أين يقف قائد الجيش من الإسلاميين؟
[ad_1]
خاص ــ سودان تربيون
قال رئيس مجلس السيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان: “كاذب من يزعم بأنّ القوات المسلحة تدعم المؤتمر الوطني” نحن ندعم الشعب السوداني.
ورفض البرهان، في كلمة ألقاها أمام حشد جماهيري، بمنطقة كدباس بولاية نهر النيل، اتهاماتٍ بانحياز الجيش للإسلاميين أو العمل على إعادة تأهيل حزبهم المنحل الذي أطاحت به من الحكم بواسطة ثورة شعبية.
ما أهميّة ذلك: ينافي حديث قائد الجيش الحقيقة وواقع الأمر
عقب انقلاب أكتوبر 2021، أعادت السلطة العسكرية الحاكمة أعضاء “المؤتمر الوطني” إلى الخدمة، وسمحت للمنظمات الطوعية التابعة للتنظيم بالعمل مرة أخرى وأعادت لقادته أصول وممتلكات كانت لجنة إزالة التمكين قد صادرتها.
عادت قيادات من عليا في “المؤتمر الوطني” إلى الظهور، إذ خرج علي كرتي على الملأ في حوار تلفزيوني، قبل أن يقود نشاطاً مكثفاً تمخض عن عقد اجتماع شورى موسع للحركة الإسلامية، أمضى تعيينه أميناً عاماً للتنظيم.
أضحى بمقدور الأجهزة التنظيمية للحركة الإسلامية، بمستوياتها التنفيذية والتشريعية كافة، أن تلتئم متى شاءت وتعمل على إعادة بناء هياكلها ومكاتبها التنظيمية.
وقد كان لافتاً، الاستقبال الذي لقيه “محمد طاهر إيلا” القيادي بحزب البشير وآخر رئيس وزراء في للنظام المعزول، بعد عودته إلى البلاد من منفاه الاختياري في القاهرة بعد 3 أعوام من سقوط النظام، دون أن يواجه أيّ عواقب تتعلق باتهامه أمام القضاء بالفساد واستغلال النفوذ.
هل عقد الإسلاميون صفقة مع قادة الجيش؟
عشية الانقلاب العسكري (25 أكتوبر 2021) حلّ الأمين العام للمؤتمر الشعبي د. علي الحاج محمد الأمانة العامة للتنظيم وأنهى تفويض “بشير آدم رحمة” الذي كان يقود الأمانة بالوكالة.
في تفسيره لتلك الإجراءات قال القيادي بالمؤتمر الشعبي “أبو بكر عبد الرازق” لصحيفة الانتباهة (16 يناير 2022): “هناك بعض، حتى لا أعمم، شاركوا في ترتيبات الانقلاب، بل منهم من بُلغ بساعة الصفر، وكل ذلك دون علم الأمين العام على الحاج والأمانة العامة، وبالتالي من حق الأمين العام إقالتهم.”
كانت تلك هي المرة الأولى التي يصرح فيها قيادي إسلامي بإنّ ثمة ترتيبات جرت بين الإسلاميين وقادة الانقلاب قبيل الإطاحة بحكومة “عبد الله حمدوك”
من الذي اتصل بقادة المؤتمر الشعبي؟
أخبرنا عضو بالأمانة العامة للمؤتمر أنّ قيادات من المؤتمر الوطني تولت الاتصال بقيادة المؤتمر الشعبي وأخبرتها بشأن الانقلاب العسكري وساعة الصفر وأن القيادة قد تولت تنوير أعضائها البارزين بذلك الشأن”
عضو آخر في أمانة الشعبي تواصلنا معه، أكد الأمر لكنه قال: “لم يكن ذلك ترتيباً دقيقاً، لقد كانت محض إحاطة، اتصل أحدهم هاتفياً بالأمين العام المكلف يومئذٍ وأبلغه أنّ انقلاباً وشيكاً سيطيح بالحكومة الانتقالية بعد ساعات”
كان الانقلابيّون يبحثون عن حاضنة سياسية تكون بديلة لقوى الحرية والتغيير وذلك ما وعدهم قادة ينتمون للمؤتمر الوطني بتوفيره.
قال مصدر قريب من دوائر الإسلاميين تحدث لـ “سودان تربيون”: “منذ اللحظة الأولى لوقوع الانقلاب، بدا جلياً أنّ جهة منظمة ولديها قاعدة واسعة تقف خلفه وتمده بالنصح والدعم، لقد كان قادة الانقلاب يشفقون من يواجهوا عصياناً مدنياً يشل مؤسسات الدولة، لكن تلك الجهة أمدتهم بدفعة أولى عددها (3000) عامل وموظف عادوا إلى الخدمة في المؤسسات والدوائر الحكومية خلال شهر واحد بعد اليوم الأول من وقوع الانقلاب.”
كذلك أخبرنا أحد العاملين بوزارة خدمية طلب حجب اسمه خشية الانتقام: “إن الأمور قد عادت لما كانت عليه قبل سقوط “عمر البشير” عاد أغلب المسؤولين الذين كانوا يوالون “المؤتمر الوطني” إلى مواقعهم، هم الأن من يسيرون دولاب العمل داخل الوزارة”
هل اخترق الإسلاميون المكون العسكري؟
حديث البرهان عن عدم انحيازه للإسلاميين ربما كان الهدف منه نفي الهمس المتصاعد في المدينة يدور حول خلافات بينه وبين قائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية “محمد حمدان دقلو” يتعلق بانحياز البرهان لصف الإسلاميين.
وكان موقع “مونتي كاروو” الذي يتحلى بمصداقية عالية قد أورد خبراً عن اجتماع محتدماً بين الأمين العام المكلف للحركة الإسلامية “علي كرتي” والفريق “حميدتي” انعقد بطلب من حميدتي بضاحية كافوري يوم (الاثنين 22 أغسطس 2022)
وبحسب ما نقل الموقع فإن كرتي سأل حميدتي عن اسباب عدائه للحركة الإسلامية، مبيناً “إنّ الحركة تجحف في حق حميدتي بشيء” قبل أن يقول له فيما يشبه التهديد: “أنت لا تعرف شيئاً عن وجودنا، في إشارة للحركة الإسلامية، داخل المؤسسة الأم (الجيش السوداني) كما أننا أصلاً لم نفقد وجودنا داخل مؤسستك هذه” ويضيف: “رغم هجومك المستمر على الحركة الإسلامية، فإننا لم نتخذ أيّ إجراءات عدائية ضدك (انت تعلم أنّ قانون الدعم السريع الذي تم تشريعه واعتماده في البرلمان كان قرار الحركة الإسلامية وليس عمر البشير كما تظن)
هذا وقال موقع “مونتي كاروو” إنّ حميدتي اكتفى في رده بأنّ الهجوم على (الكيزان) جزء من المناخ العام وأنه لم يصنع هذا المناخ.
ولا يزال همس المدينة يدور حول حقيقة الخلافات التي تكتنف العلاقة بين “البرهان” وحميدتي ودور الإسلاميين في إذكاء حدة الخلاف بين الرجلين.
وكان حميدتي أقر خلال مقابلة مع بي بي سي، بفشل الحكم العسكري في السودان، وقال: “للأسف الشديد، نحن لم ننجح في التغيير، لأسباب لن أتحدث عنها الآن. عندما تفكر في التغيير يكون لديك هدف، ورؤية للتغيير. لكن للأسف الشديد لم يتم الشيء الذي كان مخططا له، وفشل الأمر. والآن سرنا نحو الأسوأ”.
المصدر