أحمد يوسف التاي يكتب: الوجه الخفي للوسطاء الدوليين
[ad_1]
(1)
نشأت الأطماع الدولية مع نشأة الدول…والتأريخ حدثنا بكثرة وبصورة متشابهة ومكررة ومتطابقة عن هذه الأطماع التي اتخذت أشكالاً ووسائل عدة عبر مراحل مختلفة بدءاً باجتياح الجيوش المنظمة وانتهاء بـ (الوسطاء الدوليين ) … الغارات العسكرية واجتياح الجيوش للبلدان الآمنة بهدف التوسع كانت أولى الوسائل، وكذا عصر الفتوحات الإسلامية بهدف نشر الدعوة ، والتي تحولت فيما بعد إلى أهداف توسعية وأطماع سلطوية ، إلى أن جاءت حقبة الإستعمار التي اتخذت هي الأخرى انواعاَ عديدة من بينها الحماية والوصاية الدولية.. وكل هذه الأشكال تصب في معين واحد وهي الأطماع الخارجية وحماية المصالح الدولية وبين هذا وذاك يوجد الصراع الدولي المحموم…والسؤال ما هونصيبنا في السودان من ذاك..السودان بكل تأكيد تعرض لكل تلك الأشكال، والآن يتعايش مع الأخير منها (الوسطاء الدوليين)..
(2)
وتُعد الخلافات الداخلية من أبرز المداخل والثغرات لفتح الطريق أمام التدخلات الخارجية وتحقيق الأطماع والأجندة الدولية والإقليمية، عبر ما يُعرف بالوسطاء الدوليين الذين يدرسون كل الملفات ويضعون أيديهم على كل المعلومات الخطيرة والحساسة ونقاط الضعف ومناطق القوة للقيام بضربها في الوقت المناسب وسيكون الأمر سهلا أمام الأطماع الدولية إذا وجدت في البلد المعني ملفات الأقليات الدينية والإثنيات العرقية، وغالباً ما يُنتدب لذه المام أشخاص ذوي خلفية استخبارية أمنية.
(3)
مما يسهل عمل الأطماع الدولية ايضاً كثرة نقاط ضعف الحاكمين بحيث تستغل التدخلات الدولية هذه النقاط خاصة إذا كانت سجلات الحاكمين تحتوي على بعض الجرائم والفضائح وجميع مما يخشى أن يطلع عليه الرأي العام بالداخل والخارج، فتصبح تلك الملفات المتسخة “كروت” ضغط بينما يصبح قادة البلاد المعنية رهينة لبعض ممارساتهم التي تستغلها التدخلات الدولية تحت مظلة الوسطاء الدوليين .
(4)
إذا أسقطنا مما ذكرنا أعلاه على الوسطاء الدوليين والسفراء الذين يجوبون البلاد طولا وعرضا دون حسيب أو رقيب وعلى نحو سافر يمس السيادة الوطنية ويتدخلون في كل صغيرة وكبير ويجتمعون مع من يريدون، ويقولون ما يشاءون بشكل يتقاطع مع مهامهم والأعراف الدبلوماسية ، وعلى نحو يجعل هيبة الدولة في مهب الريح، سنجد أن معظم هؤلاء لاتهمهم إلا أطماع بلدانهم وتحقيق مصالحها ، وهذا ما يحتم على القائمين على الأمرأن يتعاملوا بحساسية وطنية مفرطة وحسم وحزم شديدين تجاه الوساطات الخارجية التي تخفي بين أكمامها الأطماع الدولية بصورة لاتخطئها عين…اللهم هذا قسمي فيما أملك… نواصل.
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائما في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.
صحيفة الانتباهة
مصدر الخبر