السياسة السودانية

إبراهيم عثمان: قحت والآخر – النيلين

[ad_1]

قال : تبدو قحت مصابة بحالة شيزوفرينيا تشبه حالة د. جيكل ومستر هايد في الرواية الشهيرة .. فهي تقول إن احترام الآخر يأخذ أهمية قصوى عندها، والدليل هو المكانة المركزية التي يأخذها احترام “الآخر الديني” في مشروعها العلماني، لكن من يراقب مواقفها من “الآخر السياسي” سيكتشف أن مشروعها يقوم بالكامل على عدم احترامه !!
قلت : ليس هناك شيزوفرينيا، والموقفان يمثلان قمة الاتساق !

قال : هذا مستحيل، إذ كيف لمشروع متسق أن يقوم على احترام الآخر الديني وعدم احترام الآخر السياسي ؟

قلت : يمكن أن يحدث هذا إذا كان الآخر الديني هو ذاته الآخر السياسي !
قال : بقولك هذا أنت تزيد الأمر غرابةً، فكيف يكون الآخر الديني هو ذاته الآخر السياسي، والأول يجد كل الاحترام والثاني يجد كل الاحتقار ؟

قلت : ليس الأمر كذلك، هما واحد، ويجد كل الاحتقار !
قال : أنت تزيد الأمر غموضاً وتحكي عن طلاسم ..

قلت : ليس في الأمر طلاسم ولا يحزنون، فآخر #قحت الديني الحقيقي هم من يؤمنون بالشريعة كمصدر للتشريع، وهؤلاء هم آخرها #السياسي في ذات الوقت، ومشروع قحت يقوم بالكامل على عدم احترام هذا الآخر الديني/السياسي !
قال : وأين الأقليات الدينية غير المسلمة ؟

قلت : لا يمثلون آخراً دينياً لقحت، فهي تفترض أن موقفهم من الشريعة هو ذات موقفها، ولذلك فهي عندما تتحدث عن احترامهم إنما تتحدث عن احترام مشروعها !
قال : وكأنك تلومها على احترامهم !

قلت : لا ألومها على ما تزعمه من احترام لهم، ولكن ألومها على الزعم بأن الشريعة لا تحترمهم، وكذلك ألومها على التدليس !
قال : ولكن يبقى احترام الآخر الديني مطلوباً .

قلت : نعم، على الأغلبية من المسلمين المؤمنين بالشريعة أن يحترموا آخرهم الديني ممثلاً في قحت وعامة العلمانيين والأقليات الدينية ..
قال : وكأنك تعتبر قحت وعامة #العلمانيين غير مسلمين !

قلت : لا، ليس الأمر كذلك، أنا أقصد أنها وعامة العلمانيين والأقليات غير المسلمة يمثلون آخراً واحداً للأغلبية من المسلمين غير العلمانيين فيما يخص الموقف من الشريعة ..
قال : وكيف يكون الاحترام لهم جميعاً ..

قلت : بالتفعيل الكامل لتعاليم الإسلام التي ترعى حقوق الجميع ..
قال : حقوق غير المسلمين في الإسلام معلومة، فماذا عن القحاتة وعامة العلمانيين المسلمين ؛ هل يُستثنَون من الشريعة ؟

قلت : لا .. فهم مسلمون ..
قال : فأين احترام حقوقهم إذن ؟
قلت : هذا هو احترامها ..
قال : كيف ؟

قلت : أعني عدم تكفيرهم والتسليم بأنهم مسلمين، ومساواتهم ببقية المسلمين في الحقوق والواجبات تماماً كما تقول تعاليم الإسلام .
قال : ولكن هذا سيُبقي مظلمتهم !

قلت : أيريدون أن يُكفَّروا ويُعامَلوا كغير مسلمين ؟
قال : لا .. هم يريدون ألا تكون هناك شريعة أصلاً .
قلت : هذا يعني أنهم يريدون من الدولة أن تكون تكفيرية وتكفِّر جميع المسلمين !
قال : كيف ؟

قلت : أن تعاملهم كغير مسلمين ..
قال : اشرح ..
قلت : لقد شرحت !
إبراهيم عثمان

[ad_2]
مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى