السياسة السودانية

أطباء بلا حدود: تدفق جماعي لجرحى الحرب المستمرة على الشعب

الخرطوم، 5 فبراير 2025 – قالت منظمة أطباء بلا حدود، الأربعاء، بأن المستشفيات في مختلف أنحاء السودان تشهد موجات تدفق جماعي للجرحى.

ويشن الجيش وقوات الدعم السريع غارات جوية وقصفًا مدفعيًا على أهداف مدنية، ما أدى في الفترة الأخيرة إلى إصابة أعداد كبيرة من المدنيين.

وقالت أطباء بلا حدود، في بيان تلقته “سودان تربيون”، إن “المستشفيات تشهد موجات تدفق جماعي للجرحى، في ظل استمرار الحرب على الشعب”

وأفادت بأن فرقها في الخرطوم وجنوب وشمال دارفور تعاملت مع موجات تدفق جماعي للجرحى في ظل الحرب المستمرة، فيما تتواصل المعارك بين الجيش والدعم السريع دون أي احترام يُذكر لحياة المدنيين.

وأشارت إلى أن الجيش شن غارة جوية على مصنع لزيت الفول في نيالا بولاية جنوب دارفور، أمس الثلاثاء، ما أدى إلى إصابة 21 شخصًا تم إسعافهم إلى مستشفى نيالا التعليمي، فيما قُتل 25 شخصًا.

وأوضحت أن الغارات التي شنها الجيش على نيالا، أول أمس الاثنين، أسفرت عن مقتل 32 شخصًا، وإصابة العشرات بجروح، حيث نُقل العديد منهم إلى مستشفى نيالا، كما دُمرت منازل مدنيين.

وقال طبيب يعمل لصالح المنظمة في مستشفى نيالا: “القصف كان قريبًا من المستشفى، وشعرنا باهتزاز المبنى”.

وأضاف: “ذهبت إلى قسم الطوارئ فوجدت الوضع مروعًا. كانت الدماء في كل مكان، وكان بعض المرضى يعانون من كسور، بينما تعرض البعض الآخر لبتر أطرافهم.”

وشن الجيش، على مدار الأيام الستة الماضية، غارات جوية متواصلة على نيالا، التي أصبحت مركزًا حيويًا لقوات الدعم السريع بعد إعادة تشغيل مطار المدينة، الذي يستقبل رحلات تجلب العتاد الحربي.

وضع مزرٍ في الفاشر

وقالت المنظمة إن فرقها عالجت خلال الأيام الماضية جرحى مدنيين في مخيم زمزم، بعد أن أدى تصاعد القتال العنيف بين الجيش وحلفائه والدعم السريع في الفاشر إلى سقوط عشرات الضحايا.

وذكرت أن المستشفى الميداني في مخيم زمزم استقبل في 2 فبراير الحالي 21 جريحًا، أكثر من نصفهم من الأطفال، الذين أصيبوا أثناء فرارهم من قرية شقرة في محلية الفاشر.

ويقع مخيم زمزم على بعد 12 كيلومترًا غرب الفاشر، حيث تعرض لقصف مدفعي من قوات الدعم السريع عدة مرات خلال الفترة السابقة.

وهاجم الدعم السريع قرى غرب الفاشر مثل قولو وشقرة، بالتزامن مع تكثيف هجماته على المدينة منذ 11 مايو المنصرم.

وأفادت “أطباء بلا حدود” بأن المستشفى الميداني التابع لها في زمزم مخصص للرعاية الصحية للأطفال والحوامل والأمهات، وهو غير مجهز للتعامل مع الإصابات البليغة التي تتطلب عمليات جراحية.

وأضافت: “الخدمات الجراحية الوحيدة المتبقية تقع على بعد بضعة كيلومترات، لكن الناس لم يتمكنوا من استخدام الطريق بين زمزم والفاشر بسبب القتال الدائر وتغير خطوط الجبهات”.

وكشفت المنظمة عن وفاة 4 جرحى متأثرين بإصاباتهم، حيث ظلوا محاصرين في مخيم زمزم دون إمكانية الحصول على الرعاية التي من شأنها إنقاذ حياتهم، قبل أن يتم تحويل 5 مصابين إلى المستشفى السعودي في الفاشر.

وتراجعت خدمات المستشفى السعودي، وهو المرفق الوحيد القادر على استقبال الجرحى في المنطقة، رغم تعرضه للقصف المتكرر، وكان آخره في 24 يناير المنصرم.

وأفادت “أطباء بلا حدود” بأن آلاف الأشخاص فروا من شقرة إلى زمزم، حيث تركوا وراءهم كل شيء، متحدثين عن العنف المروع في المنطقة.

وأضافت: “وصلت حوالي 60 عائلة من قرية شقرة إلى طويلة، حيث تدير المنظمة برنامج طوارئ يقدم رعاية الطوارئ وخدمات التغذية والرعاية الصحية للأطفال والحوامل والأمهات. وقد أخبر هؤلاء الأشخاص فرق “أطباء بلا حدود” بأنهم تعرضوا للسرقة والهجوم أثناء فرارهم على طول الطريق”.

تدمير الحياة

وتحدثت “أطباء بلا حدود” عن تصاعد أعمال العنف في ولاية الخرطوم مطلع هذا الشهر، حيث وقعت، أمس الثلاثاء، انفجارات على بعد 100 متر من مستشفى النو أثناء قصف الدعم السريع لأم درمان، ثالث مدن ولاية الخرطوم.

وأعلنت وزارة الصحة عن إصابة 38 شخصًا ومقتل 6 أشخاص، من بينهم متطوع في مستشفى النو.

وشنت الدعم السريع في مطلع فبراير الحالي قصفًا مدفعيًا على سوق صابرين في أم درمان، ما أدى إلى مقتل 54 شخصًا وإصابة العشرات، بينهم نساء وأطفال.

وقال مدير الطوارئ في منظمة “أطباء بلا حدود”، أوزان أغباس: “إن العنف الذي تمارسه قوات الدعم السريع والجيش ضد الناس في جميع أنحاء السودان أمر مأساوي ومروع”.

وشدد على أن العنف يدمر حياة الناس، ويعقد إمكانية حصولهم على الرعاية الصحية، ويعرض العاملين في مجال الرعاية الصحية للخطر.

ودعا أغباس الأطراف المتحاربة إلى حماية حياة المدنيين وتجنيبهم هذه الحرب.

 

 


المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى