السياسة السودانية

أحزاب فولكر والدعم السريع – النيلين

▪️ في كل جولات التفاوض بين العسكريين وقحت منذ ٢٠١٩ لم بهددوا بالحرب، لكن بعد تحالفهم مع الدعم السريع أصبح التهديد بالحرب لازمة على ألسنتهم، وألسنة الترلات/قوى الانتقال ، ولهذا فإن استعداد حميدتي للحرب لم تكشفه فقط تحركاته وحشده للقوات وعصيانه للجيش، لقد كشفته، قبل ذلك وأثناءه، تهديدات حلفائه الذين نطقوا بلسانه !

▪️قال قادة أحزاب فولكر، وتوابعها، إن البديل الحتمي لاتفاقهم هو الحرب . وبعد أن أشعل حليفهم العسكري الحرب وخسرها رغم اسنادهم له، قالوا إن البديل الإلزامي للحرب هو اتفاقهم ! أي دولة موز تلك التي يمكن أن تظل رهينة مغامرات وألاعيب فولكر وأحزابه ؟!

▪️ على عكس ما تقوله أحزاب فولكر من أنها اقتربت من الدعم السريع عندما زهد في السلطة واقترب من الديمقراطية، ثبت إنها اقتربت منه عندما اقترب من تعريفها الخاص للديمقراطية، أي حكمها المنفرد لأطول مدة زمنية، بصلاحيات فوق انتقالية، وبلا تفويض شعبي، لتطبيق برنامج غير شعبي، وتعلم أنها لا تستطيع أن تفوز به في انتخابات، أي اكتمل بعده عن الديمقراطية، وحقق المطلوبات الأخرى : اكتملت قابليته للتسيير الخارجي، واكتملت علمنته، وظهرت مطامعه في صورتها القصوى التي لا يعمى عنها إلا من يريدون أن يستثمروا فيها !

▪️ يمكن تلخيص أسباب التحالف بين أحزاب فولكر والدعم السريع في أن قوةً بدأت تتجه لأن تكون جيشاً خاصاً مملوكاً لأسرة، وقابلاً للتسيير الخارجي، رأت، ورأى لها المسيِّرون، أن خير حكم يحقق تمددها واستقلالها وتحولها الكامل إلى ملك خاص ممول من الدولة هو حكم أحزاب صغيرة بلا مبادئ وفي حاجة ملحة لظهير عسكري تردم به المسافة بين مطامعها الكبيرة ووزنها الخفيف .

▪️ يمثل الدعم السريع في نسخته الأكثر سوءاً المعادل العسكري لأحزاب قحت المركزي، وتوابعها، فقد جعلته الأربع سنوات يشبهها وتشبهه، ولو أرادت هذه الأحزاب أن تتشكل في ميليشيا، وأن تسلك في العسكرية سلوكها في السياسة، لما اختلف سلوكها عن سلوك الدعم السريع، ولما رأت غير شرعية الميليشيا التي تلغي شرعية الجيش، كمعادل عسكري لشرعية الحكم الانتقالي المزمن الذي يلغي شرعية الانتخابات أو يؤجلها لعشر سنوات أو أكثر، تماماً كالمدة التي طلبتها الميليشيا للدمج !

▪️ إذا كانت مواقف حزب الأمة القومي، الحزب الأكبر، والذي يُقترض أنه الأعقل الذي لديه بقية ثوابت دينية ووطنية، وأنه غير مرعوب من الانتخابات ذات الرعب القحتي، وأنه لا يحتاج إلى الدعم السريع حاجةً وجودية كبقية أحزاب الفكة القحتية، وتوابعها من الكماليين وغيرهم، إذا كانت المواقف المعلنة لقادة هذا الحزب في اسناد الدعم السريع قد وصلت إلى مستوى المطالبة بحظر الطيران ليفقد الجيش واحدة من أهم ميزاته القتالية، وإلى المطالبة بأن تمتلك بعثة الوصاية الأممية الفولكرية قوات أقوى من الجيش الوطني تصده عن ردع الميليشيا المنقلبة/ المتمردة، فيمكن للناس تخيل شكل مواقف بقية أحزاب الفكة التي يشكل الدعم السريع حاجة وجودية لها .

إبراهيم عثمان


مصدر الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى