حيدر المكاشفي يكتب: السلاح القمئ القذر المدمر
من أساليب الحرب النفسية القذرة والدنيئة التي ابتدعها وولغ فيها النظام البائد، أنهم استخدموا الاغتصاب كسلاح لاذلال واهانة وكسر ارادة وعزيمة خصومهم، ونشطوا في استخدام هذا السلاح الصدئ والقمئ منذ اللحظات الأولى لانقلابهم المشؤوم، حيث تعرض بعض من عارضوا الانقلاب من الرجال لحالات اغتصاب موثقة ومنشورة، ثم واصلوا استخدام الاغتصاب كسلاح للتدمير النفسي الى جانب اسلحة الابادة الجماعية التي أعملوها في دارفور، يبيدون الأهالي ويحرقون القرى ويستبيحون النساء،
ورصدت ووثقت المنظمات الحقوقية الدولية والوطنية مئات ان لم نقل الاف الحالات التي تعرضت فيها النساء الدارفوريات للاغتصاب الفردي والجماعي، ونذكر هنا تلك العبارة السفيهة والبذيئة واللا اخلاقية واللا دينية للرئيس المخلوع البشير، التي قالها ساخرا ومقللا ومسفها لتلك التقارير التي أثبتت حالات الاغتصابات تلك، نقلها عنه في تصريحات شهيرة وموثقة المرحوم د. الترابي، وبالطبع احتراما للقارئ لن أذكرها، كما أكد ذلك في محاكمة مشهودة ومدونة في مضابط المحكمة أحد المتهمين باغتيال الشهيد أحمد الخير، اذ قال ان مهمته ووظيفته الموكلة له في جهاز الأمن هي (مغتصب)، وواصلت هذه الذئاب اللا بشرية التي تم تربيتها وتدريبها على هذا الفعل الاجرامي اللا انساني، ممارسة الاغتصاب الممنهج والمتعمد منذ عملية فض الاعتصام القذرة وما بعد انقلاب 25 اكتوبر والى الحادثة الأخيرة التي استهدفوا فيها أحد قيادات لجنة ازالة التمكين ( المجمدة) عبر طفلته الصغيرة، مستخدمين أساليب التحرش والاغتصاب كسلاح سياسي لكسر الخصوم وارهابهم، خاصة ان هذه الحادثة الكريهة والدنيئة تم ارتكابها عن قصد لتتزامن مع وقت انعقاد ورشة تحضيرية للجنة ازالة التمكين، وتلقينهم الصغيرة رسالة لابلاغها لوالدها مفادها أننا قادرون على ايذائك والوصول اليك حتى في عقر دارك، ومعلوم ما كانت تشكله لجنة ازالة التمكين من رعب لفاسدي النظام البائد، ولهذا عمدوا عندما أحسوا بقرب عودتها للمواصلة في كنس فسادهم لارعاب وتهديد أعضاء اللجنة وتخويفهم بكسر ارادتهم وخلخلة عزيمتهم، وهيهات لهم، فقد جاءهم الرد سريعا وقويا من والد الطفلة (نحن قادرون على التماسك ونحن نموت واقفين لأننا مشروع شهداء، وابنتي ليست أفضل من الشهيدة ست النفور)..
ان هذه الفعلة الدنيئة النكراء التي تشير كل الشواهد أن وراءها فاسدي النظام البائد وفلوله لتحجيم لجنة ازالة التمكين البعبع الذي يرتجفون لمجرد سماع اسمه، تؤكد أنهم ما زالوا متشبثون بالعودة الى السلطة التي حازوها بقوة السلاح، وما انفكوا يخططون ويتآمرون بفعل كل ما يمكن ان يرتد بالبلاد الى عهدهم الغيهب، وعلى استعداد من أجل ذلك لفعل (السبعة وذمتها)، من افعال قذرة ومنحطة ولهم في ذلك باع طويل ودربة ومهارة، وقد شهد الناس طوال عهدهم المشؤوم كيف انهم حولوا كل ما هو سامي وجميل إلى كومة من الانحطاط وكل ما هو مستقيم وواضح إلى معوج وغارق في التيه والضلال، حتى الدين الاسلامي لوثوه بقذاراتهم وأهوائهم، فقتلوا باسمه وسرقوا ونهبوا تحت راياته وهم متلفحين بآياته وشعاراته، وخطورة ما اقدموا عليه بهذه الفعلة النكراء باستخدامها كسلاح سياسي، أنها سلاح ارتدادي يمكن بل حتما سيرتد على مستخدمه، فمن يستخدمونه لهم أيضا بنات ونساء لن يكن بمأمن منه، فالقاعدة الطبيعية تقول(لكل فعل مادي رد فعل مساو له في المقدار ومعاكس له في الاتجاه)، فاحذروا هذا السلاح القمئ المدمر..
صحيفة الجريدة
مصدر الخبر