إبراهيم عثمان: ⭕الحياد المستحيل – النيلين
▪️ لو غار العلمانيون على دينهم ذات غيرتهم على العلمانية وما يؤمنون به من مذاهب في #الاقتصاد و #السياسة و #الاجتماع وسائر الشؤون، ولو كان رد فعلهم على الإساءة لدينهم مساوياً لردود الفعل على انتقاد مذهبهم، لجاز لنا أن نقول إنهم يساوون بين كل معتقداتهم، وأن فكرة الحياد يمكن أن تتوسع لتصبح حياداً بين المذاهب السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، ويمكن للناس أن يحكموا حينها على فكرتي المساواة والحياد هاتين، أما وإن هذا لا يحدث فإننا، تأسيساً على استحالة الحياد بين المذاهب، يمكن أن نستنتج، وبدرجة أقوى، استحالة الحياد بين الأديان، وأن الإسلام هو أهون عقيدة عند العلمانيين .
▪️ ولو غار #العلمانيون #المسلمون على دينهم ذات غيرتهم على الأديان الأخرى، السماوية وغير السماوية، ودافعوا عنه بذات الهمة، لجاز لنا أن نقول إن حياد دولتهم تجاه الأديان ممكن، وإن وقوفها على مسافة واحدة منها سيتأسس على حيادهم تجاه دينهم ، ويمكن للناس أن يحكموا حينها على فكرة الحياد هذه . أما وإنهم لا يفعلون هذا، فإن مواقفهم تدل على أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي لهم مشكلة معه، وأنهم يتعاملون معه وكأنه أبعد الأديان عن الحق، وبالتالي لن تكون دولتهم محايدة تجاهه .
▪️ ولو غار العلمانيون المسلمون على #الإسلام والمسلمين ذات غيرتهم على الإلحاد والملحدين، واجتهدوا في الرد على هجمات الملحدين وسخريتهم من دينهم ذات اجتهادهم في الرد على من يهاجمون #الإلحاد و #الملحدين ، لجاز لنا أن نعتبرهم محايدين بين الإسلام والإلحاد،، ويمكن للناس أن يحكموا حينها على فكرة الحياد هذه . أما وإنهم لا يفعلون هذا، فإن سلوكهم هو سلوك المنحازين إلى الإلحاد الممتنعين حتى عن مساواته بالإسلام .
▪️ ولو وقف العلمانيون في طريق المتشككين السائرين إلى الإلحاد، تماماً كما يقفون في طريق المسلمين السائرين نحو مزيد من الالتزام، لجاز لنا أن نعتبرهم وسطيين لهم تعريفهم الخاص للوسطية، ويمكن حينها أن يحكم الناس على هذه الوسطية، أما وإنهم لا يفعلون هذا، فإن الاستنتاج المنطقي من سلوكهم هذا هو أنهم يفضِّلون أن يلحد المسلم على أن يلتزم بدينه بأكثر مما تسمح به العلمانية ..
▪️ ولو وجدت العلمانيين يذكرون الآية الأكثر تكراراً على ألسنتهم كاملةً بما فيها من وعيد للكافرين، ويشرحون كل معناها ، مع وقفتهم الخاصة عند ( من شاء فليكفر) وتأويلها كرخصة إلهية بالكفر، لجاز لنا أن نعتبرهم قريبين من الحياد بين الإيمان والكفر، لا يقطعون بأيهما الحق وأيهما الباطل، وللناس حينها أن يحكموا على هذا الحياد ، أما وإنهم لا يفعلون هذا، فإن موقفهم أقرب إلى الانحياز إلى الكفر .
▪️ ولو كانت كل آيات #القرآن الكريم تأخذ عند العلمانيين ذات الأهمية التي تأخذها ( ومن شاء فليكفر ) المقتطعة من سياقها، لجاز لنا أن نقول إنهم أقرب إلى الانحياز إلى الإيمان، لكثرة الآيات الداعية إلى الإيمان، ولأن الآية المفضلة عندهم نفسها تدعو إلى الإيمان، ولن يغير تأويلهم المتعسف لها من معناها إن ذكروه كاملاً، أما وإن هذا لا يحدث، فإن انتقاء هذا الربع آية والتعسف في تأويله، وتفضيله على كل آيات القرآن الكريم، يشير إلى شئ واحد وهو أنهم لا يريدون من أحكام القرآن الكريم إلا ما يرونه من إباحة للكفر أما بقية الأحكام، خاصةً التي تتناقض مع العلمانية، فهي لا تلزمهم .
إبراهيم عثمان
مصدر الخبر