“أرجنتين ميسي” تصطاد نجمة ثالثة بفوزها على فرنسا في نهائي مجنون
نشرت في:
فازت الأرجنتين بكأس العالم للمرة الثالثة في تاريخها إثر تفوقها مساء الأحد على فرنسا بركلات الترجيح 4-2 بعد أن انتهى الوقت الرسمي 2-2 والوقت الإضافي 3-3 في المباراة النهائية على ملعب لوسيل، لتمنح اللقب الأول في البطولة لنجمها وقائدها ليونيل ميسي. ويدخل “البرغوث” بالتالي تاريخ كرة القدم كما فعلها من قبله مواطنه دييغو مارادونا الذي فاز بالنجمة الثانية في 1986 بمكسيكو.
أخيرا، أخيرا…! فاز ليونيل ميسي بكأس العالم إذ قاد منتخب بلاده الأرجنتين إلى لقبه الثالث إثر فوزه مساء الأحد على فرنسا بركلات الترجيح على ملعب لوسيل بالدوحة وأمام 88 ألف متفرج.
للمزيد – مونديال قطر 2022: عودة على التغطية الخاصة بالنهائي التاريخي بين فرنسا والأرجنتين
وسجل ميسي في الدقيقتين 23 (ركلة جزاء) و108 ودي ماريا في الدقيقة 36، فيما سجل مبابي في الدقيقة 80 (ركلة جزاء) و81 و118 (ركلة جزاء أيضا). وفازت الأرجنتين في النهاية بركلات الترجيح 4-2 بعدما أضاع كومان وتشواميني تسديدتيهما.
وكانت المواجهة مجنونة بين فريقين من كبرى المنتخبات، وسيشهد عليها تاريخ كرة القدم وكأس العالم بوجه خاص لما حملته من إثارة حتى آخر لحظة، فتوجت أفضل لاعب على مر 15 سنة مضت، وأكدت بروز نجم سيكون “بيليه” عصره اسمه كليان مبابي.
للمزيد- ميسي في عشرة أرقام
وشهد النهائي عودة المدافع دايو أوباميكانو ولاعب الوسط أدريان رابيو لتشكيلة “الديوك” بعد أن غابا عن نصف النهائي أمام المغرب بسبب تعرضهما لزكام حاد، وتأكد أيضا حضور رفايل فاران بقلب الدفاع وأوليفيه جيرو في خط الهجوم إلى جانب كيليان مبابي وعثمان ديمبيلي.
أما تشكيلة الأرجنتين، فسجلت أيضا عودة أيضا عودة الجناح الأيسر أنخل دي ماريا المصاب خلال مواجهات ثمن النهائي أمام أستراليا وربع النهائي أمام هولندا وكذلك نصف النهائي أمام كرواتيا. ولم يتغير تكتيك المدرب ليونيل سكالوني إذ لعب بخطة 4-4-2 مع الثنائي ميسي-ألفاريس في الهجوم. وانضم دي ماريا في الوسط لزملائه دي بول وماكاليستر وفيرنانديس. أما ديدييه ديشان فقد عاد لخطة 4-1-2-3 مع تشواميني خلف غريزمان ورابيو.
وكانت الغلبة في المدرجات لفائدة “راقصي التانغو”، الذين حظوا بدعم مشجعيهم المقدر عددهم نحو 50 ألفا إضافة لغالبية المتفرجين عدا الجمهور الفرنسي الضئيل (نحو ستة آلاف من أصل 80 ألف شخص وهي سعة الملعب). والسبب وراء الدعم الجماهيري “العالمي” للأرجنتين هو حضور ميسي في صفوفها.
شكرا لمنتخب فرنسا
Nous espérions vous offrir une fin différente aujourd’hui…
𝗠𝗲𝗿𝗰𝗶 à tous pour votre 𝘀𝗼𝘂𝘁𝗶𝗲𝗻 depuis le début de la Coupe du Monde 🇫🇷💙#FiersdetreBleus pic.twitter.com/IfCvF2XurN
— Equipe de France ⭐⭐ (@equipedefrance) December 18, 2022
ميسي يفتتح باب التسجيل
بدأت المواجهة بحذر لكن سرعان ما بادرت الأرجنتين للهجوم مستغلة تراجع فرنسا، لتشن بعض الهجمات الخطيرة على مرمى القائد لوريس أبرزها تسديدتا ماكاليستر في الدقيقة الخامسة بعد أن أضاع تيو هيرنانديز الكرة أمام المنطقة ثم في الدقيقة الثامنة بعد وقوع تذبذب وسط دفاع “الديوك”.
انتظرت فرنسا الدقيقة 14 لشن أول فرصة سانحة بعد تحرك خط الهجوم انطلاقا من ديمبيلي الذي مرر عرضيا لهيرنانديز والذي بدوره مرر لمبابي، فتبادل الكرة مع جيرو ليتوغل في الدفاع قبل أن يتدخل الحارس مارتينيس ويستعيد الكرة.
وكاد دي ماريا أن يسجل الهدف الأول في الدقيقة 17 إثر ضياع هيرنانديز الكرة للمرة الثانية ليستغلها ميسي ويمرر للاعب يوفنتوس الذي سدد فوق المرمى. وتدارك مدافع ميلان هفواتها المتكررة في الدقيقة الموالية عندما سمح لفريقه الحصول على ضربة حرة غير مباشرة كاد يحولها جيرو لهدف التقدم لكن الحكم البولندي مارتشينياك أعلن عن خطأ على المدافع روميرو.
