الغالي شقيفات يكتب : شهامة قرية ود الشافعي
جاء في الأخبار أنّ مواطني قرية ود الشافعي – محلية جنوب الجزيرة، رفضوا قافلة مساعدات إنسانية سعودية.. وتعود التفاصيل إلى أنّ صاحب القافلة رجل أعمال سعودي قام بإحضار قافلة مساعدات إنسانية تتمثّل في مواد غذائية عدد ألف سلة، إلا أنّه اشترط عند تسليم السلة أن يتم تصوير أي مواطن يستلم سلته.
وقال مواطنون لــ(الصيحة)، إن رجل الأعمال السعودي اشترط تسليم السلة مقابل تصوير كل مستلم للسلة، ما اعتبره المواطنون نوعاً من أنواع الذلة والإهانة، وقاموا بإرجاع جميع المواد الغذائية بعد رفعها في عربة الدفار.
جديرٌ بالذكر أنّ رجل الأعمال السعودي كان بمعيته سوداني يدعى أمير سيد أحمد (بورتسودان) وشاهدت أيضاً فيديو متداولاً يتحدث عن ذات الموضوع.
وقرية ود الشافعي تعرّضت للسيول والفيضانات، وكان حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي قد تبرّع لهم ببعض المواد الغذائية “دقيق سيقا وأشياء أخرى”، والشعب السوداني له عادات وتقاليد لا يقبل الذلة والمهانة مهما بلغت به الظروف. والجهات السعودية المانحة عليها احترام العادات والتقاليد، ونحن في ثقافتنا لا نقبل تصوير نسائنا وأطفالنا مهما كان، فالجزيرة هي السودان وود الشافعي هي الجزيرة، وإن كان المغزى إثبات وصول الإغاثة، كان يكتفي بتصوير رمزي داخل القرية وذلك يكفي، أما تصوير الجميع فربما تكون هنالك مآرب أخرى!
عموماً، انتصر أهل قرية ود الشافعي لكرامتهم وعزتهم وتاريخ أجدادهم، وديننا الحنيف يحثنا على ذلك، وقد اهتم الإسلام كثيراً بموضوع العزّة، حتى كان فيصلاً في كثير من الأُمور، ففي المأثور: “إنّ الله يرضى لعبده كل شيء إلاّ الذلّ”، و”لا ينبغي أن يذل المؤمن نفسه”، مصداقاً لقوله تعالى: (ولله العزّة ولرسوله وللمؤمنين) المنافقون الآية 8، وقوله أيضاً: (ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين) آل عمران.
خارج النص
أنهت المجموعة التي أغلقت طريق “الفاشر – نيالا” قبالة معسكر زمزم، احتجاجها وكان قد حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي قد أرسل وفداً برئاسة الأستاذ بابكر أبكر حمدين وزير الصحة بحكومة الإقليم وتوصّل معهم إلى تفاهمات أنهت الاعتصام وانسابت حركة السيارات، وبابكر قيادي بحركة العدل والمساواة أثقلته التجارب لحل لمثل هذه الإشكاليات بالحكمة وتجنُّب الفض بالقوة، والتحية لقيادات النازحين الذين استجابوا لصوت العقل والحِكْمَة.
صحيفة الصيحة
مصدر الخبر