الرياضة العالمية

السعودية واليمن في المباراة الافتتاحية … العراق يحتضن كأس الخليج لأول مرة منذ 40 عاما


ece99562d489eeae5abf0ed7cf4028f0f1301751

نشرت في:

عمت شوارع مدينة البصرة في أقصى جنوب العراق الجمعة أجواء احتفالية لمشجعين متحمسين لمشاهدة مباريات بطولة كأس الخليج التي تستضيفها المدينة، حيث تتبارى ثماني دول من المنطقة. وسيشهد يوم الجمعة مباراتين، الأولى تجمع الفريق العراقي الضيف بنظيره العماني والثانية منتخب السعودية بنظيره اليمني الذي يسعى لتحقيق المفاجأة هذه المرة. ويبقى اليمن الفريق الوحيد من بين المنتخبات الثمانية المشاركة في البطولة، الذي لم يحقق اللقب بعد.

شهدت مدينة البصرة العراقية الجمعة حماسا كبيرا لمشجعين توافدوا من مختلف الدول الخليجية لمتابعة بطولة خليجي 25 ومشاهدة مختلف المباريات، على غرار مباراتي اليوم الأول التي ستجمع الفريق العراقي الضيف بنظيره العماني والثانية بين منتخب السعودية والمنتخب اليمني.  

ويسعى منتخب اليمن لتحقيق المفاجأة وتسجيل نتيجة إيجابية هذه المرة، بعدما فشل في إحراز أي انتصار في مشاركاته التسع السابقة في البطولة. كما يعد أيضا المنتخب الوحيد بين المنتخبات الثمانية المشاركة، الذي لم يحقق لقب البطولة بعد.

من جانبه، اعتبر سعد الشهري مدرب منتخب السعودية أن تشكيلته الرديفة ستشارك في البطولة بدءاً من الجمعة “بهدف تحقيق اللقب”.

وقال الخميس في مؤتمر صحافي عشية مواجهة اليمن في افتتاح مشوار “الأخضر” في “خليجي 25”: “أعتمد نفس الأفكار مع المنتخب الحالي الذي يجمع بين لاعبي الأولمبي والمنتخب الأول، جئنا بطموح تحقيق اللقب، فلا فرق بين لاعب أولمبي أو منتخب أول”، وفق ما نقل الموقع الرسمي لاتحاد كأس الخليج العربي.

وتابع حول اليمن، قائلا: “نحترمه كثيرا، الكرة اليمنية تطورت بشكل جيد، وهم جاهزون من خلال معسكر بمصر، تعادلنا من قبل ولا يمكن توقع نتيجة اللقاء”.

هذا، وستتبارى في مدينة البصرة ثماني دول من المنطقة، في تجربة تشكل تحدياً حقيقياً لبلد أنهكته الحروب وأثقله الفساد.

وقبل ساعات من انطلاق المباراة الأولى الجمعة التي يتقابل فيها البلد المضيف مع عمان، اكتظت المدينة الواقعة على مقربة من الحدود مع إيران والكويت، بنحو 10 آلاف مشجع قادمين من دول الخليج، وفق مصدر محلي.

وبدت أعلام السعودية وقطر والدول الخليجية الأخرى المشاركة مرفرفة على كورنيش البصرة المطل على نهر شطّ العرب حيث يلتقي دجلة والفرات، فيما جلس الزوار في المقاهي المجاورة يحتسون القهوة ويدخنون النرجيلة.

وجاء أحد المشجعين يدعى عمر بدر البالغ 22 عاماً من الكويت المجاورة، معبرا عن شعوره و”كأنني بين أهلي وإخوتي… كل ما دخلنا مطعماً، يقولون لنا لا تدفعوا الحساب ويدعوننا إلى بيوتهم”.

وكان يفترض أن ينظم العراق هذه البطولة في العام 2014، لكنها نقلت لاحقا إلى السعودية بسبب مخاوف أمنية، حيث كان تنظيم “الدولة الاسلامية” يحتلّ مساحة واسعة من الأراضي العراقية، بينها مدينة الموصل، أكبر مدن شمال البلاد.

ويذكر أنها المرة الأولى منذ العام 1979 التي يستضيف فيها العراق بطولة كأس الخليج، أي منذ العام الذي بسط فيه صدام حسين يده على السلطة في البلاد.

