حكاية (اغتيال عروس الشمالية في شهر العسل)
رواية (اغتيال عروس الشمالية في شهر العسل)
للكاتب ياسين الشيخ
قصة حقيقية جرت أحداثها في ثمانينيات القرن الماضي بإحدى القرى الوادعة بشمالي السودان.. لم يتم تداولها ولم يسمع عنها احد بسبب ضعف الإعلام في ذلك الوقت..
القصة صاحبتها أحداث ساخنة ومثيرة للغاية ولم يتم اكتشاف القاتل الذي لم يترك اي اثر لجريمته الا في الحلقات الأخيرة..
الحلقة الأولى (مولد فطين ست الفريق)..
في يوم الجمعة التاسع من أبريل للعام 1971 ميلادية الموافق للرابع عشر من شهر صفر لسنة 1391 هجرية ولدت بإحدى القرى الوادعة بشمال السودان طفلة شديدة الجمال أطلت بشعرها الناعم الغزير الذي كان يغطي عينيها المعسولتين، وسعِد التبري المعتق حينما أصبح وصفا للون بشرتها..
اختار لها والدها المزارع سيد أحمد اسم فاطمة على اسم والدته التي كانت أسعد الناس بقدوم حفيدتها الأولى للحياة، والدتها عرفة كانت تحاول أبعادها قدر المستطاع عن أعين الناس خوفاً عليها من العين ولم تفارقها ولو للحظة وظلت ترعاها طيلة الخمسة أعوام قبل أن تنجب شقيق لفاطمة لتتولى جدتها رعايتها تحت أنظار امها عرفة..
أخذت فاطمة تكبر وجمالاها يزيد وعندما وصلت للعاشرة من عمرها أطلق عليها أهل القرية اسم (ست الفريق) بعد أن أخذت ذكاء وحكمة جدها الراحل وطيبة جدتها وكرم والدها وبشاشة والدتها وحنية خالاتها ولطافة عماتها، بكل هذه الصفات تكونت شخصية فاطمة (ست الفريق)..
عندما بلغت الرابعة عشر ربيعا اصبحت أشهر معلم من معالم القرية، للدرجة التي جعلت احد حكماء القرية يهمس في أذن والدها بعد أن شاهدها تحرص على الاهتمام بتجهيز وجبات والدها بنفسها وتقوم بتوصيلها للحواشة التي يعمل فيها بل وتتولى عزومة المزارعين والصبيان الذين من حوله فتقسم عليهم أن يشاركوا والدها في (الكسره ) و(القراصة) بعد تمرسها في (العواسة)..
الرجل الحكيم همس في إذن ابيها (يا سيد أحمد بتك دي الله يحفظها ليك من العين… ماني داير اخوفك لكن فطين دي ما زوله دنيا)، سيد أحمد شعر بالخوف والرعب بعد كلمات الحكيم وأخذ القلق يسيطر عليه للدرجة التي جعلته يعود لمنزله قبل مواعيده، ما أن دخل المنزل حتى أصبح يصيح كالمجنون (فطين يا فطين) سمعته فطين وجاءت إليه مسرعة بقلق شديد (مالك يا يابا في شنو لعلك طيب؟) فرد عليها (تعالى لا جوه داير اقولك كلام يا ست الفريق)..
خاطبها بنبرة حزينة: (انا خائف عليك يا فطين بتي من العين لانو الناس كلها بقت تتكلم عنك وهسع عمك الزين قال لي كلام خوفني.. دحين تاني ما تجيني في الحواشة ولا تجيبي لي الأكل براي بجي اشيلو من البيت) فردت عليه: ( يابا انا كان جاتني عين خلها التجيني، اخير الناس يتكلموا فيني بي خير من يتكلموا فيني بالشر.. وكان على كلام عمي الزين هو زول طيب عشان كدي.. وانا حلف يا ابوي مافي زول يخدمك غيري والجاية من الله بتجي كان الليلي ولا بكره) بعد كلمات فاطمة المؤثرة اختلطت مشاعر الأب ما بين الإعجاب بابنته وما بين قلقه عليها فرد عليها (الله يحفظك يا بنيتي)..
فاطمة الأن في السادسة عشر من عمرها بدأ عقلها يزداد تفتحا ومع نضوجها المبكر ظهر لها فارس أحلامها وطرق باب قلبها فهل تستجيب؟؟ هذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة بإذن الله…
.. كونوا بخير 🖐️🖐️
#ياسين_الشيخ
مصدر الخبر