أبو عاقلة أماسا يكتب: أبو بكر سيد أحمد.. الفنان المثقف والواعي
بحث عن
الرئيسية/كتاب المقالات
أبو عاقلة أماسا يكتب: أبو بكر سيد أحمد.. الفنان المثقف والواعي
منذ 10 ساعات0
أبو عاقلة أماسا
زووم
أبو عاقلة أماسا
أبو بكر سيد أحمد.. الفنان المثقف والواعي
حبيبنا الأستاذ والقامة السامقة أبوبكر سيد أحمد، فنان ليس ككل الفنانيين، فعندما دفع بأغانيه الخاصة إلى الساحة أحدث ثورة، وأرغم أصحاب الذائقة المتمردة أمثالنا للإنصات، فبعد أن شهدت خطواته الأولى في الدورة المدرسية على مسرح مدني الثانوية بداية التسعينات حيث كانت التصفيات، ومسرح الجزيرة في ختام منافسات الولاية الوسطى سابقاً، ساقتني قدماي ربما صدفة إلى مركز الخرطوم جنوب لاستمتع بحزمة من الروائع التي شدا بها في تلك الليلة، وأظنني قد خرجت من هناك وأنا هائم في دنيا أبوبكر سيد أحمد ولعل أجمل ما أشبعني إبداعاً في ذلك اليوم رائعته (يا صديقة كل زول)
يا صديقة كل زول.. يا وفيه ويا ندية
ياحنين الذكرى والشوق.. البزاور مغربية
يا محطات الأماني.. ويا غنا الزمن البعذب… يشكي فيكي.. ويشكي فيا..
وهي للشاعر محمد نجيب.
* ومرة لاحقة تابعته ملء سمعي وبصري في برنامج حاشد بالروعة والجمال، في حضرة المبدع الضخم حسين خوجلي، وليلتها تغنى أبوبكر بسمط الأغنيات (عشرة الأيام).. اللوحة التي رسمها الجنرال عوض أحمد خليفة ولوَّنها بإحساسه الخرافي المرحوم عثمان حسين.. ووقتها اقتنعت بأن هذا النهر العذب الرقراق قد يبتلع كل وديان السودان ويفرض سطوته محاذياً النيل.. وأدركت أنه خطر على عمالقة الغناء السوداني، لو أنه تغنى بأغنية لأحدهم نسي الناس صاحبها الأصلي، لذلك.. عندما استضافته سلمى سيد وأراد أن يؤدي الجريف واللوبيا.. جلست على الأرض وأصغيت واستمتعت.. فهذه الأغنية من روائع الغناء السوداني بمافيها من شجن وحنين وتصاوير، وقد حرك بها الجابري وجدان كل من سمعها.
* أبوبكر أدى أغنيات متفرِّقة لمصطفى سيد أحمد، ولوردي والكابلي، فضلاً عن إنتاجه الخاص والمتفرِّد، وحضوره الزاهي الباهي.. وأنا لست معجباً بأغانيه وصوته وفنه وحضوره الفخيم على المسارح فقط.. بل تشدني شخصية الفنان المثقف والواعي بقضايا وطنه ومجتمعه… شخصية الفنان من إحساسه بما حوله وتفاعله وحساسيته العالية ضد ابتذال الأشياء.. وأرى أنه لم ينل ما يستحقه من صيت.. قياساً بالموهبة والحضور والألق.
* سألته ذات مرة: لماذا تضن علينا بأعمالك الخاصة رغم أنها جميلة ومنتقاة بعناية.. فكان رده: أعمل شنو؟.. كلها مسجلة في الفضائيات ولكن ما يجد حظه من البث هي تلك الأغاني المسموعة..
صحيفة الصيحة
مصدر الخبر