دفعت فرنسا ثمن الأخطاء التي ارتكبها المدافعون في الدقيقة 22 عندما حصل دي ماريا على ركلة جزاء بعد خطأ من الظهير الأيمن جول كوندي، ليسدد ميسي ويسجل هدف التقدم لفريقه في الدقيقة 23. وكان ذلك هدفه السادس في مونديال قطر.
استمرت معاناة “الديوك” وعجزوا عن صناعة اللعب وحتى عن الرد بأي هجمة يهددون بها مرمى خصمهم المركز والمنتشر كما ينبغي على مربعات الميدان، وتحرك ميسي يمينا وشمالا بحرية تامة وكأن تشواميني ورابيو لم يكونا على الميدان. وحصل ما حصل في الدقيقة 36 عندما مرر ميسي لدي بول قبل أن ينطلق ويقدم خدمة لدي ماريا على الجهة المعاكسة ليتقدم أمام لوريس ويسدد في الركن الأيسر ويسجل الهدف الثاني.
وبالتالي، قرر ديشان القيام بتغييرين في تشكيلته بدخول الثنائي تورام وكولو مواني في مكان جيرو وديمبيلي. لكن لا شيء تغير في وضعها إذ تعرضت لضغط شديد على يد خط لاعبي الأرجنتين الذين أنهوا المرحلة الأولى لصالحهم وبتقدم وهدفين نظيفين.
للمزيد- ميسي أمام مبابي في مواجهة فرنسا الأرجنتين…سباق شاق نحو الأهداف والظفر باللقب
استمر سيناريو السيطرة الأرجنتينية والمعاناة الفرنسية في المرحلة الثانية، وكاد دي بول أن يسجل هدفا ثالثا في الدقيقة 49 بعد نشاط من ميسي على الجهة اليمنى من الدفاع الفرنسي ليمرر إلى دي ماريا الذي مرر عرضيا لزميله فسدد في أيدي لوريس.
لم تنتفض “ديوك” فرنسا لأجل هز شباك مارتينيس وتسجيل هدف الأمل، ولم يتمكن مبابي من استعادة اندفاعه القوي الذي يربك أي دفاع، وفشل غريزمان في صناعة اللعب كما فشل تشواميني في إجهاض فرص المنافس، وفشل ديان في إيجاد الحلول اللازمة.
من جانبها، تركت الأرجنتين الكرة لخصمها واعتمدت استغلال الكرات المضادة لتعميق جراح فرنسا والمضي بثبات نحو اللقب الثالث في تاريخها. فسدد خوليان فيرنانديس في الدقيقة 58 لكن لوريس تدخل وأنقذا الموقف. ثم تحرك دي ماريا ليمرر إلى ميسي الذي توغل في المنطقة ويسدد خارج المرمى. لا، لم تتحسن حالة “الديوك” بل ازدادت تأزما على مر زمن المباراة، فتعالت هتافات الجمهور الأرجنتيني في سماء لوسيل احتفاء باللقب القادم.
وعزز المدرب سكالوني خط الوسط في الدقيقة 65 بدخول أكونيا في مكان دي ماريا سعيا للحفاظ على التقدم على منافس نال منه التعب البدني والإرهاق المعنوي. وقام ديشان بتغييرين في الدقيقة 70 حيث دخل كومان في مكان غريزمان وكمافينغا في مكان هيرنانديز. إلا أن فرحة مشجعي ميسي وزملائه استمرت في المدرجات لغاية الدقيقة 80 عندما توغل كولو مواني في دفاع الأرجنتين وحصل على ركلة جزاء حولها مبابي لهدف، مقلصا الفارق.
والحدث العجيب في الدقيقة الموالية عندما أدرك مبابي التعادل بتسديدة قوية أسكنها في شباك الحارس الأرجنتيني لينفجر الجمهور الفرنسي فرحة من شدة الصدمة، فمن كان يتوقع سيناريو مشابها لذلك؟ تحول كل شيء في دقيقتين، وسجل مهاجم باريس سان جرمان هدفه السابع في المنافسة لينفرد بصدارة الهدافين.
وأمست المباراة مجنونة إذ كاد مبابي يسجل الهدف الثالث في الوقت بدل الضائع لكن تسديدته القوية حولها أكونيا لضربة ركنية، وفي اللقطة الموالية كان ميسي قريبا من مغالطة لوريس بضربة عند مشارف منطقة الجزاء لكن حارس توتنهام تألق وحولها للركنية، لينتهي الوقت الرسمي بالتعادل 2-2.
تأكدت استفاقة فرنسا في الوقت الإضافي واستعادت توازنها وصارت تهدد مرمى منافسها أكثر فأكثر، وصار خط دفاعها يقظا حيث وقف في وجه ميسي والبديل لوتارو مارتينيس فحال دون وصولهما لشباك لوريس في آخر لحظات الشوط الأول.
لكن “البرغوث” استغل هفوة في وسط دفاع “الديوك” ليغالط لوريس ويسجل هدف الفوز لفريقه. لكن من أنقذ فرنسا من الغرق؟ ومن حصل على ركلة جزاء وحولها لهدف التعادل؟ إنه كيليان مبابي، “بيليه” عصره.
وفي النهاية، فاز الفريق الأرجنتيني فوزا مستحقا وأضاع كومان وتشواميني لفرنسا وتألق الحارس مارتينيس ليزعزع ثقة المهاجمين الفرنسيين ويساهم بقدر كبير في فوز فريقه.
علاوة مزياني، موفد فرانس24 إلى الدوحة