«أطباء بلا حدود» تدعو لتدارك وضع الغذاء الكارثي في السودان
بورتسودان، 3 فبراير 2025 ــ دعت منظمة أطباء بلا حدود، الاثنين، إلى اتخاذ إجراءات فورية لمنع الموت بسبب سوء التغذية في السودان، محذرة من تفاقم الكارثة الحالية هذا العام.
ويعاني 24.6 مليون سوداني من انعدام الأمن الغذائي الحاد، منهم 8.5 مليون شخص يواجهون وضعًا طارئًا أو حالة مشابهة للمجاعة، وسط مخاوف من ارتفاع هذا العدد بحلول موسم الجفاف في مايو المقبل.
وقالت المنظمة، في بيان إنه “يجب على المانحين الدوليين والأمم المتحدة وأطراف النزاع اتخاذ إجراءات الآن لمنع المزيد من الوفيات التي يمكن تجنبها بسبب سوء التغذية، حيث يتوقع أن تتفاقم الكارثة الحالية هذا العام”.
وطالبت بضرورة إطلاق استجابة إنسانية واسعة النطاق، بما في ذلك زيادة التمويل وتأمين خطوط إمداد الغذاء وتخزينه، قبل أن تصبح مهمة نقل الإمدادات أكثر صعوبة خلال موسم الأمطار.
وشددت المنظمة على أن متطلبات أطراف النزاع البيروقراطية، وقفت عائقًا طويل الأمد أمام قدرة المنظمات على الوصول إلى الناس وتقديم الخدمات لهم.
وكشفت عن وجود شاحنات مساعدات إنسانية في تشاد تنتظر تصاريح التحرك من الدعم السريع ومكاتبها، كما تأجل توزيع الغذاء في جنوب دارفور بعد رفض منح أطباء بلا حدود تصاريح السفر.
وأطلقت أطباء بلا حدود مشروعًا في ديسمبر، يستهدف توزيع الغذاء في مناطق جنوب دارفور لحوالي 30 ألف جائع لمدة شهرين.
وقالت المنظمة إن الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور يسبب المجاعة ويحرم السكان من المساعدات المنقذة للحياة.
وكشفت عن إجراء فحص لأكثر من 9.500 طفل دون سن الخامسة في محلية طويلة بولاية شمال دارفور، لتجد تقديرًا مروعًا لسوء التغذية الحاد بنسبة 35.5% مع معاناة 7% من الأطفال من سوء التغذية الحاد الشديد.
ووجدت أطباء بلا حدود في سبتمبر 2024، أن 34% من أطفال مخيم زمزم يعانون من سوء التغذية الحاد، وذلك خلال فحصها 29.300 طفلًا.
وتوقعت المنظمة ارتفاع مستويات سوء التغذية في مخيم زمزم، فيما يتعذر على فرقها إجراء تقييمات أخرى بسبب القصف المتكرر.
وقصفت قوات الدعم السريع زمزم، الواقع على بعد 12 كيلو مترًا غربي الفاشر، وهو مخيم يستضيف قرابة نصف مليون نازح يعانون من المجاعة اعتبارًا من أغسطس 2024، ويرجح استمرارها إلى مايو المقبل.
وأفادت أطباء بلا حدود بأنها وجدت معدلات مثيرة للقلق من سوء التغذية خارج دارفور، حيث أجرت فحصًا غذائيًا في أكتوبر المنصرم في أم درمان ــ ثالث مدن ولاية الخرطوم ــ فوجدت أن 7.1% من الأطفال يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد.
ويحتاج سكان دارفور الذين يعانون من الجوع الشديد إلى 2.500 شاحنة مساعدات شهريًا، بينما وصلت خلال الـ 6 أشهر السابقة 500 شاحنة فقط إلى الإقليم.
المصدر