا*
إستقبل رئيس رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ببورتسودان أمس السيد أركو مناوي حاكم دارفور وأحد الموقعين علي أتفاقية جوبا للسلام والذي صرح عقب اللقاء أنهم تناقشوا حول الإتفاقية .

هذه الآتفاقية وقعت عليها أربعة من فصائل دارفور ، إثنتان منهما شاركتا في الحرب مع قوات الدعم السريع المتمردة علي الدولة والثالثة أعلنت وقوفها في الحياد ولم تشارك جيش البلاد في حربه ، أما الرابعة وهي قوات مناوي فقد عملت في تأمين بعض المناطق في دارفور ولم تشارك في معارك الخرطوم ولم تعلن موققا واضحا ضد التمرد .

من خارج الموقعين علي الاتفاقية كان هنالك فصيل مصطفي تيمور هو الوحيد الذي أعلن ووقف موقفا مساندا للقوات المسلحة .

إتفاقية جوبا قام عليها قائد التمرد حميدتي والذي سخر كل ما توفر له للحرب و منها هذه الإتفاقية.

هذه الإتفاقية لم تحقق سلاما واضحا في دارفور التي لم تساند الدولة التي أجلست أبنائها علي مقاعد الحكم وصرفت عليهم من الأموال العامة وخصصت لطلابها مواقع الدراسة المجانية بما فيهم أعداد لم تحصل علي الدرجات المؤهلة اسوة ببقية طلاب السودان .

هذا التمييز والصرف ذهب لدارفور والتي لم نجني من بعض أبنائها سوي الحرب والدمار .
هذه الإتفاقية لم تعد ذات فائدة للوطن بل أسهمت في دماره ، وأدت لفقر كل السودان ودمرت بنياته الأساس وجعلته دولة كاملة التهميش .

الأساس الذي قامت عليه الإتفاقية أساس خاطئ لأنه جعل التهميش مناطقيا ودون أسس .
بعد تجاوز الحرب فإن تأمين البلاد ينبغي أن يقوم علي أسس سليمة عبر تحديد مسببات ودواعي التمييز وتحديد أوليات توزيع السلطة والثروة وأن يبدأ العمل بإصلاح وتأهيل عاصمة البلاد التي تدار منها الدولة ثم منح كل مهمش ومحتاج نصيبه من المال العام والوظائف ومن كل ولايات السودان .

إذا لم تؤهل العاصمة القومية وأعيد بناء مرافقها التي دمرتها الحرب فإن الأوفق نقلها لواحدة من مدن دارفور حتي لا يكون نصيب اهل الخرطوم حشفا وسوء كيل .

من إفرازات الحرب أنها ستجعل حمل السلاح خيارا متاحا لكل مظلوم وعندها لن نجد السودان الذي نحب .

راشد عبد الرحيم


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى