أسواق الخرطوم خاوية من المشترين
تسبب ثالوث الغلاء والرسوم الحكومية والكساد في حالة إحباط عامة وسط تجارالسودان وأصحاب المصانع والمنتجين عامة، وأدى التراجع الحاد في الحركة الشرائية بالأسواق، التي صارت شبه خاوية من المشترين، لتعمق الأزمات الاقتصادية في البلاد.
وفشلت خطوة بعض التجارفي الخرطوم بخفض أسعار السلع الاستهلاكية في استقطاب المواطنين للأسواق التي دخلت بياتاً شتوياً مبكراً.
وحسب مراقبين، لا تزال الأسواق تواجه نقصا كبيرا في حركة النقود في ظل شكوى تجار ومواطنين من انعدام السيولة رغم وفرة سلع أساسية، ما دفع الكثير من التجار إلى مغادرة العمل التجاري، خاصة بعد عجز المستهلك حتى عن شراء الاحتياجات الأساسية ومنها ملابس الشتاء.
وأكد مواطنون في جولةلـ”السوداني” بأسواق العاصمة الخرطوم،أن تهاوي قيمة الجنيه مقابل الدولار من أبرز الأسباب التي أدت إلى تدهور الأوضاع المعيشية، وإحجام الناس عن الشراء، خاصة مع بداية العام الدراسي الجديد وزيادة تكاليف الحياة على الأسر، ودخول فصل الشتاء.
وقال تجار لـ”السوداني ” أن تجارتهم دخلت في بيات شتوي مبكر، في ظل ضعف الإقبال على الشراء.
وقال تاجر في سوق محلية أم درمان، محمد آدم، إن ركود الأسواق سيد الموقف رغم استقرار أسعار السلع الاستهلاكية، متوقعاً عدم رفع الأسعار خلال الفترة المقبلة نتيجة لضعف القوى الشرائية.
وأوضح أن سعر جوال السكر زنة 50 كيلوغراماً انخفض إلى 30 ألف جنيه من 50 ألفا، إلا أن الحركة الشرائية ما زالت ضعيفة. وعزا تاجر سلع في مدينة بحري، عوض إبراهيم، استقرار أسعار السلع إلى الوفرة في البضائع والركود العام، وتوقع المزيد من تراجع أسعار كل أصناف السلع الاستهلاكية تزامناً مع تراجع أسعار العملات.
وشكا تاجر التجزئة في الخرطوم فتح الله محمد، لـ”السوداني”، من استمرار أزمة تراجع الشراء رغم تراجع أسعار بعض السلع الضرورية، خاصة زيوت الطعام التي انخفضت من 20 ألفا إلى 18 ألف جنيه للعبوة زنة 36 لتراً من زيت الفول، مبينا حدوث وفرة في الإنتاج المحلي من السلع كافة، مقابل ندرة طفيفة وارتفاع في السلع المستوردة بسبب مشاكل زيادة الرسوم الأخيرة على الموردين.
وقال تاجر الجملة إبراهيم عيسى، لـ”السوداني”، إن هناك احتمالات بحدوث ندرة في بعض السلع، كالألبان المجففة والأرز والعدس، بسبب إحجام المستوردين عن العمل، داعيا السلطات السودانية إلى ضرورة وضع حد لحالة الكساد والركود التي تضرب الأسواق السودانية كلها.
وقال عدد من تجارمواد البناء، لـ”السوداني”، إن المواطنين صاروا غير راغبين في الشراء، وهناك تكدس كبير في سلعتي الإسمنت وحديد التسليح لدى تجار التجزئة والجملة والوكلاء وفي المصانع منذ مدة طويلة، واصفين المشتريات اليومية بأنها دون الطموح.
وأشار بدرالدين حسين (تاجر اسمنت وحديد تسليح في الخرطوم بحري)، في حديث لـ”السوداني”، إلى “حدوث شلل كبير في حركتي البيع والشراء، وقال ان ذلك يدفعنا للبيع بأقل الأسعار رغم التكلفة العالية، لنتمكن من مقابلة التزاماتنا الأسرية وسداد ديوننا للمصانع وغيرها”، مبينا أن سعر طن أسمنت عطبرة تراجع من 132 ألفا إلى 122 ألف جنيه، وقنا المصري بسعر من 115 ألفا إلى 110 آلاف جنيه سوداني
السوداني
مصدر الخبر