وتلا ذلك الحرب مع إيران (1980-1988)، ثم غزو العراق للكويت وحرب الخليج (1990-1991)، ثم الغزو الأمريكي في العام 2003، ثم الصراع الطائفي الذي بلغ ذروته بين عامي 2006 و2008.

الآن تغيرت الأوضاع.. البطولة “عادت الآن”

وكان العراق قد احتفل منذ فترة وجيزة بمرور خمس سنوات على “انتصاره” على تنظيم “الدولة الاسلامية”. وعلى الرغم من أن الجهاديين ينفذون من وقت إلى آخر هجمات متفرقة شمال البلاد، إلا أن البلد النفطي بات يعرف استقرارا نسبيا.

وإلى غاية نهاية هذه البطولة التي تختتم في 19 كانون الثاني/يناير المقبل، يستقبل العراق والبصرة الجيران العرب، لا سيما من الكويت الذي احتله العراق انطلاقاً من البصرة، قبل أن يتم إخراجه في عملية عسكرية لتحالف دولي مطلع العام 1991.

فبعد ثلاثة عقود من تلك الحرب، أتى محمد العازمي الكويتي البالغ 39 عاماً، إلى البصرة. ويتحدّث العازمي عن عودة “العلاقة الأخوية بين الكويتيين وأشقائهم العراقيين إلى مجاريها” بعد كل تلك السنوات، مضيفاً أن هناك “روابط اجتماعية وعائلية” تجمع البلدين الجارين.

من جهته، يأمل لؤي منصور، أحد سكان البصرة في أن “تكلل البطولة بالنجاح”، مضيفا: “حُرمنا من هذه البطولة منذ العام 1979…الحمد الله عادت الآن”. 

وإلى ذلك، فقد بذل المنظمون جهوداً مضاعفة من أجل تأمين بنى تحتية ملائمة، تضع طيّ النسيان منع استقبال البطولات الدولية الذي رافق العراق على مدى سنوات بسبب عدم الاستقرار والنزاعات المتكررة.

“انتعاش اقتصادي”

وفيما يخص البنى التحتية، تضمّ مدينة البصرة ملعبين، يتمثل الأول في ملعب البصرة الدولي الذي افتتح في 2013 ويتسع لـ 65 ألف مشارك، والثاني ملعب الميناء الذي تم تدشينه قبل أسبوعين فقط من البطولة ويتسع لثلاثين ألف شخص.  

وخصصت الحكومة العراقية 33 مليون دولار لاتحاد كرة القدم العراقية من أجل تنظيم هذه الكأس.

كما شهدت المدينة بعض أعمال التجديد قبيل البطولة، على غرار الكورنيش الذي خضع لأعمال ترميم حيث شُيّدت بعض الفنادق، ورُصفت الشوارع.

ويأمل سائق سيارة الأجرة مهند عبد العزيز، في أن يستمرّ زخم تحسين خدمات المدينة وبنيتها التحتية.

ويقول: “استضافة بطولة كأس الخليج العربي هنا أمر مهم، وربما سيكون لذلك انعكاسات اقتصادية إيجابية وقد تشكل فرصة لإنعاش الجوانب الاقتصادية وتنتعش أيضا فرص عمل”.

وعلى الرغم من أن البصرة غنية بالنفط، لكنها تعاني من أوضاع اجتماعية صعبة ومن الانعكاسات المدمرة للتغير المناخي، والبطالة فيها مرتفعة فيما تعتبر الخدمات العامة من ماء وكهرباء سيئة.  

ويثير ذلك حزن مهند عبد العزيز الذي عليه أن يؤمن من سيارة الأجرة القوت اليومي لعائلته المكونة من أربعة أبناء. ويقول: “التحضيرات لاستضافة البطولة كلفت الحكومة المحلية أموالاً طائلة”. مضيفا: “نتطلع أن تكون خليجي 25 دافعاً لإنهاء معاناة أعداد كبيرة من الأسر الفقيرة ما زالت بحاجة إلى مساكن وتطوير للخدمات الحياتية”.

ويبقى الفساد حاضرا في كلّ جوانب المجتمع، وفي كلّ أرجاء العراق،  فالبلد مصنف في المرتبة 157 من بين 180 في مؤشر “مدركات الفساد” لمنظمة الشفافية الدولية.

فرانس24/أ ف ب


المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى